x

دور نشر شبابية.. الحياة على أمل خلق «الكاتب الموضة»

الثلاثاء 12-10-2010 19:55 | كتب: مها بهنساوي |

«الكاتب الموضة» مصطلح أطلقه عدد من أصحاب دور النشر على جيل جديد من الكتاب سواء كانوا من هواة الكتابة أو من يتمسكون بتلك «الموضة» ليطلقوا كتاباً واحداً فى الأغلب يمثل خواطرهم، وإن كانت تلك التجربة فرضت نفسها فى السنوات الخمس الأخيرة، إلا أنها حققت نجاحا ملموسا جعل العديد من الدور تضع تسهيلات عديدة لنشر الكتب خاصة بعد رفض أغلب دور النشر الكبيرة فكرة نشر مجموعات قصصية أو أعمال أدبية لكتاب غير معروفين أغلبهم فى الفئات العمرية بين العشرين والخامسة والثلاثين.

أولى الخطوات الفعلية للمشروع بدأت مع نجاح بعض القصص الشبابية التى ظهرت فى شكل مدونات وحققت نجاحا جعل إصدارها فى كتاب أمرا ضروريا، وإن كان قرار دار النشر بطباعة وتوزيع كتاب لشاب يكتب لأول مرة قرارا يحتاج للاقتناع والمغامرة فى الوقت نفسه على حد قولهم، وهما صفتان لا يتحلى بهما سوى عدد معين من بين آلاف الدور.

قبل عامين بدأت الفكرة لدى أمير الإسلام، مدير إحدى دور النشر، وقتها لم يكن يبحث عن مشروع جديد يجلب له دخلا، لكنها المصادفة التى جعلته يتابع عدداً من أصدقائه وهم يجوبون كل دور النشر المعروفة يطلبون منها دعمها لنشر وتوزيع قصصهم وأشعارهم دون جدوى، فقرار الرفض كان يسبق التعرف على نوع الكتاب لأنه فى النهاية لمجموعة شباب لا يعرفهم سوى زملائهم المقربين منهم، ومن هنا بدأت تجربته التى رواها قائلا: «الإحباط الذى سيطر على زملائى جعلنى أفكر فى مساعدتهم بأى طريقة، فبالرغم من أن لدىّ دار نشر فإن إمكانياتها لن تغطى تكلفة كتبهم خاصة أن هذا الأمر لن يحقق أى ربح، فلم أحسبها بالشكل المادى وحسبتها بفكرة أننا كشباب نرى أن نثبت وجودنا حتى وإن كلفنا هذا بعض التضحيات والمغامرة بشكل كبير، وقمنا بنشر 10 كتب فى كل عام، وفوجئت وقتها بأن المبيعات أكثر مما توقعت وإن كانت تفتقد الربح الذى تعودنا عليه، ومنذ ذلك الوقت قمنا بعمل ميزانية خاصة بنشر كتب الشباب، وبالطبع بعد المرور على بعض المتخصصين لإبداء آرائهم فى المحتوى لأخذ قرار إن كان يستحق النشر أم لا».

الجودة وتوقع حجم المبيعات شرطان وضع على أساسهما «أمير» ما تتكلفه الدار لنشر كتاب: «فإذا كان على مستوى راق وتوقعات ربحه مرتفعة يتم تحمل طباعته وتوزيعه بالكامل، وإن كان ينقصه بعض التقنيات الفنية نتقاسم مع صاحب الكتاب التكاليف، ولكن إذا كان المحتوى غير لائق أو غير هادف بشكل ما ففى النهاية لابد أن أحافظ على اسم الدار واستمراريتها فأرفض الفكرة تماما».

لم تختلف البداية السابقة عن أغلب بدايات دور النشر الشبابية، وإن كانت تختلف فى بعض التفاصيل ليس أكثر، فأغلب أصحابها تعرض زملاؤهم لفكرة الإحباط من رفض الدور الكبيرة نشر قصصهم، وهو ما واجهته أمانى التونسى، صاحبة إحدى دور النشر، مع زميلها عندما رفضت دور النشر توزيع أو طباعة كتابه لأنه - كما زعمت - «جرىء»، وهو ما قالت عنه: «قدم زميلى كتاباً عن المثلية الجنسية فى القاهرة، ورغم أننا جميعا نعرف أن تلك الفئة موجودة بالفعل فإننا نرفض أن ينشر عنهم أى شىء بحجة أن ذلك يميل الى الجرأة أكثر منه الاستفادة التى تعود على القارئ، لأن الكل فى انتظار كتب تتحدث عن التنمية البشرية وغيرها من العناوين التى مللنا قراءتها، أعجبتنى الفكرة لأن التغيير مطلوب للتخلص من النمطية، وفى العام الأول لذلك قمنا بنشر 13 كتاباً ما بين اللغتين العربية والإنجليزية، ولكننى واقعية وطالما أن ما يثار من خلال الكتب هو أمر موجود بالفعل فلماذا لا نضىء ما حوله لنراه جيدا، وإلى الان لم أهدف لتحقيق الربح لآن المكسب يحتاج لنشر عدد كبير من الكتب، كما أنها أحداث موسمية غير موجودة طوال العام، وإنما يحكمها الوقت المناسب لجمهورها المستهدف من فئة الشباب».

على سبيل الاختلاف بدأ محمد مفيد، مدير موقع إحدى دور النشر، بتوزيع الكتب على الموقع الإلكترونى من خلال باب أطلق عليه «واحة الأدب»، فقام بإنشاء صفحة إنترنت هدفها التعرف على أفكار الشباب وطرقهم المختلفة فى الكتابة، ويقول عن تجربته: «تركنا مساحات كبيرة لنشر قصص وأشعار المترددين على الموقع ولكن بعد اختيار اللائق منها، وبعد ارتفاع نسبة المشاهدة من المتصفحين فكرنا فى نشر الموضوعات الناجحة، وأحيانا نقوم بدور الوسيط بين الكاتب ودور نشر أخرى تتحمل تكلفة الكتب كاملة، ما يقرب من ثلاثة أعوام على تلك الفكرة لم نفكر وقتها فى المجازفات المادية قدر اقتناعنا بأنه من حق الشاب أن يأخذ فرصته، لأن الكتاب الكبار الآن يوما ما كانوا أيضا غير معروفين، والمراهنة على الشباب فى الأغلب ما تكون ناجحة لأن إثبات الذات يكون المحرك الأول لهم».

مشروع «مفيد» يتم تحت إشراف فريق عمل شبابى تتراوح أعمارهم ما بين 17 و28 عاماً، ويضيف: «رغم ذلك ففى الأشهر الثمانية الماضية لم ننتج سوى 3 أعمال فقط، لأننا ندقق فى فكرة المضمون الجيد واختيار كل ما هو أفضل، خاصة مع تكرار ظاهرة الكاتب الموضة الذى يظهر فجأة بكتاب يعبر عن خواطره أو مذكراته فى شكل قصصى ولكن سرعان ما يختفى بعد أول كتاب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية