في أوقات التشكك ينجذب الناس إلى من يشبههم ويرتاحون معهم ويعزلون أنفسهم لا إراديا عن كل ماهو مختلف عنهم!! فعندما تقل ثقتك بما تعتقد تكره الجدال حوله! وترتاح مع الموافقين ..وعندما تقل ثقتك في قدرتك على الإنجاز تكره الناجحين وتنضم إلى زمرة من هم أقل منك إنجازا وترتاح معهم وفى دوائرهم ..إنها حيل ودفاعات نفسية اسمها دوائر الراحة ..تعفينا من التعب ومن الجدل ومن المعافرة!! لهذا تجد تدين مغلق لا يجادل ولا يناقش!! وتجد مجتمعات إجتماعية متعجرفة تجد في عزلتها آلية للتعايش مع واقع تعجز عن تغييره ..في مصر أصبحنا مجموعات مغلقة على بعضها.ف السياسة، ف الرياضة، في الدين ....مرتاحين في عزلتنا عن بعضنا ..لا يزعجنا سوى تلك الأصوات التي تأتينا من خارج دوائرنا المريحة ..فنزجرهم وننعتهم بأسوء الصفات !
إليكم الخبر التالى ...لا شىء جيد يذكر سيحدث داخل دوائرنا المريحة! لا تغيير ولا تطور ولا غد أفضل ..لا نجاح ولا مكاسب سوى خارج دوائر الراحة ...فيا سكان الراحة انتبهوا !
إن ظللنا جالسين في دوائرنا المريحة نصنف ونعترض ونهين المختلفين عنا أو المعترضين على أدائنا ...دون أن نهب بعض الوقت للتفكير في معقولية انه ربما تكون دائرتى الآمنة أقل تأثيراً وربما يكون سكونى فيها جريمة في حق نفسى ووطنى ..التفكير في التجاوب مع المختلفين عنى ربما أستفيد منهم اكثر من راحتى بكونهم جميعا مخطئين !
أسأل نفسك سؤالا ...هل أقوم بنفس ماأقوم به منذ خمس سنوات؟ أقل؟ أكثر؟ هل أؤثر في مجموعة من الناس؟ من هم؟ وكيف أؤثر؟؟ هل أترك لدى الناس مشاعر سلبية غاضبة من نفسهم ومن احوالهم ؟
جيد أن تضع نفسك تحت منظار الحقيقة قليلا ..أنت وحدة قياس المجتمع ..أنت الوطن! شئت أم أبيت ..سواء رأيت نفسك بهذا الحجم أم استصغرت دورك لدرجة الإستهانة ...أنت وأنا والمختلفين معك ومعى ...نحن الوطن ..
دوائرنا والدوائر الأخرى أفكارنا والأفكار الأخرى ..نحن الوطن !
واللى مش عاجبه؟ اللى مش عاجبه لن نتركه يشرب من ماء البحر ..لن نعزله عنا، لن نرفضه ..لأنه وحدة قياس الوطن مثلى ومثلك تماماً ..دعونا نتخلص من روح العجرفة التي تمتلك معظمنا في أوقات النقد ..
اللى مش عاجبه فليعلن مالا يعجبه! ولماذا لا يعجبه وكيف يمكن أن يتغير ذلك ..
اللى مش عاجبه هو أقربنا للصواب لأنه حتما سيفكر في الخروج من دائرة الراحة وحتما سيصنع أمراً جديداً!! المهم ألا نلفظه ونحول -اللى مش عاجبه- إلى عدو نضيفه إلى أعبائنا ...
لو كنت في دوائر قريبة من متخذى القرار ..لأعددت قوائم من المقترحات الإيجابية لكل مسؤول مصدرها المعترضين و( اللى مش عاجبهم )! اللى مش عاجبهم كنز إستراتيجى يدفعنا جميعا للتحرك من أماكننا إلى أماكن أكثر رحابة وأكثر إتساعا لتحقيق الأحلام !
اللى مش عاجبه ...يغير ويشارك ويعمل وكفانا شربا من البحر !