فى القاهرة الآن وفد من منظمة حماس.. ورغم كل ما ترتكبه حماس فى حق كل المصريين، فإن القاهرة لا ترد عن بيتها كل من يدق بابها، ولو كان يخفى فى يده اليمنى نفقاً تحت الأرض.. يتسلل منه المخربون.. وفى يده اليسرى خنجراً يقطر سماً يطعن به صدر الشقيق الذى يرحب به.. مصر لا ترد من يسعى إليها.. حتى ولو كان يحمى قاتلاً مأجوراً يدفع له الثمن، سواء جاء من طهران - فى شرق مصر أو من يحركه من الدوحة - والثمن هنا يسيل له اللعاب.. أو من يحاول استعادة سلطانه، سواء كان تركياً حالماً بإعادة سطوة آل عثمان ولو كان اسمه أردوجان.. أو من يحتمى به من إرهابيين، كل همهم السلطة والجاه.
مصر - دائماً - كانت الشقيق الذى يعفو عند المقدرة.. لكنها لا تنسى من يسىء إليها، حتى ولو كان شقيقاً.. ومن هذا المنطلق تفتح مصر أبوابها اليوم لوفد «حماس» لعل وعسى أن يهديهم الله سواء السبيل.. رغم «أنهم» دائماً ما كانوا يسيئون إليها.. و«يعضون» اليد التى طالما مدت إليهم بالخير.. والحنان.. فهل تعى حماس معنى «الجيرة» أو على الأقل معنى الوفاء لمن ضحى بمئات الألوف من شبابه وخيراته.. من أجلهم.. أشك كثيراً فى أنهم سوف يردون الجميل لنا، رغم أننا من سنبقى الأكثر وفاءً للقضية!!
ورغم ذلك، فإن مصر لم ترد القادمين، ولم تتوقف عن تقديم العون لهم رغم أنها هى نفسها تعانى.. وشعبها يستحق أكثر منهم.. انطلاقاً من القاعدة التى تقول إن ما يحتاجه البيت.. يحرم على الجامع.. ورغم ذلك لم تبخل.. وقدمت لهم ومازالت أكثر مما يقدم الذين «يدفعون» لهم!!
ولكن «العماليق» دائماً قلوبهم سوداء.. والعماليق فى التاريخ.. هم أبناء غزة.. فهل نأمن لحماس؟ نقول ذلك لأن من بين أعضاء وفد حماس الموجود بالقاهرة الآن من يحمل الجنسية المصرية، اكتسبها من أمه المصرية.. ولكن هل يرعى أحد من هؤلاء حق هذه الأم المصرية المباشرة التى أرضعته.. أو يرعى حق الأم الكبرى «مصر» التى أطعمته من جوع وأمنته من خوف.. أم هم «كلهم» يروعون مصر كلها.. بأعمالهم الإرهابية.. المستمرة.
والطريف - أو هو الضحك كالبكاء - نجدهم فى حماس يسرعون إلى نفى أى علاقة لهم بالإرهاب القادم من عندهم، عند كل عملية.. وكأنهم أعدوا مقدماً كلمات الاعتذار.. رغم أنهم هم الفاعلون!! فمنذ متى نصدقهم.. بل إلى أى مدى؟!
نحن مصممون على تطهير سيناء من أياديهم غير النظيفة.. وللصبر حدود.. ولنا هنا شروطنا التى لابد أن نصمم عليها.. ولابد أن يلتزموا بها.. بداية لابد من أن يوقفوا - من طرفهم - أى تسلل عبر الأنفاق وغيرها.. وأن يسلموا لنا خرائط كل الأنفاق التى تم حفرها بمعرفتهم ومن خلال رجالهم أو على الأقل «أغمضوا» عيونهم عن حفرها ومن يتولى تشغيلها حتى لو كانت حماس هى الشريك الأساسى فى عائدات التهريب من خلالها.
ثم.. من أهم شروطنا أن توقف حماس استقبال وتدريب بعض المنحرفين من سيناء.. وكذلك تسليحهم.. ثم دفعهم إلى سيناء.. نقول ذلك لأن سامى أبوزهرى - المتحدث باسم حماس - قال إن الحركة على استعداد للاستجابة لجميع المطالب المصرية، بل علينا أن نقول لهم وبكل صراحة ووضوح إن حكاية الأنفاق وقيام حماس بتدريب الإرهابيين شرطان فى مقدمة شروطنا المشروعة.. هذا وإلا فلا فتح لمعبر رفح مهما كانت الظروف.. بل إن حق الدفاع الشرعى يسمح لنا بأن نضرب - وبشدة - منابع الإرهاب هناك شرق مدينة رفح المصرية ولكيلومترات عديدة.. وبكل الأسلحة.. ومهما كان السبب، مع تسليمنا خرائط منافذ هذه الأنفاق - من الشرق - أى من ناحية غزة.
هذان شرطان أساسيان يجب أن تلتزم بهما حماس.. قبل أى حوار.. لأننا يجب أن ننتهى من كارثة الأعمال الإرهابية فى سيناء.. وفى غيرها، وأمامنا اعترافات الإرهابيين الذين نفذوا جريمة اغتيال النائب العام المصرى، أى أن جرائم حماس - المدعمة من خارج غزة - تتمدد وتصل إلى داخل باقى الوطن المصرى.. وأن نترك لهم فرصة لا تزيد على شهر لتنفيذهما.. وإلا ستنطلق اليد المصرية لتؤدبهم.. هناك.
■ وعلينا هنا أن نقول لهم إننا نفهم سلوكهم.. ولا ننسى حكاياتهم «ضربنى وبكى.. وسبقنى واشتكى»، وإذا لم يلتزموا فهنا يجب أن يروا العين الحمرا.. ويا روح ما بعدك روح.. أما الجوانب الإنسانية فيما يتعلق بمعبر رفح.. فالأمر متروك لسكان غزة.. ليتحركوا.. إذا لم تلتزم حماس بما يتم تنفيذه من شروط مصرية.. هى حق لنا.