هناك مجلات سينما تصدر فى حب الإعلانات أولاً والسينما ثانياً أو عاشراً، وأخرى تصدر فى حب السينما وتأتى الإعلانات أو لا تأتى، ومن هذا النوع الثانى صدرت فى القاهرة مع مطلع العام الجديد 2016 مجلة «أبيض وأسود» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فى ظل رئاسة الدكتور محمد أبوالفضل بدران للهيئة، ومجلة «فرجة» عن الشركة الأهلية للصحافة والطباعة والنشر برئاسة طارق الهوارى، وكل منهما مجلة شهرية.
«أبيض وأسود» كانت تصدر كنشرة مثل نشرات نوادى السينما، ولكن عن قصر السينما، ومع العدد 49 تحولت إلى مجلة شهرية بفضل رئيس تحريرها الناقد عاطف فتحى، وهو من نقاد جيل السبعينيات ويتميز بثقافته الواسعة وأخلاقه السامية، والواضح من العدد أن سياسة التحرير تقوم على الجمع بين كل أجيال النقاد، من جيل الستينيات حتى جيل العقد الأول من القرن الميلادى الجديد، من كمال رمزى حتى أحمد رزق الله الذى يثبت أقدامه بقوة، ويحق عليه القول إنه خير خلف لخير سلف، فهو ابن يوسف شريف رزق الله، كما تقوم سياسة التحرير على الجمع بين المقالات النظرية والتطبيقية، وبين متابعة السينما فى مصر والعالم العربى والعالم كله، والجمع بين نقاد مصر والنقاد العرب مثل الأردنى عدنان مدانات والفلسطينى فجر يعقوب.
أما «فرجة» فهى أحدث مبادرات أستاذ جيله والأجيال الجديدة فى الصحافة المصرية إبراهيم عيسى، وهو عاشق قديم للسينما ويهدى المجلة إلى اسم الناقد الراحل سامى السلامونى الذى كان من أيقونات جيل الستينيات، وتجمع المجلة بين أكثر من جيل من أجيال النقاد أيضاً، ولكن هناك مقال واحد من رؤوف توفيق الستينياتى، والذى يجعل من المقال النقدى نصا أدبيا رفيع المستوى فضلاً عن ذائقته الفنية العالية ونظرته الإنسانية الرحبة، ومقال واحد من طارق الشناوى من جيل الثمانينيات، وأغلب المقالات الأخرى من جيل مطلع القرن.
أهم ما تتميز به «فرجة» كتابات أميرة جبر ومنة الله عبيد وإيهاب التركى وأندرو محسن ومصطفى شحاتة ونرمين يسر وأنس هلال وحمدى عبدالرحيم وياسر ثابت ومحمد الشماع وهانى حجاج وأمانى خليل وسارة عبدالعزيز ومحمد عبدالرحمن وعادل أسعد الميرى، فقد سبق أن قرأت لنبيل فاروق وخالد كساب، ولكنى أقرأ للأسماء الأخرى المذكورة لأول مرة، وأعتذر إذا كان منهم من نشر من قبل ولم أقرأ له، إنها إذن مجلة تعلن مولد جيل جديد من نقاد السينما هو جيل ثورة يناير بامتياز.