طالب خبراء الكرة المصرية بضرورة معالجة أخطاء المنتخب، وتجديد دمائه فى الفترة المقبلة، ورفضوا تغيير الجهاز الفنى.
حذر محسن صالح، المدير الفنى السابق لنادى سموحة، اتحاد الكرة من التسرع واتخاذ قرار بإقالة الجهاز الفنى لأن نتيجة القرار ستكون القضاء تماماً على فرصة بطل أفريقيا فى التأهل للبطولة الأفريقية وذلك لعدم وجود البديل الجاهز، الذى يستطيع تدارك الأمر، كما طالب شحاتة بالتريث وعدم التفكير فى الاستقالة والتركيز فى معالجة الأخطاء، والأسباب الحقيقية للخسارة، رافضاً تعليق الهزيمة على شماعة «السحر والشعوذة».
وقال: لماذا يظهر الحديث عن السحر عقب الخسارة ولا يذكر عند الفوز، وأضاف: على مر العصور والمنتخبات المصرية تتعامل مع هذا الأمر. وأرجع الخسارة إلى عدة أسباب أبرزها الغيابات الكثيرة فى صفوف الفريق المتمثلة فى زيدان وعماد متعب وأحمد حسن وحسنى عبدربه وسيد معوض وجدو، وبالإضافة إلى الغائبين الحاضرين الذين شاركوا ولكنهم كانوا بعيدين عن مستواهم، مثل: عمرو زكى وأحمد على وأبوتريكة وحسام غالى ومحمد عبدالشافى وأحمد المحمدى، الذى جاء أداؤه مخالفاً تماماً عن للأنباء الواردة من الدورى الإنجليزى.
وأضاف: أن الجهاز الفنى أخطأ فى التشكيل، خاصة فى ظل الغيابات وقال حسن شحاتة أخطأنا عندما دفع بالمهاجم عمرو زكى الذى لم يقدم شيئاً للمنتخب على مدار سنتين، وأحمد على الذى تنقصه الخبرة، وتسبب غياب الانسجام بينهما وابتعادهما عن مستواهما فى غياب القوة الهجومية للفريق. وأضاف: كان من باب أولى اللعب برأس حربة صريح، وخلفه أبوتريكة، ووليد سليمان الذى كانت مشاركته نقطة تحول لمدة ربع ساعة فقط ارتفع خلالها الأداء ولكن سرعان ما تراجع لغياب الروح القتالية، وأوضح أن أبوتريكة كان يسعى لإثبات وجوده من خلال النزول لتسلم الكرة، وهو ما لم يكن مطلوباً منه وانعكس بالسلب على أدائه كصانع ألعاب. وأوضح محسن صالح أن محورى الارتكاز حسام غالى وأحمد فتحى لم يكن لهما أى وجود، وهو ما جعل السيطرة فى أغلب الفترات للخصم الذى تميز أداء لاعبيه بالقوة والسرعة وارتفاع معدل اللياقة البدينة والتنفيذ الجيد للهجمات المرتدة التى أثمرت عن هدف الفوز، بخطأ مشترك من عبدالشافى ومحمود فتح الله.
وأشار إلى أن الجهاز الفنى شتت اللاعبين بعدم اللعب بطريقة ثابتة سواء 3/5/2 أو 4/4/2، وقال: اللاعب المصرى يجب أن تكون له واجبات محددة وتغيير الطريقة فى الملعب أربك اللاعبين، وجعلهم يفتقدون خطورتهم، خاصة ظهيرى الجنب. وأكد محسن صالح أن الفرصة لاتزال قائمة بنسبة 40٪ خاصة بعد تعادل جنوب أفريقيا مع سيراليون.
ورفض مجدى عبدالغنى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، مطالبة البعض بإقالة الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة حسن شحاتة عقب الخسارة المريرة من النيجر. وأكد قدرة المدير الفنى على انتشال الفريق من كبوته والخروج به من النفق المظلم والتأهل لأمم أفريقيا، وطالب الخبراء ومحللى الفضائيات بالكف عن انتقاد المدير الفنى والتربص به، وتساءل: متى سنتعلم كيفية توجيه النقد للآخرين، وهل يعقل أن نعلق «حبل المشنقة» للرجل الذى صنع إنجازات للكرة المصرية وحقق البطولات وكان سبباً فى فرحة المصريين، وأن نتحول ضده ونطالب بإبعاده بهذه الطريقة، وأضاف: أن حسن شحاتة وحده هو الذى يحدد إذا كانت لديه القدرة على الاستمرار فى منصبه من عدمه وليس أى شخص آخر، وقال: ليس معنى أن اللاعبين ظهروا بمستوى سيئ، أو لم ينفذوا تعليمات المدير الفنى أن يرحل حسن شحاتة، ونطالب بإبعاده، وقال رغم ذلك فإن المدير الفنى خرج بشجاعة وحمَّل نفسه المسؤولية، وأوضح عبدالغنى أن ما حدث للمنتخب الوطنى أمر طبيعى وأن أعظم منتخبات العالم مرت به سواء فرنسا، بطل مونديال 98، التى تتعرض حالياً لهزائم من منتخبات أقل منها فى المستوى، فضلاً عن الأرجنتين، وأكد عبدالغنى أن هناك أخطاء فنية وقع فيها اللاعبون ولابد من معالجتها خلال الفترة المقبلة، ورفض عبدالغنى ما تردد عن عدم وجود جيل جديد للكرة المصرية، لديه القدرة على تسلم الراية من الجيل الحالى.
فيما جدد أيمن يونس، عضو المجلس، ثقته فى حسن شحاتة وجهازه المعاون، وطالب المتربصين به بعدم إثارة الرأى العام ضد الجهاز، وقال: من يصلح من هؤلاء لتدريب المنتخب؟! وأين كانوا عندما حصد البطولات فى ثلاث دورات متتالية؟! وأكد أن الأمل فى التأهل لأمم أفريقيا لايزال قائماً خصوصاً بعد تعادل سيراليون مع جنوب أفريقيا، وقال: لو كان منتخب الأولاد حقق الفوز لصعب المهمة على منتخبنا لكن التعادل جاء فى مصلحتنا.
وأكد جمال عبدالحميد، مدير قطاع الناشئين بنادى حرس الحدود أن المنتخب قدم أسوأ مباراة له منذ فترة طويلة، وقال: «خرجت جميع الأقلام بعد المباراة تهاجم الجهاز الفنى واللاعبين عقب الهزيمة، ومن وجهة نظرى أرى أن الهزيمة غير مؤثرة فى مشوار المنتخب نحو بطولة 2012، خصوصاً أنه متبق 4 مباريات بـ12 نقطة كفيلة بتصدر المنتخب لمجموعته، وطالب المسؤولين والجهاز الفنى بضرورة غلق ملف الهزيمة والتركيز فى المرحلة المقبلة لأنها الأصعب، والأهم فى تاريخ الرياضة المصرية.
وكشف عبدالحميد عن أن حسن شحاتة ارتكب أخطاء فادحة أثناء اللقاء، منها اعتماده على محمود فتح الله بدلا من هانى سعيد فى مركز الليبرو، خاصة أن الثانى كان الأنسب للمباراة، وكذلك اعتماده على الكرات الطولية طوال المباراة رغم فشلها، وأكد عبدالحميد ثقته فى قدرة الجهاز الفنى على عبور الأزمة وتعويض الخسارة والأخطاء والسلبيات التى ظهرت فى المباراة.
وأبدى جمال عبدالحميد استياءه الشديد مما يتردد عن أن أعمال السحر والشعوذة التى ظهرت منذ وصول منتخبنا النيجر، لها علاقة بظهور اللاعبين بهذه الصورة المتدنية، وقال: «لو النيجر كسبت مصر بأعمال السحر أو بالمعزة التى ظهرت فى المطار أو الملعب، فلماذا خسرت من جنوب أفريقيا؟ ولماذا لا تصعد النيجر لنهائيات الأمم الأفريقية من قبل أو كأس العالم.
وقال: «هذه خرافات لا تمت للعقل ولا الدين بأى صلة، خصوصاً أن المنتخب والفرق المصرية واجهت مثل هذه الشعوذة كثيراً فى أفريقيا وحققت الفوز فى النهاية».
أكد مصطفى يونس أن قضية خسارة المنتخب الوطنى أمام النيجر ليست قضية هزيمة مذلة أمام منتخب ترتيبه الـ154 عالمياً ولكن الهزيمة كانت لها أسبابها، فأولاً جميع لاعبى المنتخب كانوا خارج الخدمة، وهذه حالة لا تحدث فى ملاعب العالم إلا نادراً أن يكون كل اللاعبين بلا استثناء ليسوا موجودين، فلم يكن هناك أداء والتمريرات الخاطئة كثيرة واللاعبون بعيدون عن بعضهم، ولا يوجد أداء تكتيكى ولا جمل فنية، ثانياً وهو الأهم، أن الفريق افتقد الروح والعزيمة العالية والأداء القتالى الذى كان يتميز به وحقق به، اللقب الأفريقى على مدار الدورات الثلاث الماضية.