x

الدكتور مصطفى النجار حدث في مصر.. فعلها شباب المستقبل الدكتور مصطفى النجار الإثنين 21-03-2016 21:34


هل تتخيل أن هناك شخصًا في مصر وسط الأزمة الاقتصادية الضاربة يُعرض عليه مبلغ مالى كبير بشكل لا يخالف القانون، لكنه يرفضه ويصر على التبرع به لإعانة الناس وغوثهم وعلاجهم؟ حدث هذا بالفعل في مصر، وكان أبطاله من نقابة أطباء الأسنان د. مجدى بيومى، الأمين العام، ود. حسين عبدالهادى، أمين الصندوق، ومن نقابة الأطباء د. إيهاب الطاهر ود. محمد عبدالحميد، حيث استغل البعض للأسف غياب نقيب الأطباء ورئيس اتحاد المهن الطبية د. حسين خيرى.

واقترح نقيب الصيادلة توزيع الأرباح التي تأتى من شركات الأدوية المساهم فيها اتحاد المهن الطبية على أعضاء مجلس اتحاد المهن الطبية وهم 12 فردا بدلا من ضمها لأموال صندوق الإعانات والمعاشات.

كما تقرر في عام 2012 بدلاً من توزيعها على أعضاء المجلس، كما كان يحدث قبل ذلك، كانت هذه الخطوة في 2012 للتأكيد على أن العمل النقابى تطوعى ولا يصح تقاضى أجر عليه حتى لو كان بشكل لا يخالف القانون.

ربما كان هذا الاقتراح سيمرر دون معارضة نظرا للمصلحة المباشرة للمصوتين عليه، لكن روح الشباب التي ظهرت في نقابات مصر منذ ثورة يناير بدأت تؤتى ثمارها، الدكتور حسين عبدالهادى، الذي قاد جبهة رفض القرار وأصر على أن العمل النقابى يجب أن يظل تطوعيا، هو أصغر أمين صندوق لنقابة عامة في مصر تقريبا، حيث إنه في أول الثلاثينيات، وسيتم عقد اجتماع عاجل نهاية الأسبوع الجارى لمجلس اتحاد المهن الطبية لإلغاء القرار الذي تم التصويت عليه في غياب رئيس الاتحاد الدكتور حسين خيرى.

الحراك الذي تشهده النقابات رغم محاولات تأميمها لصالح السلطة وأنصارها هو حراك إيجابى بعد أن انتشر الشباب في مجالات العمل النقابى، وصار كثير من أصحاب المهن يشعرون بأن هناك كيانات تعبر عنهم وعن هموم مهنتهم وتدافع عن حقوقهم.

لم يعد سهلا على السلطة- وأى سلطة- أن تعود لممارسات فرض الحراسة وتجميد النقابات، وجوه المستقبل التي فرضت نفسها على المنافسات الانتخابية للنقابات غير قابلة للاحتواء أو التهميش، سواء ممن يعادون الحريات أو ممن لا يؤمنون بدور الشباب ويصرون على فرض الوصاية عليهم.

تخيل أن مؤسسات الدولة كلها قد تم ضخ دماء شبابية بأفكار إبداعية في جسدها المترهل، كيف سيكون الحال، من المثير للإعجاب أن هذه الطليعة النقابية الشبابية متميزة للغاية في عملها المهنى، وتستطيع عمل التوازن المطلوب بين عملها المهنى ودراستها الأكاديمية وعملها النقابى وهذا ما يحتاجه المجتمع، لا يوجد معنى لكلمة ناشط مدنى أو سياسى أو نقابى دون أن يكون صاحب عمل أو مهنة، لأن النشاط الاجتماعى والنقابى والسياسى ليس وظيفة بل محض تطوع ورغبة في مساعدة الآخرين والمجتمع بشكل عام.

كل خطوة إيجابية في العمل النقابى هي تراكم لتجارب المجتمع ونضالات المصريين من أجل الديمقراطية التي لا تكتمل سوى بوجود مجتمع مدنى فاعل، تمثل النقابات فيه جزءا أساسيا، مطلوب منا كمهنيين أن ندعم العمل النقابى ونبعده عن سيطرة المال السياسى والحزبية والتعصب بشكل عام، أخيراً أذكّر زملاء المهنة بانتخابات نقابة أطباء الأسنان يوم 24 مارس، ولنصوت للمستقبل، فهذا ما يستحقه الوطن.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية