x

محمد أمين مراكز القوى! محمد أمين الأربعاء 02-03-2016 22:03


أول شىء ينبغى أن ينتبه إليه الرئيس بعد عودته هو مراكز القوى الجديدة فى مصر بعد الثورة.. وأول شىء ينبغى أن يُفكر فيه هو تفكيكها فوراً.. سواء كانت مراكز قوى سياسية أو إعلامية.. لا أقول على طريقة السادات بثورة تصحيح، وإنما مرحلياً، بإيجاد حالة من التوازن على الساحتين السياسية والإعلامية.. فقد كشفت لنا عاصفة عكاشة عن هذه الحالة، وإن كنتُ قد نوّهت عنها فى لقاءات خاصة سابقة!

عاصفة عكاشة «كاشفة» للحالة المصرية، وليست «مُنشئة»، كما يقول القانونيون أحياناً.. فمن المصادفات الغريبة أن تتزامن «عاصفة عكاشة» مع سفر الرئيس للخارج.. ومن العجيب أن تنقلب الدنيا رأساً على عقب خلال سفرية السيسى.. فلا أحد طلب وقتاً أو مهلة للتفكير.. ولا أحد طلب وقتاً للتحقيق مع النائب.. فجأة طغى «صوت واحد» فى البرلمان والإعلام.. وهو شىء قد «ندفع ثمنه» مستقبلاً!

لا أعرف إن كان البرلمان قد أسقط عضوية النائب أم لا.. فقد اضطررت للكتابة قبل انتهاء المجلس من التصويت.. لكن ما أعرفه أن رئيس المجلس لا يفرض شخصيته بالمرة، بقدر ما يترك نفسه للريح.. على حسب الريح ما يودّى الريح.. ولاسيما أن اللجنة الخاصة قد قدمت توصية بحرمانه من حضور دور انعقاد.. ومع ذلك عندما عرض أحد النواب التصويت على إسقاط العضوية لم يجد أى مانع!

للأسف، لا يوجد فى المجلس رمانة الميزان.. لا توجد مرجعية.. أصحاب الأصوات العالية يفرضون إرادتهم.. وهذا غير مقبول.. لا أدافع عن عكاشة.. أتحدث عن حالة برلمانية موجودة.. هذه هى المشكلة.. لا يوجد توازن فى المجلس.. لا توجد أصوات مختلفة.. مراكز القوى تحكم البرلمان وتتحكم فيه باسم الأمن القومى المصرى.. كلنا نتحدث عن «الأمن القومى»، و«المتخصصون» فى الأمن القومى صامتون!

حاولت اللجنة الخاصة إعطاء فرصة أخرى للنائب، المسمى بـ«نائب التطبيع».. حاولت استتابته وعودته للحظيرة.. حرمته من حضور دور انعقاد.. كان هناك رأى آخر بطرده.. لا مانع من طرد عكاشة، ولكن على الأقل فكِّروا فى الأشياء التى طرحها.. قدِّموا بدائل مقبولة للوضع المصرى.. عكاشة قال إن عائلات يهودية كبرى تسيطر على اقتصاد الأرض.. ليس معناه أن تل أبيب هى الحل، ولكن لابد من إيجاد حل!

دعونا نتفق على قاعدة أساسية.. سواء صوّت البرلمان على طرد عكاشة أم لم يصوّت، لابد أن يبقى صوت عكاشة.. طردُه لا يحل المشكلة.. إغلاق قناة الفراعين لا يحل المشكلة.. عندما نذهب إلى أمريكا سوف نتفاوض مع يهود أيضاً.. وعندما نذهب إلى ألمانيا وبريطانيا واليابان ربما نتفاوض مع يهود، فقد كان الرسول يستخدم يهوداً من أول الهجرة، وحتى العلاج.. ألا نستخدمهم فى حلّ مشكلة سد النهضة؟!

ربما نجحت «العاصفة» فعلاً فى كشف مراكز القوى.. وربما نجحت بقوة فى تعرية كل الأطراف.. فمَن يتحدث باسم الأمن القومى، ومَن يتحدث عن قائمة سوداء، ومَن يزيطون فى الزيطة.. والسؤال: لماذا لم تنجح الدولة فى تطبيق أفكار «نائب التطبيع»؟.. أليس عندنا وزارة خارجية، وعندنا سفارة فى تل أبيب؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية