x

جهاد الخازن الحملة على مصر مستمرة جهاد الخازن الأربعاء 30-03-2016 21:25


فى 13 من هذا الشهر نشرت «واشنطن بوست» خبراً عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتعرض لنقد حاد داخل مصر، وقدمت أسماء صحفيين مصريين بارزين انتقدوا أداء حكومته. فى 16 من هذا الشهر نشرت الجريدة افتتاحية (بعض كتّابها من أنجس أنواع ليكود) عنوانها: «لا تكافئوا مصر على تعذيب الأبرياء». الافتتاحية نقلت عن مركز النديم أرقاماً اعتبرتها وحياً مُنزّلاً، ثم استشهدت بمعهد القاهرة لدراسة حقوق الإنسان عن محاكمة 37 جمعية حقوق مدنية مصرية.

أرجو أن يلاحظ القارئ أن الجريدة نفسها تقول فى يوم إن الرئيس السيسى يتعرض لانتقاد حاد، ثم تقول فى اليوم التالى إنه يقمع حرية الكلام.

فى سوء ما سبق أو أسوأ افتتاحية فى «نيويورك تايمز» فى 25 من هذا الشهر، تبدأ بهذه الكلمات: «منذ أن استولى عسكر مصر على السلطة فى انقلاب فى صيف 2013...»، أقول إن هذا الكلام كذب حقير، وكتّاب الافتتاحية الذين يضمون أيضاً بعض غلاة الليكوديين قرروا أن إسقاط حسنى مبارك كان ثورة عليه، أما الإطاحة بـ«الإخوان» بعد تظاهرات فاقت أعداد المشاركين فيها التظاهرات السابقة فانقلاب عسكرى.

أنصار إسرائيل يريدون أن يدمر حزب دينى مستقبل مصر.

أيضاً وأيضاً جريدة «إندبندنت» الليبرالية فى لندن نشرت تحقيقاً مع صورة كبيرة ينقل عن معتقل أنه عُذِّب، وعن زوجة معتقل اختفى. أرجو أن يكون واضحاً أننى لا أدافع عن النظام فى مصر اليوم، وإنما أسأل: كيف يمكن لجريدة محترمة أن تصدق تهم معتقل أُفرِج عنه؟ هل كان سيقول إنه ارتكب ما يستحق أن يُعتَقل بسببه؟ ثم إن هناك حديثاً عن ألوف «المختفين» والمعلومات كلها من طرف واحد، ومرة أخرى كأنها وحى منزل.

لا أريد أن يُعتَقل أحد، وحتماً لا أريد أن يُعذَّب معتقل أو يختفى معتقل آخر. لا يسرنى أن يكون قادة «الإخوان المسلمين» فى السجون. غير أن الحقيقة ليست ما تريد جريدتان أمريكيتان لهما صدقية فى كل موضوع إلا عندما يمس الموضوع إسرائيل أو مصالحها.

فى مصر ألوف الجمعيات الأهلية، والغالبية منها تعمل ولا تواجه صعوبة تُذكر، مع أن بينها نحو 80 جمعية لها صلات خارجية. الجمعيات التى تتعرض للملاحقة الآن لا تتجاوز 20 منظمة تتلقى دعماً مالياً كبيراً بمقياس مصر من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، وهى لتحافظ على هذا الدعم تشعر بأن واجبها أن تنتقد وتقبل التهم عشوائياً أو «على عَمَاها».

ربما كانت مشكلة الرئيس السيسى أنه حَذِر أكثر مما يجب، إلا أن بلده يواجه إرهاباً يشكل خطراً على الأمن القومى، وواجب الحكومة أن تقمعه إذا كان لمصر أن تنهض وتعود إلى مركزها القيادى وسط المجموعة العربية. وخطف الطائرة المصرية أمس يعزز حجّة الدولة فى مقاومة الإرهاب.

فى 22 من هذا الشهر تعرضت بروكسل لإرهاب فظيع قُتِل فيه أكثر من 30 إنساناً بريئاً وجُرِح حوالى مائتين. لاتزال صحف العالم كله تكتب عن هذا الإرهاب الذى أدنته إدانة مطلقة فى هذه السطور. قبل إرهاب بروكسل بثلاثة أيام فقط، قُتِل 18 جندياً وشرطياً مصرياً فى شمال سيناء، فكان الإرهاب الذى عصف بهم خبراً عابراً، لأنه يبدو أن الميديا الغربية، خصوصاً الأمريكية الليكودية، ترحب بموت المصريين والفلسطينيين، ولا تكتب أبداً عن إرهاب حكومة نتنياهو وجرائم المستوطنين.

مصر «أم الدنيا» رغم أنوفهم، وأقرأ فى الميديا الغربية نفسها عن أن الوقت مناسب الآن لزيارة الأقصر، وعن احتمال العثور على قبر نفرتيتى. نحن نحب الحياة.

نقلاً عن جريدة «الحياة» اللندنية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية