x

سليمان الحكيم الحكومة.. لزوم ما لا يلزم! سليمان الحكيم السبت 26-03-2016 21:43


لا أعرف سبب كل هذا الاهتمام بالتعديل أو حتى التغيير الوزارى والسعى المحموم الذى تبديه كل أجهزة الإعلام لمعرفة أسماء من سيدخل الوزارة ومن سيخرج منها فى حكومة لم يعد لها لزوم. ولم يعد لنا بها حاجة بعد أن أصبح الجيش هو المنوط به القيام بكل المهام الموكلة إليها بدءا من تسليك البلاعات وإزالة أكوام القمامة وحتى إقامة المصانع ورصف الطرق وتطوير العشوائيات. لم تعد هناك ضرورة إذن للإبقاء على الحكومة والحرص على تشكيلها اللهم إلا استيفاء شكل الدولة، وإلباسها قناعا مدنيا. فهى مجرد حكومة شكلية فى دولة تشبه الدولة وليست بدولة. ففى معظم الدول ذات الكيان هناك حكومة تعمل، وحكومة أخرى فى الظل. أما عندنا فقد أصبحت الحكومة الرسمية هى التى تقبع فى الظل. مع وجود حكومة أخرى فعلية تكلف بكل صلاحيات العمل التى تعجز الحكومة الرسمية عن القيام به فى مختلف المجالات، صغيرها وكبيرها على السواء. فما الحاجه إذن– والحال هكذا– لحكومة اسمية تكلف ميزانية الدولة المنهكة الملايين. وتستنزف طاقتها فيما لا طائل من ورائه، بينما يقوم غيرها بكل المهام الموكلة إليها أو المفروض أنها من اختصاصها الأصيل. لقد أصدر الرئيس السيسى تكليفاته للجيش– وليس للحكومة بحل المشكلات الجماهيرية والقضاء على الاختناقات بتوفير السلع بأسعار مخفضة. وهو الدور المفترض أنه من اختصاص وزارة التموين. كما يقوم الجيش بتطوير العشوائيات ورصف الطرق وبناء المساكن وهو الدور المنوط بوزارة الإسكان. بالإضافة لقيام الجيش باستصلاح الأراضى وغزو الصحراء وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة وهو الدور التقليدى لوزارتى الزراعة والرى. كما يشارك الجيش فى حملة القضاء على فيرس سى بديلا عن وزارة الصحة حتى إن جهاز المخابرات دخل على الخط فسير القوافل الطبية فى الصعيد بدءا بأسيوط. هكذا انزوت معظم وزارات الحكومة إلى الظل. ليبرز الجيش بديلا لمعظمها مقتحما مختلف المجالات، حتى لم يعد هناك مجال لم يطرقه سوى اعتلاء المنابر بالمساجد لتجديد الخطاب الدينى!

وإذا كان الأمر هكذا– وهو هكذا بالفعل– فما الذى يمنع من وضع رجل عسكرى على رأس كل وزارة للإشراف على تنفيذ المهام الموكلة لها بدلا من وزراء لا يعملون لأنهم أصبحوا بلا سلطة وبلا اختصاص؟ هل السبب فى الامتناع عن تطبيق ذلك هو الخوف من الاتهام بأنها حكومة عسكر؟ أم ليست هى كذلك فى الواقع. ولكن بطريقة مستترة. فلماذا الخوف من هذه التهمة وهى لم تعد مجرد تهمة بل حقيقة ماثلة أمام الجميع؟

تكلف ميزانية الدولة ملايين مهدرة لمجرد إيجاد حكومة اسمية وشكلية رغبة فى نفى تهمة يتشرف أصحابها بكل إنجاز حقيقى. أم أن وجود هذه الحكومة ضرورى لتحميلها بسلبيات النظام وإلقاء مسؤولية الفشل عليها. بينما ينسب الفضل للجيش فى كل إنجاز حقيقى؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية