تقع قصيدة الأطلال في نحو مائة وستة وسبعين بيتا، ويبدأ مطلعها ببيت يقول: «يا فؤادي رحم الله الهوي... كان صرحاً من خيال فهوي»، وما تغنت به منها أم كثلوم أبيات مختارة، وتم تغيير شطر في مطلعها إذا أصبح «يا فؤادي لا تسل أين الهوي؟»، أما صاحب هذه القصيدة فهو الطبيب إبراهيم ناجي الذي ولد في 31 ديسمبر عام 1898 وفي 22 شارع العطار في شبرا، وكان ترتيبه الثاني بين 7 أشقاء، وكان والده متدينا ويمتلك في بيته مكتبة ضخمة تضم آلافا من الكتب المتنوعة.
بدأ «ناجي» حياته التعليمية في مدرسة باب الشعرية الابتدائية ثم التوفيقية الثانوية، التي أتم الدراسة فيها في عام 1911والتحق بمدرسة الطب بقصر العيني عام 1922وتم تعيينه طبيبا حكوميا في وزارة المواصلات في السكة الحديد ثم وزارة الصحة ثم الأوقاف، ولاعتلال صحته خرج إلى المعاش مبكراً وتفرغ لعيادته الخاصة.
وكان قد بدأ حياته الشعرية حوالي 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار ألفريد دي موسييه وتوماس مور ونشرها في السياسة الأسبوعية، وانضم إلى «جماعة أبوللو» عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من القيود الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة، وقد تأثر في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيسا لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين، وحينما أصدر ديوانه الأول هاجمه العقاد وطه حسين، ووصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات.
سافر إلى لندن للعلاج، وهناك صدمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفي «سان جورج»، وعاد من هناك وهو يعبر عن حالته ببيت من الشعر يقول: «خرجت من الديار أجر همي... وعدت إلى الديارأجر ساقي» إلى أن توفي«زي النهارده» في 24 مارس 1953تاركاً وراءه دواوين: «وراء الغمام» و«ليالي القاهرة»و«في معبدالليل»و«الطائر الجريح». وقد صدرت عنه بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: «إبراهيم ناجي» للشاعر صالح جودت، و«ناجي» للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.
ويقول الدكتورمدحت الجيار أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بجامعة الزقازيق أن ناجي يعد أحد علامات الرومانسية في الشعر العربي كما أن له ترجمات في الشعر والنثر كما كتب المقال وكان قد أسس اتجاها شعريا تابعا لمجلة أبوللو ومنفصلا عنها بمذاقه الخاص وحين أصدر ديوانه الأول هاجمه العقاد وطه حسين، ووصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات ذلك أنه كان يمثل اتجاها جديدا مغايرا لاتجاه مدرسة الديوان.