شهد حزب الوفد زخما سياسيا خلال الأيام القليلة الماضية، بعضها يخص الحزب والبعض الآخر يتعلق برئيسه الدكتور السيد البدوى.. وقد فاجأنا منير فخرى عبدالنور، السكرتير العام للحزب، وهو السياسى المحنك، بتصريحات ساخنة على قناة «الحرة».. قال البعض إنه يقصد بها البدوى شخصيا.. بينما يفسرها هو على نحو آخر، إذ أقر باحترامه لرئيس الحزب.. وإلى نص الحوار:
■ فوجئ الجميع هذا الأسبوع بتصريحاتك ضد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، فهل هناك خلافات بينكما؟
- إطلاقاً، فهناك ثقة متبادلة بيننا، لكن ربما كانت لدى آراء مختلفة فى بعض الموضوعات، وهذا وارد فى حزب ليبرالى ديمقراطى، ووقتها نتناقش ونصل إلى صيغة اتفاق، لأن جسور الثقة بيننا بنيت على أساس متين.
■ ما أبرز الموضوعات التى تختلفان فيها؟
- على سبيل المثال، اختلفنا مؤخرا حول تقييم كل منا لبعض الأسماء المرشحة لانتخابات مجلس الشعب، لكننا انتهينا إلى التوافق حولها.
■ ألم تقل إن الوفد ليس «دواراً للسيد البدوى» كى يعين رضا إدوارد سكرتيراً عاما للحزب، فى حوار تليفزيونى لقناة «الحرة»؟
- قلت إن الوفد ليس «دوارا» إنما مؤسسة عريقة، ولم أقل لفظ «دوار السيد البدوى»، وقلت إن منصب السكرتير العام ليس وظيفة شاغرة لكى يعين فيها البدوى أحدا، بل يتم انتخاب السكرتير العام من قبل الهيئة العليا وفقا للائحة الحزب.
■ وهل ينوى رضا إدوارد نزول الانتخابات على منصب السكرتير العام؟
- أهلاً وسهلاً به، وسنرى سيأخذ كم صوتا، وطبعا سأفوز عليه فهى مسألة ليست محل بحث.
■ هل هناك خلافات بينكما؟
- مستنكراً: من هو رضا إدوارد؟! أنا لا أتعامل معه.
■ لماذا اعترضت على انضمام الدكتورة سعاد صالح لعضوية الوفد؟
- أرى أن آراءها تتعارض مع ثوابت الحزب.
■ لكنها شخصية دينية معتدلة؟
- فى الدين فقط، لكن عندما تنضم لحزب، فيجب ألا تخلط الدين بالسياسة، فقد صرحت بأنها سوف تباشر نشاطا دعويا داخل الحزب، وأقول لها: لقد أخطأت الحزب يا دكتورة، فالوفد مهتم بدراسة ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلد.
■ لكنك قيادى فى حزب ليبرالى، وعليك قبول الآخر؟
- الليبرالية تعنى عدم خلط الدين بالسياسة.
■ ما رأيك فى أزمة جريدة الدستور، خاصة أن رئيس حزب الوفد كان أحد أطرافها؟
- لا علاقة للحزب بهذه الأزمة، لا من قريب ولا من بعيد، وأصدرت بيانا بهذا المعنى، وجعلت المكتب التنفيذى يصدر بيانا آخر، قال فيه إن هذه الأزمة تخص السيد البدوى بصفته الشخصية، ولا تربطنا كحزب أى علاقة بأزمة «الدستور».
■ هل حدث تطور ملموس فى حزب الوفد على يد البدوى؟
- عملية التطوير بطيئة، وتحتاج إلى الوقت، ولا شك أن الحزب بعد الانتخابات التى أجريت مؤخرا يشهد زخما وإقبالا شديدين، والدليل زيادة العضويات بشكل لافت للنظر.
■ أنت محسوب على التيار القديم وفريق محمود أباظة؟
- بل محسوب على الوفد، أنا الوفد، وأكررها ثانية: أنا الوفد.
■ هل مازلت على اتصال به؟
- يومياً، كما اتصل بالدكتور السيد البدوى بشكل يومى أيضا.
■ وماذا عن محاولات تهميشك بعد نجاح البدوى فى الانتخابات؟
- السكرتير العام لا يهمش مهما كان، فهو يستمد سلطاته من لائحة الحزب، تحت أى إدارة، وأى رئاسة.
■ لكنك قلت فى البداية إنهم تجاوزوك فى بعض القرارات؟
- ربما هُيئ للبعض ذلك، لكن لم تخرج هذه الجملة على لسانى.
■ هل وافقت البدوى على عدم مقاطعة الانتخابات أم كان لك رأى آخر؟
- طول عمرى من أنصار المشاركة فى الانتخابات، وأرى أن المقاطعة نوع من الانسحاب.
■ ولكنكم لوحتم بالمقاطعة، إذا لم يمتثل النظام لما طالبتم به من ضمانات وتعديل بعض مواد الدستور؟
- رغم اقتناعى بأن الانتخابات ستكون غير متكافئة، حيث إن الحزب الوطنى خصم وحَكَم فى الوقت نفسه، فإننى أرى أن تكلفة المقاطعة أكبر بكثير من المشاركة.
■ هل سترشح نفسك لعضوية مجلس الشعب؟
- لن أرد على هذا السؤال.. ربما أجيبك عنه بعد أيام قليلة.
■ وصف البعض إعلان النائب الوفدى علاء عبدالمنعم مقاطعته الانتخابات بأنه انشقاق عن الحزب؟
- انشقاق؟!.. لماذا نستخدم هذه الألفاظ؟!.. علاء عبدالمنعم حر فى أن يرفض أو يقبل نزول الانتخابات، فالعملية متروكة لتقديره الشخصى.
■ أفهم من ذلك أن الحزب لن يتخذ موقفا ضده؟
- إطلاقاً، فلسنا فى حزب ديكتاتورى، وكل واحد يعمل اللى عايزه.
■ أليست هناك صفقة مع الحزب الوطنى فى هذا الشأن؟
- صفقة إيه.. الحزب الوطنى سيحاول أن يحصل على 100% من المقاعد ولن يعقد صفقات، «هيه الحداية بتحدف كتاكيت».