جاء إعفاء المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء الاثنين الماضى، لتسدل الستار على رحلة الصعود السياسى- القصيرة- لقيادات تيار استقلال القضاء بعد ثورة يناير.
تولى جنينة منصب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات بقرار من الرئيس المعزول محمد مرسى فى 6 سبتمبر 2012 بعد أن بقى موقع رئيس الجهاز الرقابى الرفيع شاغراً لنحو 18 شهرًا منذ استقالة آخر رؤسائه المستشار جودت الملط فى مارس 2011. شهدت فترة رئاسة جنينة للجهاز أزمات عديدة، كان آخرها تلك التى فجرتها تصريحاته عن تكلفة الفساد فى مصر، والتى قدرها بنحو 600 مليار جنيه خلال عام 2015، ما انتهى إلى التحقيق معه أمام نيابة أمن الدولة العليا، قبل ساعات من صدور قرار عزله.
ولد المستشار هشام جنينة بمدينة المنصورة- محافظة الدقهلية، عام 1954، وتخرج فى كلية الشرطة دفعة عام 1976 التى تخرج منها اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق. عمل جنينة بعد تخرجه بمديرية أمن الجيزة، ثم انتقل للعمل فى النيابة العامة حتى أصبح قاضيًا.
تدرج فى السلك القضائى حتى وصل لمنصب رئيس محكمة استئناف القاهرة، وبرز اسمه ضمن قيادات تيار الاستقلال الذين طالبوا بتطهير القضاء واستقلاله عن السلطة التنفيذية، فضلاً عن دورهم فى كشف تزوير الانتخابات البرلمانية فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك عام 2005. أثار جنينة خلال توليه رئاسة الجهاز المركزى للمحاسبات أزمات عديدة بتقاريره التى كشفت إهدار مليارات الجنيهات بسبب الفساد فى أجهزة ومؤسسات الدولة، ومطالبته بإخضاع مجلسى الشعب والشورى لرقابة المركزى للمحاسبات أسوة بالسلطتين التنفيذية والقضائية اللتين تخضعان للرقابة المالية، ما عرضه لانتقادات حادة واتهامات بالانتماء لجماعة الإخوان، تصاعدت بعد تصريحاته المتعلقة بفاتورة الفساد فى مؤسسات الدولة التى قدرها بنحو 600 مليار جنيه خلال عام 2015، قبل أن يوضح أنها متعلقة بالفترة بين عامى 2013 و2015. شكل الرئيس عبدالفتاح السيسى لجنة لبحث صحة تصريحات «فاتورة الفساد»، وانتهت إلى أن الأرقام التى ذكرها جنينة «غير دقيقة»، واستمعت نيابة أمن الدولة العليا لأقوال رئيس المركزى للمحاسبات السابق قبل ساعات من إقالته، وقالت فى بيان إن «تصريحه يتسم بعدم الدقة، وإن الأرقام والبيانات التى قدمتها اللجنة المشكلة من الجهاز حول قيمة الفساد، غير منضبطة، وتتضمن وقائع سابقة على عام 2012 وتكرارًا فى قيمة الضرر»، ثم أعلنت رئاسة الجمهورية إعفاء جنينة من منصبه.