x

محمد أمين على أول طائرة! محمد أمين الإثنين 14-03-2016 21:23


هل يولد الإنسانُ مرتين؟!

الإجابة نعم.. مرة عند ولادته فعلاً، وأخرى عند زواجه مثلاً، خاصة إذا كانت زوجته «وش الخير»، أو عند تعيينه فى وظيفة مرموقة، أو حصوله على جائزة كبرى، أو عند حصوله على البراءة.. بالأمس شعرت أن المهندس صلاح دياب وُلد من جديد، وكان «طاير من الفرحة».. عاد أكثر شباباً وحيوية بعد التصالح فى قضية «نيو جيزة».. نزل من «قطار المصالحات» وقطع تذكرة وركب «أول طائرة» إلى لندن!

صلاح دياب سافر كثيراً، ولكن هذه المرة كان شعوره مختلفاً، وفرحته كانت تفوق سفره أول مرة.. كما نقول «كان بيتنطط» من الفرحة.. طلبته للاطمئنان عليه، كانت معنوياته فى السماء.. كان فى طريقه إلى المطار ومعه السيدة حرمه.. رافقتْه فى كل أحواله، ولم تفقد ثقتها فيه أبداً.. أما هو فمازال يقدم أفكاراً جديدة للوطن.. يطرح أفكاراً مختلفة يريد أن تصل إلى مقام الرئيس، وهو بالفعل «ماكينة أفكار»!

لم يسافر «دياب» لأنه «اختنق» فى مصر.. فقط كان يريد أن يذهب إلى طبيبه فى لندن.. نسى الألم والوجع وكل شىء، بمجرد رفع اسمه من قوائم السفر، وكان من المفترض أن ألتقيه أمس فى المائدة المستديرة، التى دعانى إليها الصديق محمد السيد صالح.. وكان يريد أن يلتقى الوزير أشرف العربى.. لكنه سافر عندما لاحت له الفرصة.. وهو لا يدرى أن اللقاء قد تأجل، لأن الوزير مرافق لرئيس مقدونيا!

راح يتحدث عن أشياء كثيرة، منها «كتيبة الرئيس».. قال هؤلاء هم سفراء مصر.. وقال لو كان بإمكانه أن ينصح الرئيس، أو يقول له شيئاً، فهو يريد أن يقول له «خُد معاك الشربتلى والفطيم على الطائرة».. «خد معاك رجال أعمال مصريين ناجحين، كما يفعل رؤساء العالم».. وإذا تحدث الشربتلى أو الفطيم فلا يحتاج الرئيس للكلام ولا التعهدات.. هؤلاء سوف يرسلون «الرسائل المطلوبة» دون تصريحات!

منذ شهور مضت، لم يكن بهذا القدر من التسامح الذى بدا عليه، وهو فى طريقه للسفر.. كان تحت ضغط المشهد المؤلم الذى استيقظ عليه ذات صباح.. الآن يبدو أنه غيّر الشريحة، وراح يتنطط من الفرحة.. يردد ما قاله ناجى فى الأطلال.. ومشينا فى طريق مقمرٍ.. تثب الفرحة فيه قبلنا، وضحكنا ضحك طفلين معاً.. وعدونا فسبقنا ظلنا.. هكذا يمكن أن تغير التشريعات معنويات ومناخات كادت تقتل العباد!

«الصلح خير» كما تقول نادية مصطفى.. قوموا نتصالح.. قوموا نبنى بلدنا.. مصر لن تُبنى بالقهر.. مصر سيبنيها أولادها بتهيئة المناخ العام وتهيئة المجال العام.. ستُبنى بالحرية.. كل الممنوعين من السفر يعرفون معنى الحرية.. ليس شرطاً أن يسافروا للخارج، مع أن السفر ليس رفاهية.. المنع فى حد ذاته عقوبة.. أتمنى أن تتنبه لها الدولة، وهى تغربل التشريعات مستقبلاً.. مصر هتبقى أد الدنيا بالحرية!

الحرية تاج على رؤوس الناس، لا يعرف قيمتها إلا من فقدها.. كثيرون ينتظرون إنهاء ملفاتهم ليسافروا، وكثيرون غيرهم ينتظرون إنهاء ملفاتهم ليعودوا إلى مصر.. هؤلاء سجناء بلا قضبان.. خذوا منهم حق الوطن، لكن لا تحرموهم من العودة.. بعضهم فقد أهله، ولم يشارك فى تشييعهم إلى مثواهم الأخير!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية