x

حمدي رزق قضية المستشار زكريا! حمدي رزق الجمعة 11-03-2016 21:28


لا تعقيب على حكم القضاء وتنزهه من كل طعن إلا بالطرق القانونية المشروعة، استئناف الحكم من حق المستشار زكريا عبدالعزيز ضد قرار مجلس التأديب والصلاحية بعزله وإحالته إلى المعاش، ونثق فى عدالة القضاء وننزهه من الكيد والانتقام وتصفية الحسابات السياسية!.

ولكن يحزننا ألا يُمَكَّن القاضى الجليل من حقه كمتهم فى الدفاع عن نفسه أمام زملائه القضاة، لماذا لم يُسمع صوت المستشار زكريا مدافعاً عن نفسه، لماذا ضنّ قضاة أجلاء على زميلهم بحق الدفاع عن نفسه أمام عدالتهم، المستشار زكريا لم يُمَكَّن من حقوق المتهم الطبيعى وهو القاضى الذى يحكم بين الناس بالعدل، المستشار زكريا يخاطب الضمائر الحية: «حُرمت من حق (المشنوقين) فى المرافعة الشفوية، وحُرمت من تفنيد الأقوال المرسلة المقدمة ضدى»!!.

لا نعقب على الحكم، ونأمل فى الاستئناف أمام رئيس المجلس الأعلى للقضاء خلال 15 يوماً، جولة أخرى لإثبات ما استحال إثباته، ونأمل أن تستمع عدالة رئيس المجلس لدفاع المستشار زكريا الذى لم يتمكن من إيصال صوته إلى عدالة مجلس التأديب، وحُرم ودفاعه من المرافعة التى هى حق المتهم أمام قضاته، ولكن ضنت العدالة أن تسمع صوت قاض مذبوح!.

نحِّ جانباً الاشتغال بالسياسة كاتهام، لو مددنا الخط على استقامته يطال كثيرين، فارق بين الثورة كفعل مجتمعى، والاشتغال بالسياسة كفعل حزبى، والقضاة كانوا فى طليعة الثورة فى 25 يناير وفى 30 يونيو، ولم يتخلف أحدهم عن ثورة شعبه، ونادى القضاة كان فى صدارة المتصدين يوم بغى الإخوان على الشعب!.

أما الظهور الإعلامى، فلو أحصينا الظهورات الإعلامية لقضاة معتبرين لكان المستشار زكريا أقلهم ظهوراً، بل هو ممتنع عن الظهور حتى للدفاع عن قضيته احتراماً وإجلالاً لقضاة أجلاء ينظرون فى قضيته، ولم يلجأ للإعلام مستعيناً به على القضاء، وما كتبه محبون للعدل وشخص المستشار زكريا لا يعيبه ولا يتخفى منه، ولا نتخفى منه حباً فى العدل!

ابتداءً مَن ذا الذى قدّم لائحة الاتهامات، هل قدّم المجلس العسكرى الحاكم آنذاك بلاغاً باقتحام المبنى أصلاً، وهل اتهم المجلس المستشار باقتحام المبنى ضمن المقتحمين، هل قدّم جهاز أمن الدولة بلاغاً بالاقتحام، وهل اتهم الجهاز المستشار زكريا تحديداً بالاقتحام، إذاً مَن ذا الذى قدم البلاغ؟!

جبهة الدفاع عن القضاء متطوعة قدمت البلاغ، نعم حق البلاغ مكفول للكافة بالقانون، ولكن ما علاقة الجبهة باقتحام مبنى أمن الدولة، هل اقتحم المستشار «دار القضاء» مثلًا ليستقيم البلاغ، هل هناك قضية تسمى اقتحام مبنى أمن الدولة؟ إذًا أين هم المتهمون حتى يكون المستشار متهماً؟

عجباً «سوكة» الشهير بتاع الملفات، وهات ملفى يا سوكة، لم يُقدم للمحاكمة بتهمة اقتحام أمن الدولة، ويُقدم المستشار زكريا مقتحماً، كل النشطاء الذين هرعوا إلى مبنى أمن الدولة ليجمعوا ملفاتهم القذرة الملقاة على الأرض لم يُقدموا إلى المحاكمة، وفى «صندوق عبدالرحيم الأسود» نصوص مكالمات تفضح جامعى الملفات، ولم تأتِ على ذكر المستشار الجليل من قريب أو بعيد، تنادوا عليه فحضر ليحفظ أسرار الدولة المصرية من العبث!.

عجبًا يُقدم المستشار الذى هرع إلى المبنى يلملم أشلاء الملفات السرية من الأيدى العابثة ويسلمها إلى الشرطة العسكرية التى كانت حاضرة، وتشهد على ما قام به المستشار الذى خطب فى النشطاء يحثهم على إعادة الملفات التى تحصلوا عليها، وتسليمها إلى الشرطة العسكرية.. أين شهادات قادة الشرطة العسكرية فى واقعة اقتحام المستشار زكريا للمبنى.. إذا كانت قد حدثت؟!

المستشار زكريا يسجل للتاريخ براءته: «بشكل قاطع أنا ذهبت لمقر أمن الدولة بمدينة نصر بعد الاقتحام، وليس قبله، ومشاركتى فى ثورة 25 يناير كانت بدافع وطنى بحت، ومقدمو البلاغ ضدى مدفوعون»، ويختم دفاعه صارخًا: «اتركوا المصالح الشخصية.. وعودوا إلى سيرة الأوائل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية