اسمه كاملا هو جوزيف فيساريو نوفيتش ستالين دجو اشفيلي، وهو مولود في 1879 في مدينة «جوري» في جورجيا لإسكافي يدعى «بيسو»، وأم فلاحة تدعى «إيكاترينا» أما أمه فقد عرف عنها تدينها الشديد وكان «بيسو» يضرب «ستالين» بقسوة في طفولته ثم ترك «بيسو» عائلته وأصبحت أم «ستالين» بلا معيل وعندما بلغ 11 عامًا.
التحق بالمعهد اللاهوتي لدراسة الدين المسيحي بعدما أتم درسته الابتدائية، ووضعت أسرته أملها فيه ليكون رجلا من رجال الدين لكنه لم يستكمل دراسته لشغبه وتمرده فطرد من المعهد لسوء سلوكه وقد اشتهر «ستالين» بالقسوة والطغيان والدكتاتورية وشدة الإصرار على رأيه في تصفية خصومه على القتل والنفي وتعود بداية مشاركته مع الحركة الإشتراكية إلى فترة المدرسة الأرثودوكسية والتي قامت بطردة من على مقاعد الدراسة في 1899 لعدم حضوره في الوقت المحدّد لتقديم الاختبارات.
وافقت نظريات «ماركس» الشيوعية ميوله للثورة والتمرد على نظام المجتمع وإنتظم لعشر سنوات في العمل السياسي الخفي وتعرض للإعتقال، بل والإبعاد إلى «سيبيريا» بين 1902 و1917 وقد اعتنق المذهب الفكري لـ«فلاديمير لينين»، وتأهّل لشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب البلشفي في 1912وفي1913تسمّى بالاسم»«ستالين» وتعني «الرجل الفولاذي».
بعد نجاح ثورة أكتوبر وتأسيس الحزب انضم للحزب وبعض مرض «لينين» احتل مكانة بارزة بالحزب وتولى منصب السكرتير العام للحزب ولم يكن مقبولا من أعضاء إدارة الحزب وفي 1922 شغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي وحرص أن يتمتع منصب الأمين العام بنفوذ واسع وبدأ القلق يدبّ في لينين من تنامي قوة ستالين.
وبعد موت «لينين» في يناير 1924، تألّفت الحكومة من الثلاثي ستالين، وكامينيف، وزينوفيف وفي فترة الحكومة الثلاثية، نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالح الإشتراكية المحلية مما ناقض مبادئ «تروتسكي» المنادية بالشيوعية العالمية وتآمر الثلاثة على إبعاد «تروتسكي» وهو الأحق من الجميع من تولي السلطه حيث أبعدوه عن الرئاسة بالفتن والادعاءات ضده والزعم أنه خرج عن المبادئ الماركسية.
انقلب «ستالين» بعد ذلك على العضوين السابقين واستطاع أن يتحكم وحده بزمام السلطة وأصبح الزعيم الشيوعي الثاني خلفا لـ«لينين» في 1928 وبعد توليه للسلطة تخلص من جميع منافسيه من أعضاء الحزب بالقتل أو السجن وقام بنشر الشيوعية في العالم آملا أن يكون زعيما ديكتاتوريا للشيوعية العالمية.
وبوصوله للسلطة المطلقة في 1930، عمل على إبادة أعضاء اللجنة المركزية البلشفية وأعقبها بإبادة كل من يعتنق فكر مغاير لفكر «ستالين» أو من يشك ستالين بمعارضته وقتل الآلاف من المواطنين السوفييت وزج بآلاف آخرين في السجون وبعد الحرب العالمية الثانية بقليل، وقام ستالين بترحيل مليون ونصف المليون سوفييتي لسيبيريا وجمهوريات آسيا الوسطى لتعاونهم مع القوات النازية الغازية أو معاداتهم للمبادئ السوفييتية، وتم إعدام مليون نسمة بين1935 و1938 و1945 و1950.
ورغم المصاعب التي واجهها «ستالين» في تطبيق الخطة الخمسية للنهوض بالإتحاد السوفييتي، إلا أن الإنجازات الصناعية أخذت بالنمو وتفوّق معدل النموالصناعي الروسي على كل من المانيا في فترة النهضة الصناعية الألمانية في القرن التاسع عشر كما فاقت غريمتها اليابانية في أوائل القرن العشرين وتمكّن «ستالين» من توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريعه الطموحة عن طريق التضييق على المواطن السوفييتي في المواد الأساسية وفرض على الاتحاد السوفييتي نظرية الزراعة التعاونية باستبدال الحقول الزراعية البدائية التي تعتمد على الناس والحيوانات في حرث وزراعة الأرض بحقول زراعية ذات تجهيزات حديثة كالجرّارات الميكانيكية.
اهتمت حكومة «ستالين» بالخدمات الإجتماعية اهتماما ملحوظا وجنّدت الأطقم الطبية والحملات لمكافحة الأمراض السارية مثل الكوليرا والملاريا وزادت من عدد الأطباء في المراكز الطبية ومراكز التدريب لتأهيل الأطقم الطبية وكان من أبرز اهتمامات ستالين تكوين مخابرات قوية من رجال البوليس السرى لتثبيت دعائم السلطة وإجبار الشعب على تنفيذ الأوامر والكشف عن أي مؤامرات ضد السلطة.
بلغ عدد أفراد المخابرات مليونين وفي 1مارس 1953وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي «بيريا» و«خوروشوف» وآخرون وتدهورت صحة «ستالين»، وتوفي «زي النهاردة» في 5مارس 1953 وفي المذكرات السياسية لـ «مولوتوف» التي نُشرت في 1993أن الوزير «بيريا» تفاخر لـ«مولوتوف» بأنّه عمد إلى دسّ السم لـ«ستالين» لقتله.