x

عماد سيد أحمد «الشربتلى» ورحلة الخروج عماد سيد أحمد الأربعاء 09-03-2016 21:26


«هناك لافتة فى المطار مكتوب عليها الآية الكريمة (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، لكن لا أحد هنا يقول لك كيف تخرج منها؟» المستثمر السعودى عبدالرحمن الشربتلى، فى حواره مع «المصرى اليوم» يوم 23 فبراير الماضى. يا سيدى أنت تريد الخروج، تسأل عنه، إذن أنت فى حاجة إلى معجزة. فى حاجة إلى رسول مثل نبى الله موسى. لا خروج يا سيدى، الداخل مفقود والخارج مولود، فلا خروج. ولست وحيدا فى هذا الحلم. الكل بات يبحث عن الخروج الآمن. منذ يناير 2011. ومن المعلوم أن الخروج فى الماضى احتاج 40 عاما. وكأن هذه هى عبقرية الزمان والمكان ليس بمفهوم جمال حمدان إنما بمفهوم آخرين.

وعلى رأى المثل «دخول الحمام مش زى خروجه». يا سيدى لست وحدك من تبحث عن الخروج. كثيرون يبحثون عنه. إلى أين تذهب هذا المساء؟ هذا هو السؤال الوحيد الذى يمكن الإجابة عنه.

إلى أين تذهب يا سيدى؟ المنطقة كلها برائحة الحرب، والجثث تملأ المكان. فلا فرار.

صحيح أن فى مصر الأوضاع موجعة، خصوصا مع أناس اتخذوا من بلادهم وناسهم حقل تجارب كبيرا لم يفرغوا منه بعد. حتى المخلّص الذى جاءوا به لإنقاذ وحل أكبر معضلة فى مصر، وهى سوق الصرف، هو فى الحقيقة من تسبب عمه فى أكبر نكسة عسكرية فى التاريخ الحديث، وعلى يديه إن شاء الله ستكون النكسة الاقتصادية الكبرى، والتاريخ يعيد نفسه، ويكرر تجاربه مع من لا يتعلمون منه شيئا.

أنا أدرك أن حضرتك مندهش مما يدور فى مصر، حيث إن الإدارة الحكومية تبحث عن إنجازات عملاقة ومشاريع كبرى فى الوقت الذى تعجز فيه عن إدارة الأمور الحياتية البسيطة للمواطنين. فحكومتنا لا تدرك أن أهم إنجاز يمكن أن تحققه هو سيادة القانون. وتسهيل حياة الناس اليومية وعدم التنغيص عليهم.

الإدارة الحكومية التى تعتبر تضليل الناس هو الحل، والتستر على الحقائق يبنى الأوطان، وسد أبواب وشبابيك العمل العام بالضبة والمفتاح، هى إدارة عاجزة عن أى شىء أو الاستفادة من تاريخها القريب. للأسف يا سيدى كل ما جرى ويجرى فى مصر منذ 1952 كان ولايزال بمثابة الهدوء الذى يسبق العاصفة. استيقظنا على هزيمة 1967. ثم استيقظنا على اغتيال الرئيس وسط العرض العسكرى. ثم استيقظنا على إلقاء رئيس فى السجن، جلس فى مقعده 30 عاما. وسرعان ما لحق به رئيس آخر. لكن هذا لا يمنع أن نتحدث عن الانتقال السلمى للسلطة من أيام نكسة مارس 1954. المعروفة بهزيمة الديمقراطية.

من ساءهُ سببٌ أو هالهُ عجبٌ.. فلى ثمانون عاماً لا أرى عجباً. الدهرُ كالدهرِ والأيام واحدةٌ.. والناس كالناس والدنيا لمن غَلَبا. - أبوالعلاء المعرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية