تأجل إنطلاق السفينة اللبنانية «مريم» تجاه قطاع غزة إلى موعد غير محدد بعد أن رفضت السلطات في قبرص استقبالها، في حين أكد منظموا الرحلة أنه لم يتم إلغائها وأنهم يجرون اتصالات بتركيا واليونان لتكونا بديلاً لقبرص.
قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبنانى «غازي العريضي» إنه أعطى الإذن لسفينة «مريم» التي تنوي الابحار إلى شاطىء غزة لكسر الحصار بالانتقال من لبنان إلى قبرص، حيث كان مقرراً أن تبجر الأحد باتجاه الشواطئ القبرصية، إلا أن السلطات رفضت استقبال الباخرة وبالتالي لا تستطيع الباخرة أن تبحر إلى قبرص ما دامت السلطات القبرصية لم توافق على استقبال السفينة.
وشدد العريضي على الموقف اللبنانى الواضح في رفض الحصار على غزة وفى تأييد كل جهد شعبي ودولي لفك الحصار، لافتاً فى الوقت ذاته إلى ضرورة التقيد بالانظمة والقوانين.
وقال "أنا على تواصل دائم مع منظمي رحلة السفينة حيث تفهموا هذا الموضوع واذا وجدوا وسيلة أخرى أو اتفاقاً آخر مع أي دولة أو مع أي مرفأ يقيم علاقات مع لبنان فأنا على استعداد للسماح للسفينة بالابحار إليه".
وشدد الوزير اللبناني على أن منظمى الرحلة لن يقدموا على عمل يتجاوز الأنظمة والقوانين ولن يدخلوا في مغامرة ما دامت قبرص لم تسمح لهم بالإبحار إليها وسيحولون المساعدات التي تحملها السفينة إلى الشعب الفلسطيني في غزة عبر طرق ووسائل أخرى.
وقالت المتحدثة باسم الرحلة «ريما فرح»، "تم إبلاغنا بالرفض القبرصي لاستقبالنا وموقف وزير النقل من وسائل الاعلام"، وأضافت "نحن نجري اتصالات عاجلة عبر اكثر من قناة ببعض الدول المحيطة بنا، وبينها تركيا واليونان، للحصول على اذن بالرسو في أحد موانئها، في ضوء اعلان وزير النقل اللبناني بعدم السماح لنا بالابحار اذا لم نجد ميناء يوافق على استقبالنا".
ودعت "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار" في غزة الجهات المعنية تسهيل رحلة السفينة الإنسانية، خاصة أنها استوفت جميع الإجراءات القانونية. وأشارت اللجنة إلى أنها تواصلت مع ياسر قشلق، رئيس مؤسسة فلسطين الحرة التي تحرك السفينة، والذي أكد على أنهم يسعون لإيجاد آليات بديلة في وقت لاحق وأن الرحلة لن تلغى. ويبحث منظمو رحلة السفينة "مريم" إمكانية تغيير مسارها باتجاه اليونان بعد إعلان السلطات القبرصية أنها لن تسمح للسفينة بالإبحار من موانئها إلى غزة. وقال المنظمون إن اتصالات تجرى مع الحكومة اليونانية، في حال أصرت قبرص على قرارها بالمنع.
وأكد «جمال الخضري» رئيس اللجنة، أن ضغوطاً كبيرة تعرضت لها «مريم» دفعتها لتأجيل إنطلاقها تجاه غزة، وقال "السفينة تقل متضامنات وراهبات أمريكيات وشخصيات نسائية من دول عدة، وتحمل على متنهما مساعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى والأدوية المعالجة لمرضى السرطان وللأطفال والنساء".
وشدد على إصرار حملات الدعم الدولية والعربية على مواصلة الطريق والعمل حتى رفع الحصار الاسرائيلى الجائر المفروض على غزة منذ أكثر من 4 سنوات بشكل كامل ونهائي"، وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية باستخدام القوة لعرقلة مسيرة السفينة قال "التهديدات والاتهامات الإسرائيلية جاهزة لكل سفينة تضامنية مع غزة".