تباينت ردود فعل عدد من الأحزاب حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكية، جون كيرى، الجمعة، التى أعرب فيها عن قلقه العميق من طريقة تعامل الحكومة مع منظمات حقوق الإنسان وتدهور حقوق الإنسان فى مصر، ففى الوقت الذى رفض فيه البعض التدخل الأمريكى، شدد البعض الآخر على ضرورة أن تعدّل الحكومة من سياستها تجاه حقوق الإنسان، بحيث لا تكون ذريعة للتدخل من جانب بعض الدول.
رفض محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، تدخل أى دولة أجنبية فى الشؤون الداخلية لمصر، سواء كانت أمريكا أو غيرها، متسائلا: «نحن ننادى ليلا ونهارا بحقوق الإنسان فى مصر، الدنيا وقفت على رِجل مرة واحدة ليه بعد ما كيرى اتكلم؟!».
وقال« أبوالغار»، لـ«المصرى اليوم»، إن هناك تعديًا من الدولة المصرية على حقوق الإنسان، ناصحًا الحكومة والنظام بضرورة التوقف عن السياسة المتبعة دون الاستماع لأى طرف خارجى، ومضيفًا: «إحنا اللى بنطالب كشعب مصرى الحكومة باحترام حقوق الإنسان، كل برامج التوك شو والمقالات فى الصحف بتطالب بالموضوع ده من زمان مش من دلوقتى، لازم الحكومة تاخد بالها من مطالبنا».
وأشار الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب، إلى أن الولايات المتحدة اعتادت التدخل فى الشؤون الداخلية لعديد من الدول حتى وصل الأمر إلى الصين، لافتا إلى أن أمريكا ترفع شعار حريات حقوق الإنسان كمظلة لتدخلها السافر فى أى دولة لا تتوافق سياساتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف «جاد»، لـ«المصرى اليوم»، أن أمريكا فى ظل حكم الإخوان لم تصدر بيانًا واحدًا ضد انتهاكات الجماعة ضد الشعب المصرى، سواء فى أحداث الاتحادية أو أمام مقر الجماعة بالمقطم، مؤكدًا أن الأمريكان يتدخلون فقط فى شؤون من يعارضهم الرأى.
وفيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، أكد «جاد» أنه لا يمكن نفى وجود انتهاكات لحقوق الإنسان فى مصر، لكن لم تصل لدرجة الخطورة التى تمنح حق التدخل فى الشؤون الداخلية للدولة، موضحًا أن النظام المصرى رئيسًا وحكومة أكثر تجاوبًا بشأن هذه الأزمة.
وتابع «جاد»: «الحكومة المصرية من حقها أن تنظم وتشرع لطريقة عمل المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان داخل البلاد».
وأعلن سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، رفضه تصريحات وزير الخارجية الأمريكى، واعتبرها تدخلاً فى الشؤون الداخلية. وقال وهدان: «اعتدنا أن تتم الاستعانة ببعض القضايا كذريعة للدخول فى قضايا أخرى».
وأضاف فى تصريحات للصحفيين البرلمانيين أن «مصر تحافظ على الحريات ولا تقبل أى انتهاكات ولا يملى عليها أى شروط من أحد»، معتبراً أن «دور المجتمع المدنى مهم ولكن باتخاذ النهج الصحيح وليس باتخاذ حقوق الإنسان ستاراً لمن يملكون أجندات خارجية يعملون على تطبيقها»، حسب تعبيره.
من جانبه، وصف ماجد طوبيا، عضو مجلس النواب بحزب حماة الوطن، تصريحات «كيرى»، بالتدخل السافر فى الشأن المصرى الداخلى، مؤكدا أن أمريكا تكيل بمكيالين، حيث إنها لا تنظر لما يحدث فى جميع الدول العربية وأفغانستان من انتهاكات واضحة وصريحة لحقوق الإنسان.
ودعا «طوبيا» الخارجية الأمريكية إلى الاهتمام بالشأن الأمريكى، والتمييز والقمع الذى يعانى منه ملايين المواطنين الأمريكيين السود وقمع الشرطة الأمريكية لهم، قائلا: «دائماً ما تصاب المنظمات الأهلية الأمريكية بالصم عندما تشهد الولايات المتحدة الأمريكية أى تظاهرات».
وقال ياسر الهضيبى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الحكومة المصرية غافلة عن مبدأ عالمية حقوق الإنسان، وهو أن حقوق الإنسان داخل الدول ليست مقصورة على السيادة الوطنية للدول فقط، بل أتاح المبدأ للأمم المتحدة والدول الكبرى التدخل من أجل حقوق الإنسان والحريات.