x

أزمة «دير الريان» تصل إلى «طريق مسدود»

الخميس 17-03-2016 22:19 | كتب: محمد فرغلى |
الدير المنحوت بمحمية وادي الريان بالفيوم - صورة أرشيفية الدير المنحوت بمحمية وادي الريان بالفيوم - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

وصلت أزمة الدير المنحوت إلى طريق مسدود، الخميس، بعد موافقة مجموعة من رهبان الدير على مرور طريق «الواحات- الفيوم» وفق المسار المحدد له من واحة العيون، ورفض عدد من الذين شلحتهم الكنيسة الأرثوذكسية قبل أشهر، فى ظل تأكيد محافظ الفيوم على الاتفاق بشكل نهائى مع الأنبا إرميا، ممثل الكنيسة، على مرور الطريق، ورفض عدد من الرهبان- يتزعمهم الراهب «بولس»- مؤكدين أنهم لن يسمحوا بمرور الطريق من هذا المكان مهما حدث.

وألقت قوات الشرطة بالفيوم القبض على ماهر عزيز حنا، المعروف بـ«الراهب بولس الريانى»، أحد رهبان الدير، وهو أشد المعترضين على مرور الطريق، والصادر ضده حكم بالحبس 5 سنوات فى القضية رقم 3457 جنايات يوسف الصديق لسنة 2011، المتهم فيها باقتحام المبنى الإدارى لمحمية الريان- بمشاركة رهبان آخرين- والتعدى على باحثى منطقة العيون، وإطلاق أعيرة نارية من 3 أسلحة آلية، لإرهاب الموظفين وإرغامهم على ترك المنطقة، وتحرر عن ذلك محضر وقتها رقم 4441 إدارى مركز يوسف الصديق، بتاريخ 28 ديسمبر 2010.

و«بولس» متهم فى 8 قضايا أخرى، لارتكابه مخالفات بناء وتعديات على أرض محمية وادى الريان بواحة العيون بالمخالفة لقانون البيئة والمحميات الطبيعية، حيث تصدى لأكثر من حملة إزالة، واعترض معدات شركة المقاولات المنفذة للطريق، مُتزعِّما مجموعة من الرهبان المعارضين، وأفشل اتفاقات سابقة للكنيسة الأرثوذكسية والحكومة لمرور الطريق.

وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد أصدرت قرارا بشلحه- قبل عام- ضمن مجموعة من الرهبان المعارضين لمرور الطريق.

قرابة 20 راهبا رفضوا الحديث عن أسباب اعتراضهم على مرور الطريق، لكن الراهب «بولس» حذر، فى مقطع فيديو، مسؤولى الدولة من غضبة الرهبان حال شق الطريق، متهما مَن يخالفه بـ«الخيانة»، وقال: «محافظ الفيوم أزال 5 كيلومترات من سور الدير المنحوت، وجاى يختمنا على قفانا، وجايب معاه قوات بعد منتصف الليل ويقول لينا أنا معزوم عندكم، وجاى أشرب شاى!»، مشددا على إصراره هو والرهبان على منع مرور الطريق من نقطة مساره بشق السور، مهما كلفهم الأمر.

وأضاف «بولس»: «أحد الرهبان المطرودين من الدير هو مَن رافق حملة الإزالة التى قادها محافظ الفيوم، وهدمت جزءا من السور للبدء فى تنفيذ مرور الطريق، وهذا الراهب يسعى للزواج وترك حياة الرهبنة»، واصفا إياه بـ«الخائن».

وأكد «بولس» أنه طرح 3 مسارات على المسؤولين بعيدا عن المساحة التى يقع بداخلها الدير وخارج السور، ويرى من وجهة نظره أنها توفر فى المسافة وفى التكلفة، إلا أن الجهات المعنية لم تعترف بها، وتصر على تسيير الطريق من وسط السور، مشددا على أن الرهبان يصرون على موقفهم، ولن يسمحوا بمرور الطريق من جانب الدير مهما حدث.

من جانبه، أرجع أيمن الواحى، نائب رئيس محمية وادى الريان، الأزمة إلى عام 1995، عندما تقدم عدد من رهبان الدير المنحوت بطلب إلى وزارة البيئة، للحصول على ترخيص لممارسة الشعائر الدينية بواحة العيون، والالتزام بعدم تغيير معالمها، وبعد حصولهم عليه قاموا ببناء كهوف للتعبد فيها، ثم توسعوا إلى أن تم عقد بروتوكول مع الوزارة عام 2007 يقضى ببناء 40 قلاية «كهف حفرة داخل الجبل يعيش بداخلها الراهب»، لممارسة الشعائر، مع عدم التعدى بالبناء، إلا أنهم خالفوا نصوص البروتوكول، وقاموا بتشييد مبانٍ كنسية، واستمروا فى ارتكاب المخالفات عقب ثورة يناير، وقاموا بإنشاء مزارع ومبانٍ أخرى، وشيدوا سورا خرسانيا بطول امتداد الطريق الشرقى بطول 15 كيلومترا.

وأكد مصدر أمنى شارك فى لجان معاينة التعديات وإعداد تقرير بها، وشارك فى حملات إزالة سابقة، أن هؤلاء الرهبان المعترضين يستغلون فزاعة الفتنة الطائفية فى ارتكاب المزيد من المخالفات التى وصلت إلى استيلائهم الكامل على محمية العيون الطبيعية، مشيرا إلى أنه أثناء مشاركته إحدى اللجان المدعومة بقوات من الشرطة، قام أحد الرهبان بتهديدهم ومنعهم من رصد المخالفات أو إزالة التعديات المخالفة.

وتفاقمت أزمة الدير المنحوت، مع صدور قرار رئاسى بإنشاء طريق الفيوم- الواحات ضمن شبكة الطرق القومية والمخطط إنشاء مساره من واحة العيون «الدير المنحوت»، حيث اعترض رهبان الدير، وتصدوا لمعدات الشركة المنفذة للطريق، ومنعوها من العمل، وألقوا بأجسادهم أمام عجلات المعدات التى تمهد الطريق من ناحية الدير لتنفيذ مساره.

وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد أعلنت أن الموقع ليس ديرا كنسيا معترفا به، وقررت شلح عدد من الرهبان المعترضين، مؤكدة مساندة الدولة فى تنفيذ الطريق، وأعلنت الكنيسة تضامنها مع الحكومة، واتخاذ الأجهزة المعنية جميع الإجراءات القانونية مع الرهبان المعترضين الذين أفشلوا جميع الاتفاقات للسماح بمرور الطريق.

من جانبه، قال المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، إن الحملة التى قادها لإزالة جزء من سور واحة العيون الواقع بداخلها الدير تمت فى وجود مجموعة من الرهبان حضروا إلى مكتبه، مساء أمس الأول، واتفقوا معه على إزالة مسافة 500 متر، حددوا مكانها، لمرور طريق الواحات، مؤكداً أنهم رافقوا الحملة التى قادها حتى نفذت الإزالة لاستكمال الطريق المتوقف تنفيذه بسبب اعتراض مجموعة أخرى من الرهبان، هم أنفسهم الذين رفضوا التفاوض معه، وفق قوله، وقاموا فى اليوم التالى للإزالة بإعادة بناء الجزء الذى تمت إزالته.

وأكد مكرم أنه حضر اجتماع مساء أمس الأول، مع المهندس إبراهيم محلب، والأنبا إرميا، الممثل عن الكنيسة الأرثوذكسية، وتم الاتفاق خلاله على تنفيذ الطريق من نقطة المسار المحدد له المرور منها بواحة العيون، على أن يتم تقنين أوضاع الدير والإبقاء على المبانى الكنسية وتسميتها باسم البابا تواضروس الثانى، وأن يلتزم الرهبان بالحفاظ على البيئة وعدم التعدى عليها بأى شكل من الأشكال.

وقال محافظ الفيوم إن الرهبان المعترضين قلة شلحتهم الكنيسة- قبل عدة أشهر- بسبب اعتراضهم على مرور الطريق، مؤكدا أن هيبة الدولة محفوظة، وسيتم تسيير الطريق من مساره المحدد له، وذلك بناء على الاتفاق الأخير مع الكنيسة.

ويأتى ذلك، فيما حرَّر مسؤولو شركة المقاولون العرب، المسند إليها تنفيذ طريق الواحات- الفيوم، محضراً بمركز شرطة يوسف الصديق، أمس الأول، اتهموا فيه رهبان الدير بإشعال النيران فى «لودر» تابع للشركة، وأكدوا- فى أقوالهم فى المحضر الذى قُيد تحت رقم 2779 جنح مركز يوسف الصديق- أن الراهب بولس، أحد رهبان الدير المنحوت المعترضين، هو مَن أشعل النيران فى «اللودر»، عقب تنفيذ حملة مكبرة بقيادة محافظ الفيوم.

وأكد الأنبا أبرام، أسقف الفيوم، رفضه أفعال الرهبان التى تعوق المصلحة الوطنية، مشيرا إلى أنه تقدم باعتذار للبابا تواضروس حول الاستمرار فى التدخل لحل هذه المشكلة، نظرا لعدم استجابة رهبان الدير المعترضين له، وإتيانهم أفعالا مخالفة لا تصب فى مصلحة الوطن. وعلى بعد كيلومتر منها، تقع نقطة مسار طريق الواحات، الجزء المتهدم بعد تنفيذ حملة إزالة المحافظة، مساء أمس الأول، فيما تعيد بناءه مجموعات عمل يعاونها بعض الرهبان، كانوا يوشكون على الانتهاء من إتمامه، عند وصول «المصرى اليوم» إلى هناك، أمس، فيما يقع داخل السور دير الأنبا مكاريوس السكندرى، المعروف بـ«الدير المنحوت»، ومبانٍ كنسية شيدها الرهبان، فى أعقاب ثورة يناير، بالمخالفة لقوانين البيئة بشأن المحميات الطبيعية، حسب محاضر إدارة محمية الريان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية