التقى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مايكل بوزنر، عددا من نشطاء حقوقيين بالقاهرة ، وذلك عقب زيارته للمجلس القومى لحقوق الإنسان.
و التقى «بوزنر» ترافقه السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبى، بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان استمر نحو 45 دقيقة ثم تبعه لقاء مشترك آخر بمقر المركز ضم 7 من مسؤولى منظمات حقوق الإنسان والعمل الأهلى وهم: هشام قاسم والدكتور مجدى عبدالحميد ومحمد زارع وأحمد سميح وموزن حسن ومسعد أبوفجر، وسالى سامى.
وعلمت «المصرى اليوم» أن اللقاء استمر نحو 100 دقيقة وتناول عدداً من القضايا التى حملت تساؤلات طرحها بوزنر حول مستقبل مصر فى ظل التطورات الراهنة والتى تشهدها الساحة السياسية ومعوقات التحول إلى النظام الديمقراطى فضلا عن تساؤلات المشاركين حول موقف الإدارة الأمريكية من قضية الديمقراطية فى مصر والمنطقة العربية بعد مرور عام على إدارة الرئيس باراك أوباما.
كما تطرق اللقاء إلى وضعية حقوق المرأة والتطورات الأخيرة فى مجال حرية الصحافة والإعلام والتوتر الطائفى ومعتقل جوانتانامو.
وتساءل «بوزنر» عن الانتخابات البرلمانية المقبلة ومدى نزاهتها وتوقعات الحضور لها ومدى إمكانية السماح لمنظمات المجتمع المدنى بمراقبتها وهل سيتم فرض قيود عليهم كما حدث فى انتخابات الشورى التى جرت فى شهر يوينو الماضى وما شهدته من تجاوزات رصدتها فى تقاريرها.
وبحث اللقاء موقف ممثلى المجتمع المدنى من قانون الجمعيات الأهلية والقيود على حرية التجمع والتظاهر السلمى وعلاقة ذلك وتأثيره على المنافسة السياسية وترشيح محمد البرادعى لانتخابات رئاسة الجمهورية، فضلاً عن التطورات الأخيرة المتصلة بحرية الإعلام والصحافة وأوضاع السجون والتعذيب والمعتقلين وقانون الطوارئ، خاصة بعد حالة المد الأخيرة ومدى التزام الحكومة بتعهدها أمام البرلمان.
وقال المشاركون، خلال الاجتماع، إن معظم المؤشرات تؤكد أن المرحلة المقبلة بما فيها الانتخابات البرلمانية تشير إلى أن هناك نظرة تشاؤمية من فرض قيود على منظمات المجتمع المدنى وعدم السماح لها بمراقبة الانتخابات، مدللين على ذلك بما شهدته انتخابات الشورى الأخيرة والتى اعتبرها البعض بأنها «بروفة» للانتخابات البرلمانية المقبلة .
من جانبه أكد بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أن اختيار بوزنر للمركز جاء لما له من دور إقليمى وبالتالى تناول اللقاء وضعية حقوق الإنسان فى المنطقة العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص.
وقال حسن لـ«المصرى اليوم» إن الزيارة- وفقاً لتقديراته الشخصية- تمثل الزيارة الثانية لبوزنر خلال عام واحد حيث قام بزيارة مشابهة فى شهر يناير الماضى فى إطار زيارة عدد من المسؤولين الأمريكيين منهم تمارا ويتس وغيرها من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان فى الإدراة الأمريكية، فضلا عن تصريحات صادرة عن الإدارة الأمريكية حول قضية مقتل الشاب خالد سعيد والقيود المفروضة على قانون الجمعيات الأهلية وتجديد الطوارئ وغيرها، مشيرا إلى أن تلك التصريحات جاءت بعد مرور عام على تولى إدارة أوباما.
واعتبر «حسن» زيارات المسؤولين الأمريكان وزيادة الاهتمام بمصر مؤخرا «تغيرا» فى السياسة الأمريكية نحو القاهرة، موضحا أن هناك عنصرين ساعدا على هذا التغيير وهما عدم التزام الحكومة بالوعود التى قطعتها على نفسها قبل عام، ممثلة فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وعدم تجديد حالة الطوارئ وهو ما حدث عكسه،
بينما يرتبط العامل الثانى من قلق الإدارة الأمريكية مما تشهده الساحة المصرية الآن حول الرئيس القادم. ومن المقرر أن يعقد بوزنر اليوم مؤتمر صحفيا فى مقر السفارة الأمريكية فى القاهرة لحديث عن نتائج الزيارة، التى التقى فيها مسؤولين من الحكومة ووزارتى الخارجية والداخلية والمجلس القومى لحقوق الإنسان.