x

محمد أمين فى كوكب اليابان! محمد أمين السبت 27-02-2016 21:05


عندما ترى هذه السطور النور يكون الرئيس السيسى فى اليابان.. مؤكد أنه يذهب إلى هناك لا لكى نقرأ العبارة المزمنة «دعم العلاقات الثنائية بين البلدين».. فهناك أسباب كثيرة، ربما تكون اقتصادية فى المقام الأول.. ومن الجائز أيضاً أن نستفيد من تجربتهم فى التعليم والنظافة.. ويقال إنه فى كوكب اليابان يصنعون التماثيل لعمال النظافة وليس للوزراء والكبراء.. ولهذا تم إعلاء قيمة النظافة هناك!

وفى اليابان نظام تعليم جيد، وقد تستفيد مصر من التجربة اليابانية.. صحيح أن «مصر محمد على» كانت سباقة وتعلمت اليابان منها، لكن جاء الدور علينا بعد قرنين من الزمان لنسترد شيئاً قدمناه هناك.. فالتعليم مسألة حياة أو موت.. ولا تقل عن الأمن والاقتصاد.. وأظن أن الرئيس مهموم بأشياء كثيرة.. من ضمنها التعليم والنظافة أيضاً، وأعتقد أنه يستثمر سفرياته وجولاته بأقصى ما يستطيع!

والرئيس السيسى، كما عرفناه، يتصرف كمستثمر.. يستغل كل اجتماع فى عمل مفيد، ويستغل كل دقيقة فى إضافة شىء.. ويتدخل فى التفاصيل لتضييق الخناق على المفسدين والفاسدين على السواء.. ليس ذلك فحسب، ولكنه أيضاً يطالب الوزراء بمعرفة التفاصيل، حتى لا تكون هناك ثغرة ينفذ منها الفساد.. وبالتالى فلا أشك أن سفرياته مُنتجة، وليست للراحة والاستجمام والمشتريات، كما كان يحدث!

فى كوكب اليابان لا توجد موارد عندهم مثلنا.. ومساحة اليابان ثلث مساحة مصر تقريباً، كما أن عددهم يزيد عنا، ولا يشكُون من تضخم عدد السكان.. فلا يوجد فى اليابان نهر النيل مثلاً، ولا البحار ولا البحيرات ولا ثلث آثار العالم.. إذن هناك شىء مختلف.. التنمية البشرية ومشاركة الكل فى المسؤولية.. وهو أمر تحتاجه مصر، حيث ينبغى توسيع قاعدة المشاركة، واستقدام أبناء مصر المهاجرين لتنمية الوطن!

وينبغى النظر إلى السكان باعتبارهم ثروة قومية وليس عبئاً.. هم ليسوا عبئاً فى الصين ولا الهند ولا اليابان.. يمكن أن يشاركوا فى قفزة اقتصادية كبرى.. لو كنا نريد، ولو وفرنا المناخ، ولو استخدمنا الموارد بإدارة رشيدة.. وفى هذا السياق هناك أفكار عرض منها الرئيس أشياء فى رؤية مصر 2030.. يعنى أن هناك جدّية رئاسية فى الاستفادة بطاقات الشباب.. ربما بدأنا المشوار، لكن الاستمرار أهم!

لا ينسى «السيسى» فى أى لقاء مع نظرائه أن يدعو المستثمرين للاستثمار فى مصر.. وهو يركز الآن على محور قناة السويس.. وأنا معه أن هذا المحور يمكن أن يكون قاطرة التنمية فى مصر.. وسيفعل ذلك مع مستثمرى اليابان وكوريا الجنوبية.. سننتظر خيراً كثيراً.. هذه النوعية من المستثمرين لا تعرف اللف والدوران، فاليابانيون ينتحرون إذا فشلوا.. معناه أن النجاح سيعود علينا عندما نعمل معاً!

تجربة اليابان مهمة جداً بالنسبة لمصر.. اليابان تعافت بعد تدميرها وضربها بالقنابل النووية.. ومصر عاشت ظروفاً أقل نسبياً فى خطورتها.. صحيح أنها دخلت حروباً، ومرت بثورتين، إلا أن مصر تستطيع.. على الأقل عندها مقومات نجاح ليست عند اليابان، ولم تُضرب بالقنبلة الذرية، وعندها رئيس وطنى لا ينام!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية