ولد نزار قباني «زى النهارده» في ٢١ مارس ١٩٢٣ في دمشق، لعائلة من أصول تركية، وحصل على البكالوريا من الكلية في دمشق، والتحق بكلية الحقوق، وتخرج في ١٩٤٥، وعمل في وزارة الخارجية السورية كدبلوماسي بين القاهرة ومدريد، ولندن وبيروت.
ورغم أن معظم قصائده تتناول شؤونا وهموما تخص المرأة إلا أن قصائده السياسية ظلت تشكل محطة شعرية مهمة في مسيرته، لما تضمنته من نقد للوضع العربي، وحينما كتب قصيدة (خبز وحشيش وقمر) أثارت رجال الدين السوريين، وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري، وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان.
وعلى إثر نكسة ١٩٦٧ كتب قصيدته «هوامش على دفتر النكسة»، فأثارت عاصفة في العالم العربي، وأخذ المثقفون يتداولونها سرا، كما تم منع قصائده المغناة في الإذاعة أو التليفزيون، إلى أن كتب هو لعبدالناصر، الذي رفع الحصار الإعلامي عنه.
وعندما قتلت زوجته بلقيس حمّل نزار الوطن العربى مسؤولية قتلها في قصيدته الرائعة بلقيس، وفي ١٩٩٠ صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدته «عند الجدار» من مناهج الدراسة بالصف الأول الإعدادى، لما تتضمنه من معانٍ غير لائقة، وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه كثير من الشعراء.
وفي ١٩٥٩، أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين، إلى أن استقال في ١٩٦٦، ثم انتقل إلى بيروت وأسس دار نشر باسم «منشورات نزار قباني»، إلى أن توفي في٣٠ إبريل ١٩٩٨.
ويقول الشاعر حسن طلب إنه رغم مرور 17 عاما على رحيل نزار قباني إلا أن حضوره يواصل تجدده وسيظل اسما بارزا على خريطة الشعر العربي المعاصر لأنه من أصحاب الأساليب الذين يبقون في حين يطوي التاريخ صفحات المقلدين، وقد أثر نزار قباني في أجيال كثيرة وقد تميز نزار عن رواد قصيدة الشعر الحر بأنه كان أكثر انتشارا وشعبية، بل ومكن لقصيدة الشعر الحر لكي تنتشر واكتسب لها أرضا جديدة فقد جذب بقصيدته الشباب الباحثين عن الحب أو العائشين فيه، لكنه لم يكن مجرد شاعر قصيدة عاطفية ولكن له رصيدا كبيرا من القصائد السياسية، بل أذهب معك لأبعد من ذلك وأقول لك إن قصائده المتمردة في الحب وعن الأنثي من قصائد الغزل الحسي الجرىء هو في حد ذاته نص سياسي فيه اجتراء على التابو والوصاية الدينية وهي قصائد مناهضة للنعرات الرجعية.