x

وثائق لـ«بن لادن» تكشف مخاوف «القاعدة» من وجود جواسيس بينهم

الثلاثاء 01-03-2016 16:17 | كتب: رويترز |
أسامة بن لادن - صورة أرشيفية أسامة بن لادن - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أظهرت وثائق صودرت في غارة عام 2011 على مكان اختباء أسامة بن لادن في باكستان واطلعت عليها وكالة أنباء «رويترز» أن زعماء تنظيم القاعدة كانوا يشعرون بقلق متزايد من وجود جواسيس بينهم وطائرات تجسس بدون طيار وأجهزة تتبع سرية تنقل تحركاتهم مع استمرار الحرب التي تقودها الولايات المتحدة عليهم.

وقال مسؤولون بالمخابرات إن أغلب الوثائق وعددها 113 وثيقة التي عثرت عليها أجهزة المخابرات وترجمتها وأتاحتها يرجع تاريخها للفترة من 2009 إلى 2011.

وتظهر الوثائق أن تنظيم القاعدة كان يبدو مصممًا على مواصلة الجهاد العالمي لكن الدوائر الداخلية لقيادته في باكستان وأفغانستان كانت تتعرض لضغوط على عدة جبهات.

وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن غارات بطائرات بدون طيار وعمليات مكافحة إرهاب أخرى استنزفت القيادة الأصلية للقاعدة وتوجت بقتل بن لادن في غارة نفذتها قوات أمريكية يوم 2 مايو 2011.

وفي السنوات التالية، بدا التنظيم صامدًا من أفغانستان إلى شمال أفريقيا ونما منافسه تنظيم داعش، وفي إحدى الوثائق أصدر بن لادن توجيهات لأعضاء في التنظيم يحتجزون رهينة أفغانيا بالتحسب لاحتمال وجود جهاز تتبع مرفق مع مبلغ الفدية.

وقال بن لادن في خطاب لأحد مساعديه عرف باسم الشيخ محمود: «من المهم أن تتخلص من الحقيبة التي تسلم فيها الأموال لاحتمال أن تكون تحمل شريحة تعقب».

وفي إشارة فيما يبدو لطائرات أمريكية مسلحة بدون طيار تحلق في السماء، لفت بن لادن إلى أنه «يتعين على مفاوضيه عدم مغادرة منزلهم المستأجر في مدينة بيشاور الباكستانية إلا في يوم غائم».

ولا تحمل هذه الوثيقة تاريخًا لكن الرهينة الدبلوماسي الأفغاني عبدالخالق فراحي كان محتجزًا من سبتمبر 2008 إلى أواخر 2010.

ويقول مسؤولون بالمخابرات الأمريكية صرح لهم بمناقشة المواد قبل نشرها إن وثيقة أخرى تظهر أن تنظيم القاعدة أعدم أربعة من المتطوعين المحتملين للاشتباه في أنهم يتجسسون عليه لكنهم اكتشفوا أنهم أبرياء على الأرجح.

وورد في الرسالة غير المؤرخة وغير الموقعة: «لم أقل ذلك لتبرير ما حدث... نحن في معركة مخابرات والبشر بشر ولا أحد معصوم من الخطأ».

وفي 11 مايو عام 2010، حث بن لادن في خطاب للرجل الثاني في التنظيم في ذلك الوقت عطية عبدالرحمن على توخي الحذر في ترتيب لقاء مع أحمد زيدان الصحفي بقناة الجزيرة الإخبارية، مؤكدًا على أن الولايات المتحدة ربما تتعقب تحركاته من خلال أجهزة مزروعة في معداته أو عن طريق الأقمار الصناعية.

وكتب يقول: «يجب أن تأخذ في الاعتبار احتمال -أيا كانت ضآلته- أن الصحفيين يمكن أن يكونوا تحت مراقبة لا يمكننا ولا يمكنهم إدراكها سواء على الأرض أو عبر الأقمار الصناعية».

وأظهرت الوثائق أنه حتى بعد تعرض تنظيم القاعدة لضغوط متزايدة كان بن لادن ومساعدوه يخططون لحملة إعلامية في الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن فوضعوا استراتيجية دبلوماسية وأدلوا بآراء عن التغير المناخي والانهيار المالي في الولايات المتحدة.

وفي خطاب غير مؤرخ موجه للشعب الأمريكي، وبخ زعيم التنظيم أوباما لفشله في إنهاء الحرب في أفغانستان وتنبأ بدقة بفشل خطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي 28 إبريل عام 2011 قبل أربعة أيام من مقتله كان بن لادن يحرر رسالة كتبها عن ثورات الربيع العربي.

وحث قادة التنظيم كذلك على شن المزيد من الهجمات على الولايات المتحدة.

وجاء في رسالة كتبها بن لادن فيما يبدو لناصر الوحيشي زعيم فرع التنظيم في اليمن: «نحتاج لتوسيع نطاق عملياتنا وتطويرها في أمريكا وألا نقصرها على تفجير الطائرات».

وقال أحد المسؤولين البارزين بالمخابرات، طلب عدم نشر اسمه، إن بن لادن كان مازال يفكر في خطط كبيرة نوعا ما ومازال يحاول استعادة انتصاره في 11 سبتمبر، مضيفًا: «لكنه كان غير مدرك للقدرات الفعلية لتنظيمه».

وكشفت الوثائق الضغوط المتعلقة بإدارة الشبكات الخارجية للتنظيم ومنها تحديد القيادات القادرة وإيجاد موارد لتمويل العمليات في الخارج.

وأقر أحد مساعديه الذي وقع مذكرة مؤرخة في عام 2009 بعبارة «حبيبك عطية» بمشكلات تتعلق باستبدال قائد لعمليات خارجية قائلاً إن بعض أفضل المرشحين ماتوا.

وكتب يقول: «هناك أخوة ربما يكون أحدهم مناسبًا في المستقبل ولكن ليس الآن».

وعادت المخاوف من أجهزة تعقب تطفو على السطح مرارًا في كتابات التنظيم، فكتب بن لادن معبرًا عن قلقه من زيارة زوجته لطبيب أسنان أثناء تواجدها في إيران خوفًا من أن يكون قد زرع شريحة تعقب في حشو أحد ضروسها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية