صبح على المنتخب بودية محترمة
محمد الشرقاوي
الجمعة 26-02-2016 21:36
لا أريد أن أكون متشائماً، لكن حال المنتخب الوطنى لكرة القدم، «لا يسر عدو ولا حبيب»، اتحاد الكرة لا يستطيع توفير مباراة ودية «محترمة» لإعداد الفريق قبل مواجهتى نيجيريا فى التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا، وبعد فضيحة مباراة السنغال، جاء الدور على منتخب بوركينا فاسو، الذى يلاقى الفراعنة ودياً بقوام أغلبه من اللاعبين صغار السن تحت عشرين سنة، وهى استهانة كبيرة بمنتخب عريق هو المنتخب المصرى، لكنها ليست استهانة من الجانب البوركينى، إنما من اتحاد الكرة المصرى، الذى لا يقدر اسم مصر وعراقتها بين المنتخبات الأفريقية، ولا يقدر التاريخ الكبير الذى صنعه الفراعنة.
مسؤولو الجبلاية بقبولهم إقامة مباراة ودية مع صغار المنتخب البوركينى، أهانوا الكرة المصرية، وأهالوا التراب على تاريخها الكبير، تصريحات إيهاب لهيطة، مدير المنتخب، عضو مجلس إدارة الاتحاد، التى يؤكد فيها أن الجبلاية لم يجد إلا هذه المباراة، تحمل الكثير من الاستفزازات، لأنها تصريحات مكررة مع كل ودية ضعيفة يلعبها المنتخب، وكأن الارتباطات الرسمية للفريق غير معلومة، وتم تحديدها منذ فترة، والأدهى من كل هذا، أننا نجد اتحاد الكرة يدفع 7 آلاف دولار للضيوف الصغار حتى يحضرون إلى مصر للعب أمام منتخبنا «الكبير»، يعنى بندفع فلوس «كتير أو قليل مش مهم» علشان نلاعب شوية عيال صغيرين.
حتى الآن لم أر دور هانى أبوريدة، عضو المكتب التنفيذى للفيفا، بعدما صدعوا رؤوسنا عندما تولى مسؤولية الإشراف على المنتخب، بأن الوضع سيتغير، لكن ظل الحال على ما هو عليه من عشوائية، وكل ده عادى جداً، لأن الكابتن هانى مشغول بالترتيب للانتخابات المقبلة، وقائمته، ومحاولة التوفيق بين أحمد شوبير، وحازم الهوارى، على المناصب الكبرى، وكأنها تورتة يتم توزيعها.
صدقونى المنتخب بهذا الشكل لن يتأهل لنهائيات أمم أفريقيا، منتخب نيجيريا قوى، يضم جيشا من المحترفين فى كبرى الأندية الأوروبية، فى الوقت الذى لم يلعب فيه منتخبنا مباراة ودية قوية واحدة فى عهد هيكتور كوبر، المدير الفنى، حتى يعرف من يصلح للعب الدولى، ومن يمكن استبعاده.
المفروض أننا نحدد قوتنا من خلال المواجهات مع المنتخبات الكبيرة القوية، لكننا نكرر نفس سيناريو بوب برادلى، قبل مواجهة غانا، وبعده شوقى غريب، قبل مباراتى السنغال وتونس، وللأسف فى كل مرة يخرج مسؤولو الجبلاية، ليقولوا إنهم سيصححون الأوضاع لكننا فى النهاية نكتشف أن شيئاً لم يحدث،
المنتخب محتاج إعدادا قويا، الجماهير لن تتحمل صدمة رابعة بعدم التأهل لأمم أفريقيا، ارحمونا يا رجال الجبلاية، نظرة عطف للمنتخب، لو بتحبوا مصر صبحوا على المنتخب بمباراة ودية قوية.
