«لا صوت يعلو فوق صوت الكلاسيكو»، هذا هو لسان حال المملكة الإسبانية وجميع الإسبان وعشاق الساحرة المستديرة، حول الملعب خلال الساعات الحالية في انتظار مباراة كلاسيكو الأرض المرتقبة، السبت، بين قطبى الكرة الإسبانية على مر العصور، الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد على ملعب استاد «كامب نو» البرشلونى في إقليم كتالونيا.
أخبار متعلقة
وتقام المباراة هذه المرة وسط هواجس أمنية كبيرة تهددها في ظل موجة الإرهاب الأسود التي تضرب أوروبا منذ فترة، وآخرها العمليات التفجيرية في العاصمة البلجيكية بروكسل، وما سبقها من تفجيرات في العاصمة الفرنسية باريس راح ضحيتها العشرات، وبجوار استاد «دو فرانس» الذي استضاف مباراة فرنسا وألمانيا الودية، وأخيراً ما تلا ذلك من تهديدات لبطولة يورو 2016 التي تحتضنها فرنسا والأصوات المنادية بتأجيلها.
وعززت الحكومة الإسبانية من إجراءاتها الصارمة قبل مباراة الغد، ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية عقد وزير الدولة الإسبانى لشؤون الأمن، الخميس، اجتماعاً مع القيادات الأمنية في إقليم كتالونيا من أجل استعراض خطة تأمين المباراة، وتم عمل نقاط تفتيش حول الاستاد والاستعانة بالكلاب البوليسية وأدوات الكشف عن المفرقعات صبيحة يوم المباراة، من أجل مسح الاستاد بالكامل. كما استعانت وزارة الأمن بأفراد من الأمن الخاص، نحو ألفى شخص، للمعاونة في أعمال التأمين، إلى جانب نحو 3 آلاف شرطى سيتم توزيعهم داخل وحول الاستاد.
وبعيداً عن الجانب الأمنى، يختتم الفريقان اليوم استعداداتهما للمباراة، وسط حالة من المعنويات المرتفعة المسيطرة على الجانبين من أجل تحقيق الفوز واقتناص النقاط الثلاث، والظفر بلقب بطل الكلاسيكو، التي تعتبر بطولة في حد ذاتها لجماهير الناديين. وتقام المباراة لأول مرة وسط تواجد كامل لكتيبة النجوم في الجانبين، حيث تخلو قائمة الفريقين من أي غيابات على صعيد النجوم الذين تترقب الجماهير الاستمتاع بمهاراتهم في الجانبين، خاصة مثلث الرعب البرشلونى ميسى ونيمار ولويس سواريز، ونظيره في النادى الملكى كريستيانو رونالدو وجاريث بيل وكريم بنزيمة.
وعمد زين الدين زيدان، المدير الفنى لفريق ريال مدريد، الذي يحظى بحب كبير وشعبية طاغية في إسبانيا، خلال الساعات الماضية لتجهيز لاعبيه على الصعيد النفسى أولاً، مشدداً لهم أن فارق النقاط العشر لصالح المنافس يجب أن تكون حافزاً لهم لتحقيق الفوز من أجل إحياء أملهم الضعيف مجدداً في المنافسة على اللقب.
وضم «زيدان» للتدريبات، الخميس، عدداً من اللاعبين الشباب بالفريق الثانى للريال، فيما ظهر الثنائى سيرجيو راموس وبيبى بصورة طيبة بعد غيابهما عن المباريات الأخيرة للفريق.
على الجانب الآخر اطمأن لويس إنريكى، المدير الفنى لبرشلونة- الذي يخوض المباراة بأعصاب أهدأ، نظراً لابتعاد فريقه في الصدارة- على جاهزية لاعبيه في تدريب قوى حضرته الجماهير الخميس لتحفيز اللاعبين، واطمأن خلاله على جاهزية لاعب الوسط، راكيتيتش، الذي كان يشكو من شد في العضلات في الأيام الماضية.
ويعقد الاجتماع الفنى للمباراة، مساء اليوم، بحضور مندوبى الفريقين، ومندوب من الأمن الإسبانى وحكم المباراة، أليساندرو خوزيه هيرنانديز، الذي يدير مباراة الكلاسيكو لأول مرة، ومعروف عنه صرامته وإشهار البطاقات الملونة دون تردد.
