نواصل في هذه الحلقة استعراض الأفكار العامة والملامح فى الأوراق الإصلاحية التى تم تقديمها لقيادات الجماعة عام ١٩٨٦ بهدف تطوير أساليب الأداء والعمل داخل الجماعة، وفى هذه الحلقة نستعرض تصور الإصلاحيين القدامى لأزمة التنظيم إدارياً ومطالبهم المتكررة بالقضاء على آفة القيادة الأبوية، وتحتم علينا الموضوعية والأمانة أن نقول إن هناك تغييراً وحراكاً محدوداً حدث داخل الجماعة من ناحية تطبيق نظام الاختيار كشكل بدائى للغاية من أشكال الانتخابات،
لكن مازالت إشكالية إعداد لائحة معتبرة للجماعة قائمة رغم أن اللجنة التى تعكف على إعدادها بدأت عامها السادس منذ عدة أشهر، وعلى الرغم من التداعيات الكبيرة التى حدثت فى انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة وما صاحبها من طعن قانونى قدمه الدكتور إبراهيم الزعفرانى، عضو مجلس شورى الجماعة، القيادى البارز،
إلا أن ورقة الإطار الحاكم التى تم تسريبها منذ فترة وجيزة والتى تستطلع رأى المستويات الوسيطة فى الجماعة فى إعداد اللائحة توضح أن تطوير الجماعة إدارياً ولائحياً أمر صعب للغاية فى ظل وجود من يتصور أن فى التغيير والتطوير خطراً وتهديداً على الجماعة.
نقرأ فى الأوراق القديمة هذه الأبيات:
وأنا أبحث فى كل الدروب فارس عملاق أين ..؟
أسمر الجبهة صخرى الإرادة مارد يخطر كالحلم الأبى
يعرف الله ويغنى فى العشيرة ويرد الصاع صاعين
لكل الغادرين ابحثوا عنه فى كل الدروب.. هو موجود
وعنتر فارس يهزأ من ليل الغناء هو للخلد رفيق
لم يكن هذا الشعر مجرد حديث، بل هو انعكاس لفكرة وآمال فى أعماقنا كامنة وضعتها وكرستها حكايات الأم لطفلها، وأحاديث الشباب وأسمارهم عن هذا الفارس البطل الذى يعترى صهوة جواده ويحل بقوته الخارقة وقدراته اللامحدودة كل المشكلات، وهكذا ظهر من ظهر هؤلاء العناترة وبقى بداخلنا آخرون ننتظرهم حتى يجلس الشيعة فى انتظار الإمام الغائب، وفى ظننا أن هذا المخزون التراثى والعاطفى جعلنا أكثر قبولاً بفكرة المستبد العادل الذى يجمع السلطات فى يديه ويقيم العدل بين الناس.
مبدئياً نحن مستعدون لانتظار الإمام الغائب.
مبدئياً نحن مستعدون لقيادة متشخصنة حول فارس ذى قوى خارقة مستبدة تجمع كل السلطات بين يديها وتقوم بكل الأعباء تخطيطاً وتقريراً، وكان المفروض أن تطرح الحركة الإسلامية بوصفها تفهم الأمر على غير ذلك مفهوماً مختلفاً للقيادة، يقوم على أنها المؤتمرة على قرارات القاعدة والمنفذة لما تشير به مؤسساتها الشورية، فالقيادة إدارية تنظيمية فى المقام الأول.
تضخم دور وحجم القيادة بصورة غير معقولة حتى أصبحت تقريباً المؤسسة الوحيدة الفاعلة القادرة على الحركة بحرية ودون قيود أو ضوابط، ناهيك عن عدم وجود لوائح تنظم العلاقات بينها وبين القاعدة، وبين أفراد القاعدة أنفسهم، وأصبح الركب المنكوب لا يستطيع السير خطوة واحدة دونها، وكما يقول الأستاذ سعيد حوى فى كتابه «جند الله تخطيطاً»: «لقد رأيت أناساً يضعون قواعد تنظيمية ولا يخبرون أهل التنظيم بها، ولقد رأيت أناساً يتفقون على قواعد تنظيمية ولا يحترمونها بل يخرقونها، ولقد رأيت أناساً تقذف بهم المؤسسات إلى مراكز القيادة فإذا وصلوا إليها عطلوا المؤسسات والأنظمة وأخذوا يتلاعبون بها».
وفى تصورنا أن مثل هذا الدور الفدائى المقدس قامت به قيادة الإخوان الحالية بعد خروجها من السجن فقد انتدبت مجموعة من الإخوان نفسها لمهمة القيادة ومارستها بشكل بطولى وعطلت كل المؤسسات المنتمية التى كانت قائمة قبل المحنة واحتكرت قيادة التنظيم حتى الآن، وقامت من جديد بصياغة التنظيم وإعادة بنائه، وإذا كان التنظيم الحالى يدين لهؤلاء بفضل وجوده إلا أن هذه العملية قد استحدثت إشكاليتين:
الإشكالية الأولى: هى شرعية وجود هذه القيادة فهى ليست منتخبة ثم إنها قامت بإعادة صياغة القاعدة وفق مفهومها وفكرها واستبعدت من خالفها وحتى لو قامت هذه القيادة بعمل انتخابات فلا أتصور أن تنتخب هذه القاعدة التى أعدت على عينها غير هذه القيادة.
الإشكالية الثانية: هى أن هذه التجربة تعطى مبرراً لأى نزعة استبدادية ليست لها شرعية شورية أن تسعى لكى تكتسب شرعية وجود عن طريق عملية غير شورية.
عموماً فنظام التربية والخطاب الإعلامى عملية غير شورية داخل الحركة نفسها، يدعو لهذا الدور المتضخم للقيادة وطيفها الفروسى، وإذا راجعت الكتابات التى تطرقت إلى العلاقة داخل التنظيم تجدها تؤكد هذا الدور وتحشد القاعدة حشداً للسمع والطاعة واتباع القيادة، ومثال على ذلك، كما أسلفنا مسبقاً، كتاب الأستاذ مصطفى مشهور «بين الجندية والقيادة» فنجده مثلاً يفرد حوالى ٢٠ نقطة للحديث عن أخلاق وصفات للمسؤولين والقادة ليس من بينها، على كثرتها، الكفاءة الشخصية والعلمية والبنية الفكرية وملكة القيادة والحضور الذهنى والعقلى، ثم يتحدث فى ١٤ نقطة عن طبيعة العمل ومجالاته وكلها نقاط موجهة للقيادة وليس فيها خطاب واحد للقاعدة، ثم يتحدث فى ٢٧ نقطة عن ملاحظات تتصل بحسن سير العمل وكلها تحض على ممارسة الدور الفوقى الوصى على القاعدة وليس فيها ذكر للقاعدة إطلاقاً فمثلاً يقول:
(١) أن تحرص القيادة على أن يسود جو الانضباط والمحاسبة على الأخطاء لعدم ظهور روح التسيب واللامبالاة.
(٢) على القيادة أن تحمى الصفوف من العناصر الغريبة ومن حملات التشكيك التى يقوم بها الأعداء.
(وصاية فكرية تهمل دور المنعة الذاتية والقدرة على اختيار الأصح).
يحشد الكاتب ٨٢ نقطة للحضور المكثف للقيادة ويقابله تهميش كمى ونوعى للقاعدة فى الخطاب الموجه لها أو الخاص بها فى شكل ٢١ نقطة، كلها تقوم بعملية حشد نفسى أخلاقى ودينى لتكريس السمع والطاعة والتسليم للقيادة والتحذير من الشك فيها دون التطرق لأى حق من حقوق القاعدة.
وقد عبر الأستاذ «عمر التلمسانى» عن هذه العلاقة بقوله: كنت والأستاذ البنا كالميت بين يدى مغسله، وبغض النظر عن فترة الأستاذ البنا ومقومات شخصيته الفذة العبقرية فإن الحاصل الآن رغم أن القيادات الحالية لا تملك تلك الناحية التى تميز فيها البنا من قوة روحية خلقية وعبقرية وتنظيمية إلا إن نظرة القاعدة للقيادة لم تخرج عن هذا المفهوم الذى يصبح حاجزاً ضخماً فى عملية النقد والمراجعة والتصحيح يصعب تخطيه.
وبهذا المفهوم تتكامل صورة القيادة داخل التنظيم، فالقاعدة تنظر للقائد على أنه أب وشيخ وهم أبناؤه ومريدوه والقيادة تنظر للقاعدة على أنهم جيش يحتاج لقيادة أو جسد يحتاج لرأس وهى الرأس الوصى على هذا الجسد الذى يسوسه لما فيه المصلحة.
وحول إشكالية التصعيد داخل التنظيم ترصد الورقة بعض ملامح هذا الأمر فى النقاط التالية:
(١) انطلاقا من مبدأ الحفاظ على أصالة الدعوة فإن القيادة لها صلاحيات واسعة فى التعامل مع أى صوت معارض أو رأى مخالف عن التركيبة الهلامية الصوفية التى تصبغ التنظيم، وأى خروج من هذه التركيبة أو ما يسمى عجينة التنظيم ربما أودى وأطاح بأى فرد منها كائن من كان مكانه، وصلاحيات الفصل منصوص عليها فى القانون الأساسى وصلاحيات التوقيف أوسع وأوسع عبر التهميش والإهمال والتطفيش، والقيادة والتنظيم عامة يقوم بشكل لا شعورى بعملية تذويب وتهذيب منظمة لكل من شذ عن عجينة الإخوان، اعتمادا على قاعدة تقول بعدم القبول بوجود مدارس وتيارات فكرية داخل الجماعة.
(٢) عدم وجود مؤسسات عدلية تحكيمية يسهل الوصول إليها وعدم وجود لوائح منظمة لعمل مثل هذه المؤسسات.
(٣) لاتزال القيادة فى مستوياتها تحبذ التدخل لاختيار المسؤولين حفاظاً على أصالة التأسيس.
التنظيم يمارس عملية تذويب وصهر لمدخلاته لا تسمح بوجود من يشذ ويتميز عن هذه العجينة أو هذه القوالب التى تخرج لنا، أى أن عملية القولبة والنسخ التى يقوم بها التنظيم، لا تسمح بوجود القدرات المبدعة والمبتكرة، وعلى هذا فمعيار التفاضل داخل التنظيم هو القدرة على التنفيذ وليس القدرة على الابتكار والإبداع، فهذه قدرات غير مرغوبة وغير معترف بها، كما أن جو التنظيم غير المتفتح، الذى ينحصر وينكمش فيه العمل العلنى لا يساعد على بلورة الكفاءات وصناعتها وإظهارها، وفى تصورنا أن غياب الكفاءات والمواهب المتميزة داخل التنظيم له ثلاثة أسباب:
(١) عدم قدرة التنظيم على تكوين الكفاءات وإهمال الفكر على حساب العمل والتنفيذ.
(٢) عدم قدرة التنظيم على جذب الكفاءات.
(٣) عدم تصعيد الكفاءات لمستويات القيادة، باعتبارهم ثرثارين غير قادرين على التنفيذ.
ويستمر نزيف الكفاءات من داخل الحركة إلى خارجها.. نزيفاً مستمراً يحرم التنظيم من كنوز عقلية وفكرية، ويساعد على هذا مفاهيم غير واضحة، مؤداها أن الجماعة تنفى خبثها والبقاء للأصلح مع الحشد النفسى والتربوى ضد النقد والمراجعة ودعوات التصحيح، عن طريق قصر هذه العمليات على القنوات الشرعية وليس بشروطها الشرعية فقط، والتحذير المتكرر من التخلى عن أمانة الدعوة والاستجابة لدعوات المتشككين والمجروحين، وكأن القاعدة لا تملك عقلاً يميز بين الخبيث والطيب.
وتتناول الأوراق قضية أخرى، وهى: «تخلف الهيكل الإدارى واللائحة» فتقول: كأى تنظيم أو حزب، كانت للإخوان لائحة قانون أساسى تضع أساس الهيكل التنظيمى ووظائفه، وتم تعديل هذه اللائحة عام ١٩٨٢ بناء على طلب المرشد العام من مجلس الشورى المجتمع على اللائحة المؤقتة التى أقرها المرشد العام سنة ١٩٧٨، ولا توجد اختلافات جذرية بين اللائحة القديمة والمعدلة من ناحية الهيكل على الأقل، ولم تبذل محاولات جادة لإعادة هيكلة التنظيم وطرح وسائل جديدة للإدارة فيه، وكأن ما يزيد على خمسين عاماً بين اللائحتين ليس وقتاً كافياً لإعادة النظر فى الهيكل الذى يجمع سلطات كبيرة فى يد نخبة قليلة.
ورغم أن العالم كله يتجه إلى تفتيت القيادة، فإن القانون الأساسى يجمع هذه السلطات ويعطى سلطات واسعة للمرشد العام ومكتب الإرشاد، كما أن القانون الأساسى يخلو من وضع ضوابط محددة ومقيدة لسلطات المسؤول الكبير.. وأدى غياب محاولة عقد القيادة لمؤتمرات عامة إلى تجمد وثبات.
وتركت المهمة أو معظمها على عاتق الجيل المؤسس للحركة الذى عايش اللوائح القديمة وتكامل معها لتوريث هذه اللوائح على شكل خبرات وأساليب عمل غير مكتوبة، تشكل أسسا وقواعد تجرع تربوياً للأفراد، ولهذا السبب وأسباب أخرى فإن قيادات الإخوان فى لهاث دائم وجهد جهيد للمواءمة بين الأسس التنظيمية الموروثة وغير المكتوبة وبين الواقع الذى يقدم كل يوم وكل ساعة تحدياً جديداً غير مسبوق، دون التفكير فى وضع إطارات جديدة للعمل ولوائح مكتوبة ومتفق عليها عبر مؤسسات شورية تنظم العلاقة داخل التنظيم، وكما كان التلفيق هو منهجنا فى التعامل مع المشكلة التربوية والفكرية كان الترقيع هو منهجنا فى التعامل مع المشكلة التنظيمية، وليس فى الإمكان إبداع مما كان.
وتنطلق الأوراق بعد ذلك لطرح التصور الإصلاحى المطلوب لحل هذه المعضلات فتقول: نريد أن نفهم ونطبق وننقل ونحذر، إننا نعيش مرحلة شديدة الحسم (مازال الكلام عن فترة ١٩٨٦) فى تاريخ دعوتنا وأمتنا على السواء، وفهم هذه المرحلة وتركيباتها والقوى التى تعمل فيها والتوازنات التى تسيرها والأسس التى تقوم عليها، هذا الفهم لازم بل نعتبره فقه المرحلة ويحتاج فهماً على بصيرة.
الإسلام أسلوب حياة متميز لا ينفصل عن الواقع ومتغيراته، والقضية التى تواجه العاملين للإسلام تكون دوماً البحث عن صيغة تحقيقه فى الواقع، وهذا يحتاج بجانب فقه الواقع والمرحلة إلى فقه الخطوط العريضة للإسلام، ويستلزم العمل للإسلام إحداث تغيير شامل فى النفس، والمجتمع، والواقع.. نغير فى التفكير أساليبه وقنواته وأولوياته، ونغير فى التطبيق: نمطه وآفاقه وأساليبه.
ولهذا التغيير سنن لابد أن نفقهها، وهى سنن التغيير ولابد أيضاً من فهم التاريخ الإسلامى بعمق يتجاوز العاطفة المتحيزة معه أو ضده، ففى التاريخ نجد كيف فهم أسلافنا النص وكيف طبقوه، وفى التاريخ نجد عوامل التجميع والتفسيخ وشكل المجتمع عندما يتعامل مع واقعه، ونجد زخماً هائلاً من التجارب، نحن فى أمس الحاجة إليه وهذا هو فقه تجارب الماضى.
لابد أن نفهم أن الظروف تقف غالباً فى وجه هذا الفهم الذى نعتبره أساسياً ولازماً، لذلك هذا الفهم يحتاج إلى جهد ذاتى ضخم وهمة عالية للبحث والتنقيب والاستيعاب، والفهم وأن نفهم أن هذا الفهم لن يولد بين يوم وليلة ولن ينتشر كذلك بسهولة.
لابد أن نفهم بعمق ونستحضر عدة ملاحظات منها دور المرأة المسلمة الريادى فى استخراج هذا الفهم، فنفسية الرجل غير نفسية المرأة، وهى ترى لذلك ما قد يغيب عنه ودورها فى تطبيقه فهى مصنع الرجال أو هكذا ينبغى أن تكون، والاستفادة بكل فهم قديم أو حديث، ولا نستطيع إطلاقاً تجاهل فهم الإمام الشهيد حسن البنا الذى نعتقد أن فيه الكثير جداً مما يفيدنا فيما نحن بصدده وما ظهر منه، هذا الآن ليس سوى قمة جبل الجليد.
ولابد أن نفهم أن كل واحد منا طاقة هائلة إذا أحسن استخدامه وكذلك يمكن أن يخطئ أخطاء بشعة ربما عندما ينفرد بالتفكير والقرار، والجماعية لا تعنى ذوبان الكل فى كيان واحد بقدر ما تعنى التفاهم والقدرة على العمل كفريق يستخدم الفروق الصحية بين أفراده لخدمة الفكرة.
ونريد أن نطبق ما نفهمه على أنفسنا، فالفكرة التى نفشل فى تطبيقها عملياً على أنفسنا ستكون فاشلة لدى غيرنا.. بل أعتقد أننا سنفشل فى توصيلها:
- لا يمكن أن ندعو لدور ريادى للمرأة، وزوجة كل منا ذات دور محدود وأحياناً متخلف.
- لا يمكن أن ندعو لحوار واسع ونحن لا نستطيع أن نطبق اختلاف الآراء ولا نستطيع الاستفادة منه.
- لا يمكن أن ندعو إلى الحكمة والخبرة والدراية والكفاءة ونحن غير ذلك.
- لا يمكن أن ندعو إلى النظام، وبيت كل منا ووقته وحياته فوضى.
- نريد أن نطبق ما نفهمه على أعمالنا داخل الحركة، فبعد أن نستوعب فكرة ما، علينا أن نطبقها ونوجد لها الحياة على أرض الواقع ولا يعنى هذا إطلاقاً الصدام بل النصح والتمسك بما نراه صواباً.
- نريد أن نطبق أشد المناهج حدة فى النقد مع التمسك بأعلى درجات الولاء والانضباط حتى نثبت لغيرنا أن ذلك ممكن وحتى نشجع غيرنا على تبنى ما نراه وحتى يستمر السير كما هو على الأقل، إن لم نستطيع نحن بفهمنا وحركتنا أن ندفعه إلى الأمام.
- نريد أن نطبق الإسلام بالصورة التى نطمع أن نراها فى حياة الناس. إننا نعتقد أن الإسلام نعمة الله الكبرى للناس، وينبغى أن نعيش بهذه النعمة سعداء، نتقدم من طور لآخر ونصعد سلم المثالية درجة درجة.
- الإسلام سعادة وأمل وحضارة، فلا يستقيم أن نكون محزونين محبطين متخلفين فى تطبيقنا الشخصى أولاً.
- نريد أن نخوض حرباً لا هوادة فيها ضد أنفسنا وكل مناحى التخلف ينبغى ألا نهادن الخطأ ولا نصبر عليه إلا ونحن نعمل على تغييره، وينبغى ألا نرضى لأنفسنا بالدنية والترخص، بل إن كنا ندعو لمنتهى الرفق مع الناس فإننا ندعو إلى منتهى الشدة مع النفس.
- نريد أن نبدأ من الآن فى إيجاد القنوات التى تخدم نمط تفكيرنا، ولو لم نستطع التعامل معها جميعاً اليوم، فلابد من جمعيات ومؤسسات، لابد من دراسات وكتابات، لابد أن ندخل فى كل عصب مؤثر.
- نريد شبكة اجتماعية واسعة جداً تحت شعار «لتعارفوا» وحوار كل من نستطيع محاورته ولو بصورة شخصية بعيداً عن الشكل الرسمى المقيد.
- لابد من اطلاع مستمر واحتكاك متواصل مع كل جهد فى هذا البلد مهما كانت اتجاههاته، ولابد من الدعم قدر الطاقة لكل ما يمكن أن يساعدنا على الوصول لأهدافنا أو يقدمنا خطوات للأمام على طريق أهدافنا.
- نريد أن ننقل هذه المفاهيم لكل الناس، كل حسب قدرته.
- تبقى نقطة غاية فى الأهمية وهى الإصغاء للنقد ممن هم خارج الحركة، خاصة أنه يكشف جانباً واحداً من الصورة متعددة الأجزاء والمعالم، والإصغاء للنقد ممن هم داخل الحركة فهو يكمل بقية الأجزاء.