عزيزى نيوتن
علقت صحيفة «المصرى اليوم» ٤ /٢ فى صفحتها الأولى على لقاء وزير الخارجية المصرى مع وزير الطاقة الإسرائيلى فى واشنطن، بمانشيت عريض يقول: «لقاء مصرى - إسرائيلى لمدة ٦٠ دقيقة برعاية أمريكية»، وفى الداخل كان عنوان التغطية بالبنط العريض «مبادرة أمريكية تجمع مصر وإسرائيل فى واشنطن». ولقد تم هذا اللقاء، الذى يعد أول لقاء يجمع بين وزير إسرائيلى ومسؤول مصرى رفيع المستوى منذ عدة سنوات كما جاء بالخبر، على هامش قمة الأمن النووى التى افتتحت فى الولايات المتحدة منذ يومين.
فهل بعد أكثر من سبع وثلاثين سنة من توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتى تمت بمبادرة مصرية شجاعة وقف لها العالم الديمقراطى إجلالاً واحتراماً، تحتاج مصر إلى «رعاية» أو «مبادرة» أمريكية، ليجلس مسؤول سياسى رفيع بها مع آخر إسرائيلى؟.. وكيف تُمارس مصر دورها الإقليمى الرائد فى المنطقة - ذلك الدور الذى دافع عنه سامح شكرى وفند مزاعم بعض المراكز البحثية الأمريكية حول تقلصه كما جاء بالخبر- فى غيبة تواصل مصرى إسرائيلى على أعلى المستويات؟.
الحكومات تَحكُم ولا تُحكَم، والقيادات تقود ولا تقاد، وليس من أصول الحكم ولا قيادة الأمم مبدأ ما يطلبه المستمعون، ومواجهة إسرائيل فى السلام فُرضت علينا تماماً كما فرضت علينا من قبل حربها. فكما واجهناها فى الحرب، فعلينا ألا نخشى من مواجهتها فى السلام ونتقاعس عنها، وذلك ليس إكراماً لها ولا تودداً إليها، وإنما إعلاء لدور مصر الأممى والإقليمى، وإثباتٌ لحضورها فى الساحة الدولية عامة، وفى منطقتنا خاصة. هذه هى اللغة التى تتكلمها كل حكومات ودول العالم اليوم، فعلينا أن ننطقها مثلهم، حتى نشترك فى حديثهم.
د يحيى نور الدين طراف
تعليق نيوتن:
أكليشيهات وشعارات كثيرة توارثناها من الحقبة الناصرية. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. مؤامرة الإمبريالية العالمية ضد مصر. رجال الأعمال مصاصو دماء الشعب. شعارات غيّبتنا عن الواقع. أفقدت مصر تسامحها الذى كانت تنعم به قبل عام 1952. عندما انصهر فيها أصحاب كل الديانات والجنسيات المختلفة. عبدالناصر توفى عام 1970. إنما مازالت شعاراته تتحكم فى عقول المصريين. ربما كانت أفكاره صالحة لعصره. لكن بكل تأكيد هى غير صالحة لأى شىء اليوم. ومن بعده لم يجرؤ أحد على ابتكار شعارات جديدة. فلم يعنَ أحد بتغيير السوفت وير.
صحيح أن السادات فرض السلام على إسرائيل. أخذ زمام المبادرة. حقق المعادلة الصعبة. الانتصار والسلام. لكننا بعد أربعة عقود مازال السلام حبراً على ورق. وكأننا نخشى العلاقة مع إسرائيل.