x

محمد أمين رسالة عبدالناصر! محمد أمين الأحد 28-02-2016 21:38


لا يُعقل ولا يصحُّ أن يكون الرد على توفيق عكاشة بالحذاء.. ولا يُعقل ولا يصحُّ أن يقول النائب كمال أحمد إنه يحمل رسالة من الزعيم جمال عبدالناصر للخائن والعميل.. كيف يتصرف كمال أحمد بهذه الطريقة؟.. من فوّضه للرد على عكاشة؟.. هل أخذ تفويضاً من الشعب؟.. لا عكاشة مفوض من الشعب بلقاء السفير الإسرائيلى، ولا كمال أحمد مفوض بالعقوبة.. الرد الطبيعى بالقانون والدستور.. أو الفوضى!

ما فعله كمال أحمد إهانة للمجلس.. قولاً واحداً.. فليس منوطاً به أن يُحاسب أحداً، وليس منوطاً به أن يُعاقب أحداً، فما بالك أن يضربه بالجزمة؟.. كيف كان يتصرف كمال أحمد لو كان رئيساً للمجلس؟.. هل كان يأمر الحرس بتعليقه على باب البرلمان؟.. هل اللائحة فيها نصٌّ يعاقب النائب على استقباله للسفراء؟.. هل القانون يعاقب المواطنين على مقابلة سفير إسرائيل تحديداً؟.. الإجابة: لأ.. العرف العام فقط!

من الذى يقول هذا خائن وهذا عميل؟.. لا كمال أحمد، ولا كل الناصريين، ولا رافضو التطبيع، وأنا منهم.. من يملك هذا الاتهام سلطة الاتهام.. من يقول هذا أجهزة الدولة فقط.. ولو كان عكاشة خائناً أو جاسوساً أو عميلاً ما طلعت عليه الشمس.. فماذا يفعل الناصريون، إذا حضر سفيرنا فى تل أبيب إلى المجلس لإلقاء بيان؟.. هل يقذفونه بالأحذية؟.. مع أنه لا يلتقى السفير فقط، وإنما يلتقى نتنياهو «نفسه»!

لا أتصور أن الرسالة التى بعث بها «عبدالناصر» هى الضرب بالحذاء.. ولا أتصور أن يكون مكان الواقعة مجلس النواب.. من يضمن ألا يردها توفيق عكاشة بأى شكل؟.. كيف نجعل قاعة البرلمان ساحة للتراشق بالأحذية؟.. كيف يظهر من يعرض حذاء كمال أحمد فى المزاد العلنى؟.. لماذا نزيط فى الزيطة، ثم ننسحب كل مرة؟.. من أعطاكم صكوك الوطنية؟.. هل كانت الأجهزة بمعزل عن «لقاء السفير»؟!

لا أؤيد «عكاشة» فى أمور كثيرة، ومنها هذا اللقاء أيضاً.. ولكن لا أقبل ضربه بالحذاء أبداً.. ربما غضب الناصريون بسبب اتهامه للزعيم بتدمير مصر، وتركها مهزومة مكسورة.. هذا رأى موجود فى الشارع السياسى.. أنصار السادات يعتقدون هذا.. فهل يجرؤ كمال أحمد أن يتعامل بالطريقة نفسها معهم؟.. هل كان يجرؤ أن يفعلها مع مرتضى منصور مثلاً، مع أنه يمارس «التطبيع الكروى»؟.. الإجابة: لا يجرؤ!

القانون هو الحل وليس الأحذية.. الأحذية والشباشب لها مكان آخر.. كان أولى بنواب الشعب تقديم نموذج راقٍ للتصرف مع نائب رأوا أنه «انحرف».. أقول «رأوا» وليس يعنى هذا أنه «منحرف».. كنا نريد أن نرى تصويتاً بخصوص عكاشة.. للأسف باااظت الحكاية.. ربما لا تقف عند هذا الحد.. فمن يدرى ألا يأتى واحد من أنصار عكاشة ويضرب كمال أحمد بالحذاء؟.. فهل نشهد معركة أخرى بالأحذية؟!

باختصار، قد يستحق توفيق عكاشة محاكمة شعبية، لكنه لا يمكن أن يُحاكم محاكمة قانونية.. القانون لا يمنعه.. عندنا معاهدة سلام مشتركة.. بعضنا لا يقبلها بالمرة.. وبعضنا الآخر يقبلها ويحترمها.. المحاكمة القضائية تحدث فى حالة واحدة فقط، عندما يسقط فى بئر الخيانة.. هنا فقط نحاكمه، ولا نضربه بالجزمة إطلاقاً!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية