أكد أمين أباظة، وزير الزراعة، ضرورة التوسع فى مشروع زراعة أسطح المنازل بمختلف المدن المصرية، للمساهمة فى حل مشاكل التلوث والسحابة السوداء، موضحاً أن المشروع يجري تنفيذه حالياً في المدن الجديدة لإنتاج الخضروات، التي تفي ببعض احتياجات هذه المدن ومحاربة الغلاء.
وشدد الوزير، خلال مؤتمر «المدن الخضراء» الذى نظمته، الخميس، وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، على أهمية هذا المشروع فى ظل ما تعانيه مدن الدولة من ارتفاع الكثافة السكانية، وانتشار التلوث بسبب عوادم السيارات وزيادة عدد المبان والمنشآت المختلفة من مساكن ومدارس ومستشفيات ومصانع، ما ترتب عليه انخفاض شديد فى المساحات الخضراء، مشيراً إلى أن المشروع يستهدف الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ومواجهة تزايد التصحر الذي تتعرض له المساحات الخضراء في مصر.
وقال أباظة فى الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور أيمن فريد أبوحديد، رئيس مركز البحوث الزراعية، إن المشروع يجري حالياً تنفيذه بمحافظتي القاهرة والإسكندرية، موضحاً أنه يقوم على تقنيات لزراعة أسطح المبانى، حيث توفر هذه التقنيات الاحتياطات اللازمة مما يجعل زراعة الأسطح آمنة وسلسة وبسيطة، وتحقق العديد من الفوائد، منها تقليل كمية الملوثات الموجودة بالهواء، والحد من فرص الإصابة بالأمراض، خاصةً أمراض الجهاز التنفسى نتيجة لزيادة كمية الأكسجين النقى ونقص غاز ثانى أكسيد الكربون.
وأوضح أن زراعة المتر الواحد المربع من السطح يؤدي إلى إزالة 100 جم من الملوثات الموجودة فى الهواء سنوياً، الأمر الذي يساعد على تنقية الهواء، ليعود الأمر بالفائدة على صحة ساكني المدن، بالإضافة إلى أن إنتاج خضروات نظيفة طازجة وخالية من المبيدات يدر دخلاً مادياً، فضلاً عن توفير احتياجات الأسرة ومحاربة الغلاء.
وأشار الوزير إلى أنه يجري حالياً تنفيذ المشروع فى المدن الجديدة (القاهرة الجديدة – الشروق – السادس من أكتوبر – العاشر من رمضان) لإنتاج الخضروات التى تفي ببعض احتياجات هذه المدن، والتي تبعد عن الأسواق مما يساعد على التوسع والانتشار في هذه المدن، منوهاً إلى أن تم تنفيذه أيضاً فى عدد من المدارس فى هذه المناطق، لافتا إلى أن محافظ القاهرة تقدم باقتراح للوزارة بزراعة المبان الحكومية أسفل كباري 6 أكتوبر و15 مايو لإضفاء لمسة جمالية للمدينة ولتكون رئة تتنفس بها المدينة.
وأضاف أباظة أنه يمكن استغلال المشروع فى إنتاج النباتات الطبية والعطرية والخضروات وغيرها، مما يوفر المساحات المخصصة لزراعة هذه المحاصيل فى الأرض العادية واستغلالها لزراعة العديد من المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والأرز.
وذكر أن النموذج الحالي لزراعة الأسطح يستهدف تحويل المدن إلى مدن خضراء للحفاظ على المبان، حيث وجد أن زراعة أسطح المبانى تفيد فى حماية الطبقة الخارجية للسطح ضد أشعة الشمس الضارة مما يطيل من العمر الافتراضى للسطح، وتخفيض درجات الحرارة مما يوفر في تكاليف التبريد بنسبه تصل إلى 50% في الصيف، و25% من احتياجات التدفئة فى الشتاء.
من جانبه، أكد المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية، فى كلمته أمام المؤتمر أن القرية المصرية تتعرض إلى «التصحر الشديد بسبب انخفاض المساحات الخضراء فيها»، معللاً ذلك بزيادة طلبات ردم الترع والمجارى المائية بالقرى.
وقال عدلى حسين إن من يشاهد مدينة القاهرة في نفس المنطقة التى تجرى فيها أحداث المؤتمر لا يجد فيها سوى عدد قليل من الأشجار يعود إلى عصر الملك فؤاد، بينما تغلب عليها صفة الـ«جبال الخرسانية»، مشيرا إلى أن الحل هو تحويل هذه المناطق إلى «اللون الأخضر» لتشجيع التوسع فى زراعة الأشجار للحد من التصحر الذى تشهده مختلف المناطق العمرانية حاليا.
واستغرب محافظ القليوبية لجوء بعض المواطنين إلى طلب الترخيص بإقامة «كشك» أو «ورشة» على الأماكن التى تمت تغطية الترع والمجارى المائية بها بدلا من زراعة الأشجار والمساحات الخضراء بها، مشددا على أنه ينحاز إلى اللون الأخضر، وأنه لا يكتب منذ عام 1956 سوى بأقلام حبر خضراء.
وطالب حسين بإدراج محافظة القليوبية ضمن المحافظات التى سيتم تنفيذ مشروع زراعة الأسطح بها، مشيرا إلى أهمية تنفيذه لحل مشاكل زيادة معدلات التلوث، وانتشار مقالب القمامة فى مناطق تغطية الترع والقنوات بالقرى.