تشهد مدينة شرم الشيخ، اليوم الثلاثاء، بدء فعاليات اجتماع وزراء دفاع 27 دولة من «تجمع الساحل والصحراء»، لمناقشة تعزيز التعاون الأمنى، ومواجهة الإرهاب. قال اللواء محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، في حوار أجرته معه «المصرى اليوم»، إن انعقاد الاجتماع في التوقيت الحالى يؤكد أهمية الدور المصرى واستعادة دورها في أفريقيا.
وأكد «الشهاوى» أهمية هذا الاجتماع للتصدى لأكبر تحد يواجه المنطقة حالياً وهو الإرهاب، ما يعزز الأمن القومى المصرى والمصالح الاستراتيجية لكل الدول المشاركة.. وإلى نص الحوار:
■ يشهد مؤتمر دول الساحل والصحراء إقبالاً كبيراً، فوفق المعلن، سيحضره وزراء دفاع 27 دولة و5 منظمات دولية بالإضافة لخمس دول خارج التحالف، فلماذا هذا الاهتمام بالمشاركة؟
- المؤتمر يهدف لتعزيز التعاون الاقتصادى والسياسى والثقافى والاجتماعى لتأمين تجمع دول الساحل والصحراء، كذلك مجابهة التحديات والتهديدات التي تتطلب تضافر وتكامل دول التجمع وفى مقدمتها التطرف، والإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتداعياتها على الأمن والاستقرار وخطط التنمية.
كما أن الأزمات التي تشهدها المنطقة والأوضاع في ليبيا ومالى وغيرهما من الدول المشاركة، تقتضى تعاونا وتنسيقا كبيرا بين مختلف الدول.
وتنبع الأهمية الاستراتيجية للاجتماع، من سعيه لتعزيز المصالح الاستراتيجية للدول الأعضاء في التجمع على الساحتين الدولية والإقليمية، خاصة في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى تبنى خطاب إقليمى معتدل يتجنب الصدام مع أي من الأطراف الإقليمية والدولية ويدعو للتعاون والتنسيق لتحقيق مصالح الجميع.
■ هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها مصر هذا التجمع الذي يشمل وزراء دفاع 27 دولة، فلماذا تم اختيار مصر؟
- مصر استعادت دورها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والأفريقية، خاصة في مجالى الأمن والتنمية، بالإضافة إلى أن الاجتماع هو ثمرة الجهود المصرية في القمة الاستثنائية التي عقدت بالعاصمة التشادية عام 2013، لحث دول التجمع على التعاون والتنسيق وتكامل الجهود للتصدى للتحديات والمخاطر التي تواجه دول المنطقة.
■ وما الرسالة من تنظيم المؤتمر في مدينة شرم الشيخ، خاصة بعد ما شهدته مصر مؤخراً من هجمات إرهابية؟
- يعد اختيار شرم الشيخ كموقع للدلالة على السلام والأمن والتنمية بين مصر والأشقاء في أفريقيا، خاصة أن مدينة شرم الشيخ استضافت في يناير الماضى مؤتمر الكوميسا 2016.
■ وما أهم الموضوعات المطروحة على أجندة المؤتمر؟
- التعاون المشترك على المستوى الأمنى، طبيعة التحديات والتهديدات التي تتطلب تضافر وتكامل جهود
دول الساحل والصحراء وفى مقدمتها التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، كما ستتم مناقشة التعاون المشترك لتطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسية في المنطقة لتحسين الظروف المعيشية للسكان وتحصينهم من الانضمام للجماعات الإرهابية، وتنظيمات الجريمة المنظمة.
ومن أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها، أسلوب وكيفية احتواء الشباب ومنع نشوء جيل جديد من الإرهابيين، ومكافحة انتشار الأفكار المتطرفة والجهادية، وتطوير الخطاب الدينى، ورفع الوعى المجتمعى لخطر الإرهاب، مع توفير كل القدرات اللازمة للتعامل مع ظاهرة الإرهاب.
■ وما الفائدة الاقتصادية التي قد تجنيها دول التجمع من هذا المؤتمر؟
- التعاون الاقتصادى يشكل بعداً مهماً لدول التجمع، نظراً لامتلاك العديد من الدول الموارد الاستراتيجية وإطلالها على المحيط الأطلنطى، بالإضافة إلى التنوع في طبيعة الأرض وتعدد الموارد الطبيعية، وفى حالة استغلال الإمكانيات المختلفة للدول وزيادة التواصل الجغرافى فإن جميع الدول ستحقق مصالحها الاقتصادية.
■ وكيف يحقق المؤتمر المصالح الاستراتيجية لمصر والدول المشاركة؟
- مصر عدلت أهدافها الاستراتيجية للتوجه والانفتاح على القارة السمراء، حيث إن مصر عضو في الكوميسا، التي تضم دول شرق وجنوب أفريقيا، وهى 20 دولة، كما أن التعاون والتنسيق الاستراتيجى لهزيمة التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة وعناصر الجريمة المنظمة أمر مهم لمصر، لما تمثله من تهديد رئيسى للأمن القومى المصرى.
وأدعو دائما مصر لتعزيز الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب والانضمام لكل التحالفات الإقليمية والدولية التي تسعى لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
■ خريطة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة باتت متشابكة مع زيادة الجماعات الإرهابية، فما التنظيمات التي ستحاربها دول الساحل والصحراء؟
- التواجد الإرهابى لتنظيم أنصار بيت المقدس شمال شرق سيناء، وحركة شباب المجاهدين في الصومالن والتى يمتد نشاطها لدول الجوار في جيبوتى، وشرق إثيوبيا، وغرب إريتريا، وشرق أوغندا، وشرق تنزانيا، وتنظيم داعش والقاعدة وأنصار الشريعة في ليبيا، وجماعة الجهاد في موريتانيا، وأنصار السنة والدعوة وبوكو حرام في نيجيريا، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
■ مؤخراً أعلن تشكيل التحالف الإسلامى، وسط دعوات لإنشاء تحالف القوى العربية المشتركة، فهل يتعارض تجمع دول الساحل والصحراء مع هذين التحالفين؟
- لا يتعارض تحالف دول الساحل والصحراء مع أي تحالفات أخرى تنضم إليها مصر مثل التحالف الإسلامى الذي دعت إليه السعودية أو القوة العربية المشتركة إذا تم تكوينها، فالهدف هو تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب.
■ ولماذا تشارك 5 منظمات دولية في مؤتمر دول الساحل والصحراء؟
- تواجد منظمات دولية في اجتماع دول الساحل والصحراء يصب في مصلحة التعاون الاستراتيجى وتبادل المعلومات حول حجم وقدرات ومناطق انتشار الجماعات الإرهابية، ومصادر التمويل والتسليح، وتعزيز التعاون لإحباط العمليات الإرهابية، مع رفع قدرات الدول عبر التعاون في مجال التدريب وتأهيل عناصر تأمين الحدود وعناصر مكافحة الإرهاب وتأمين المطارات والموانئ.