x

سحر الجعارة جامعة الخرائب العربية سحر الجعارة الجمعة 11-03-2016 21:27



حين تدخل «ميدان التحرير» ستجد مجمع التحرير يزدحم بالبشر من كل لون، ختم النسر يتحكم فى مصائرهم ويحركهم بين الطرقات.. جميعهم جاءوا ليثبتوا أنهم على قيد الحياة.

مساء سيأتيك صوت رخيم لآيات الذكر الحكيم، ينطلق من ميكروفونات مسجد «عمر مكرم»، سيارات فخمة وحراسات مشددة، لأن «المرحوم» غالبا من الطبقة المخملية، هنا يلتقى رجالات الفن والإعلام والفكر والسياسة ليس لتدبر الموت.. بل لإبعاد شبح الموت عن وجوههم!.

وحده النصب التذكارى لـ«جامعة الدول العربية» بلا معزين ولا مهنئين.. بلا «نعى» أو «شهادة وفاة».. لا أحد ينظر إليه بحسرة ويترحم على أيام «الوحدة العربية».. ولا أحد يشمت فى إظلام قاعاته منذ انطفأ «سيجار عمرو موسى الشهير»!.

هل يستحق فوز «أحمد أبوالغيط» وزير الخارجية الأسبق لمصر، بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن نبتهج ونعلن انتصار الدبلوماسية المصرية، رغم صلف دويلة «قطر» وتطاولها على قامة قلب العروبة «سابقا»؟!.. لا أعتقد.

لندخل إحدى قاعات «المقبرة العربية».. فتش عن «سوريا» بعد خمسة أعوام من الحرب الأهلية.. اسأل أصحاب السمو والفخامة وسلاطة اللسان عن أزمة اللاجئين السوريين!.. اسأل أصحاب آبار النفط والغاز وعواصم ناطحات السحاب، ونوادى القمار: هل اجتمعوا على إدراج جميع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «الإخوان وداعش والقاعدة»، على قوائم الإرهاب؟.

أين «ليبيا» على الخريطة العربية يا أصحاب اللحى المعطرة بالعود والعنبر والعباءات المطرزة بالذهب والألماس.. ولماذا لم يتم تسليح الجيش الليبى للقضاء على «داعش»؟.

ما الذى تعرفونه عن القوة العربية المشتركة والأمن القومى العربى غير قمع «شيعة البحرين» والسقوط فى مستنقع حرب «اليمن»؟.

لقد أضعتم «التاريخ المشترك و«المصير الواحد» منذ أصبحت «قطر» عاصمة صهيونية، تنازع مصر على ريادتها، وتشترى القمة العربية بالتبرعات لتثبت لإسرائيل أنها تملك مفتاح السلام فى المنطقة!.

هل تبقى فى الذاكرة العربية جرح اسمه «فلسطين».. أم تفتت الذاكرة إلى تنظيمات إرهابية «حماس وحزب الله».. ورئيس شرعى منبوذ ومحاصر «أبومازن».

حتى «الإسلام» لم يعد يجمعكم: «لقد تفرقتم شيعة وسنة وأكرادا وإيزيديين»!.

أين أنتم من هتك أعراض إيزيديات العراق يا أصحاب النخوة والشهامة؟.

أنتم لا حول لكم ولا قوة.. لم يتبق فيكم إلا غريزة حب البقاء.. دفاعا عن عروشكم حتى لو تقسم الوطن العربى «سابقا» الى دويلات، وولد «الشرق الأوسط الجديد» ممهورا بأختامكم.. لأن العروش أهم وأبقى من الأوطان!

ما قيمة الجامعة العربية لدول تتناحر وتحارب بعضها البعض، إذا كانت «قطر» تحتضن جماعة «الإخوان الإرهابية» وتمولهم لتركيع مصر؟.

«قطر» وحدها تعرقل تسليح الجيش الليبى حتى لا يتمكن من مواجهة الإرهاب، وسبق أن رفضت إجماع الدول العربية على دعم مصر فى الضربة الجوية ضد تنظيم «داعش» فى ليبيا، على أثر ذبح 21 مصريا على يد أعضاء التنظيم، كما رفضت قرار الجامعة بإدانه القصف التركى لمناطق فى شمال العراق.. فلتكن –إذن- «جامعة الدول القطرية»!!.

إن صحت المعلومات التى تؤكد أن تغير الموقف القطرى من تعيين «أبوالغيط» أمينا لجامعة الدول العربية قد تم فى إطار «صفقة» تدعم مصر بموجبها مرشح قطر«حمد بن عبدالعزيز الكوارى» وزير الثقافة والفنون والتراث لمنصب مدير عام اليونسكو خلال الانتخابات المقرر لها عام 2017.. فتلك مصيبة.

والمصيبة الأعظم أنه لم يعد للعرب قيمة فى خرائب كانت حضارات نباهى بها العالم: (اليمن والعراق نموذجا).. فما الذى سيفعله «الكوارى» فى «اليونسكو»؟.

لقد دخل السياسى المحنك «أحمد أبوالغيط» مكتبه بالنصب التذكارى لظاهرة العروبة الصوتية، آملًا (تقليص مساحات الخلاف وزيادة مساحات التوافق بين الدول الأعضاء حتى تتمكن الجامعة من مواجهة الظروف الخطيرة المحيطة بالأمة العربية).

«أبوالغيط» يحمل إرث الدكتور «نبيل العربى»، الأمين العام السابق للجامعة، ومحاولته الفاشلة لتحديث ميثاق الجامعة العربية من أجل: (تعزيز دور مجلس الأمن والسلم العربى، وإنشاء محكمة العدل العربية، وإنشاء محكمة عربية فى مجال حقوق الإنسان، وتكوين قوة عربية مشتركة) لمواجهة التحديات بالمنطقة.

وسوف يغادر «أبوالغيط» منصبه ونحن نردد نفس الكلام، ونحصى باقى مقاعد الدول العربية الخالية.

نلتقى فى «عمر مكرم» لنصلى «صلاة الغائب» على شهداء صدقوا أكذوبة العروبة وماتوا دونها.. لا ذاقوا عنب الشام ولا بلح اليمن!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية