x

علي والي 10 أيام على استراتيجية 2030 علي والي السبت 05-03-2016 21:46


نزل من بيته مبكراً بكل همة ونشاط للذهاب إلى عمله وأوصله الميكروباص على الجانب الآخر كما هو معتاد يومياً، وعليه أن يعبر الطريق الدائرى المكدس بالسيارات. مغامرة يومية يضطر أن يفعلها هذا الشاب. للأسف هذه المرة لم ينجُ من سيارة كانت تحاول تفاديه ولم يستطع.

مأساة بمعنى الكلمة خسارة لشباب بأخطاء نصنعها بأنفسنا.

كوبرى المشاة يكلف ما بين 5 و10 ملايين جنيه لعبور الطريق الدائرى. ولكنه ينقذ الكثير من الشباب والشابات الذين يغامرون يومياً بحياتهم من أجل لقمة العيش على الجانب الآخر، وللأسف لا يوجد عندهم حل.

هل نلوم وزير النقل أم محافظ القاهرة؟ أو نلوم البيروقراطية التى جعلت إصلاح كل شىء بطيئاً فى مصر ويتطلب العديد من الخطوات، التى تتم كلها بجوابات (لاحظ أن العالم كله الآن يتعامل بالإيميل ونحن مازلنا نخاطب بعضنا بالجوابات).

مشكلة تحقيق الأمان للمشاة فى عبور الطريق الدائرى ممكن أن تكون واحدة من ضمن 5000 مشكلة بنفس هذا الحجم تواجهها الدولة.

لحل كل هذه الـ5000 مشكلة، نحتاج فريق عمل بنظام مؤسسى. نحتاج على الأقل لـ5000 كفاءة لحل هذه المشاكل، فريق يضع خطة العمل ولكنهم لابد أن يعملوا بطريقة منظمة.

علينا لعب المباراة بـ11 لاعباً وليس بعدد أقل من ذلك. فليس من المتوقع أن يحل وزير النقل كل مشاكل النقل فى مصر وهو لم يتسلم استراتيجية يعمل بها، وعليه أن يضع استراتيجية، وعليه أن يبحث عن فريق ينفذها معه، وأن يبحث عن التمويل؛ لأنها كلها مشاريع مكلفة ولا تغطى تكلفتها بصورة تجعلها مشاريع مجدية للمستثمرين أو لتمويل البنوك.

لا تطلبوا المستحيل من وزرائنا. فهم معذورون. علينا بتنظيم أنفسنا بخلق وزارة سوبر للتخطيط ولمتابعة تنفيذ الخطة، تتبع أعلى سلطة بالدولة، كما فعلت الصين، أو هيئة عليا للتخطيط تابعة لأعلى سلطة كما فعلت كوريا وسنغافورة وماليزيا وغيرها.

وضعنا استراتيجية 2030 فيما يقارب الـ15 شهراً، وأطلقها سيادة الرئيس منذ 10 أيام تقريباً، وهى جاهزة الآن للتنفيذ.

استراتيجية 2030 تهدف إلى زيادة الناتج المحلى الإجمالى من 286 مليار دولار عام 2015 إلى 1200 مليار دولار عام 2030 عن طريق تنفيذ 77 مشروعاً ومبادرة (تركيا تحقق الآن 800 مليار دولار، والمكسيك 1283 مليار دولار، وكوريا 1410 مليارات دولار). ماليزيا تتابع تنفيذ أكبر 200 مشروع قومى عن طريق هيئة البيمندو، التابعة لرئيس الوزراء، وبها 150 كفاءة، مثل المدير التنفيذى السابق لشركة إنتل العالمية وغيره من الكفاءات. والصين تخطط وتتابع التنفيذ عن طريق الوزارة السوبر التى بها 890 كفاءة.

فريق من 200 كفاءة فقط فى مصر قادر على إحداث فارق كبير جداً لتنفيذ استراتيجية 2030. ولكن هذا الفريق لابد أن يكون من الكفاءات المماثلة لفرق التخطيط فى كوريا والصين وسنغافورة. وعليه إجراء متابعة أسبوعية كما تفعل ماليزيا، وإعلان ما تم عمله بصورة شهرية وإعداد تقرير سنوى كما يفعل الكثير من الدول.

هذه شروط أساسية لكى ننجح ونستطيع تنفيذ مشاريع ناجحة وإنقاذ الشباب الذى يغامر يومياً بحياته لعبور الطريق الدائرى المكدس بالسيارات.

فالوقت يمر ويتطلب منا خلق مليون فرصة عمل سنوياً (2739 فرصة يومياً) لفتح فرص العمل والأمل للشباب. ولكى ننجح علينا اتباع نفس الطريق الذى مرت به كل الدول التى نجحت فى تطوير اقتصادها.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية