«رش الميه عداوة»، ولو وصلت عند ناس وهم يتناولون الطعام فهذا معناه أن «حماتك بتحبك»، إذا رأيت فراشة فهذا فأل حسن أما رؤية غراب فهو «نذير شؤم» وربما هى أحد الموروثات القليلة التى نعرف أصلها فالغراب يذكرنا بحكاية هابيل وقابيل، «دلق القهوة خير» ويقال إن خير كان رجلا بحمل هذا الاسم. مهما مرت السنوات وتقدمت العلوم تبقى المعتقدات الشعبية جزءا من موروثاتنا التى تسيطر على تفاصيل حياتنا اليومية. لو كسرت مرآة شؤم ٧ سنوات، المقص المفتوح يعنى خناقة والمكنسة وراء الباب توضع عشان الضيوف ما يطولوش.. وكل يوم نكتشف عادات لا نعرفها تمارس بشكل مستمر وتختلف من طبقة اجتماعية لأخرى.. من آخر ما اكتشفته ما قالته لى سيدة تعاوننى فى أعمال المنزل، المعتقدات المتعلقة بالمرأة بعد الولادة حكتها لى بسبب اقتراب موعد ولادة ابنتها.. سمت من تلد ولا يكون لديها لبن «بالمشاهرة» ولم أفهم معنى الكلمة وأن انقطاع اللبن يحدث
لو دخل عليها أحد عائدا من السوق «فتتكبس» يعنى يتوقف لبنها إذ يجب عليها هى أن تخرج له. ولو أتى رجل من عند الحلاق أيضا لا يدخل غرفة الوالدة، بل عليها هى أن تخرج.. ممنوع الدخول عليها بباذنجان. إذا ما ولدت المرأة قبل بدء الشهر العربى لا بد وأن تعقد خيطا فى يدها عليه سبع عقد تفكها مع بداية الشهر الجديد... بعد الأربعين يجب أن تصب المرأة وهى تستحم ٤٠ كوب ماء عليها ثم تأكل الفرخة أو الدجاجة من الموروث الشعبى اليومى للسيدة الوالدة والغريب أنهم يرددون ضرورة ملء الفراغ الذى تركه المولود بالفرخة!!!.. أما بالنسبة للمولود فَلَو أنه كان كثير البكاء فعلى الأم أن تشحت فلوس من ٧ اسمهم محمد «٧محمدات» وتذهب إلى الحداد كى يعطيها حديدة تضعها على سرة الطفل فتمنع الحزق والبكاء الشديد... ورقم ٧ أساسى فى الثقافة المصرية شهر العسل عند الناس الشعبية ٧ أيام وأول احتفال بالطفل يكون فى اليوم السابع ويسمى السبوع.. طبعا عادات السبوع معروفة، الأم تخطى ٧ مرات فوق الطفل وهى تضع السكينة عند أذن الطفل ومعلومة السكينة جديدة علىّ، وسألت عن السبب فلم أحصل على إجابة ولكن على ما يبدو هذا يجعل فى المستقبل التعامل مع الأسلحة أمرا طبيعيا!! ونرش السبع حبايات لاحظوا تكرار رقم 7.. وسرة الطفل وحدها حكاية إذ عندما تقع تضعها فى حجاب ومعها أى عملة فضة يتم الاحتفاظ بها وعندما يمشى حسب رغبة الأم إن كانت تريده متعلما ومثقفا ترمى السرة أمام مدرسة وإن أرادت له الغنى والمال ترمى السرة أمام محل للذهب.. يولد بعض الأطفال داخل ما يسمى بالبرنس.. يعتبرونه محظوظا ويحتفظون بالبرنس بل ويقومون بتحنيطه بالملح ويعتبرون أنه فأل خير أو قدم السعد. فى الدُخلة كما تسمى شعبيا وهو اسم منفر جدا، أى ليلة الزفاف يجب أن تحضٌر والدة العروس «حلة الاتفاق» ويكون هذا عادة عبارة عن سبع حمامات أو تسعا بخلاف البطة والوزة وكله طبعا طعام دسم من شأنه أن يجعل العروسين ينامان كالقتلى.. أما فى الصباحية كما تسمى، فيقدم الفطير والعسل.. وبعد انقضاء أسبوع تلتقى العائلتان فى منزل العروسة.
من المعتقدات الشعبية الخاصة بإداء العريس ليلة الزفاف هى أنه يجب عليه ارتداء ملابسه الداخلية بالمقلوب كى لا يُربط.. حكايات عديدة متكررة مرتبطة بالفأل الحسن أو السيئ.. أعترف لكم أننى لو ارتديت شيئا جديدا فيجب أن أقول «اللهم إنى أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له».. وإن حدث أمر سيّئ امتنع عن ارتداء هذه الثياب مرة أخرى.. يتشاءم البعض من القطط السوداء أو من المرور تحت سلم.. سيقول البعض لا تتطيروا تطير الجاهلية الأولى «معهم حق ولكن تبقى هذه الموروثات جزءا من كل المجتمعات.. ولكن تختلف النظرة إليها فالبومة رمز تفاؤل فى الغرب ورمز شؤم لنا.. ولا تتزوج العروس فى الغرب إلا بعد أن ترتدى شيئا قديما وشيئا اقترضته ولونا أزرق.. لا يجب طبعا أن نجعل هذه العادات تسيطر علينا ولكنها موروث جميل يعيش بيننا.. ويجب أن يقوم العلماء دوما بتوثيقه والبحث عن أسباب وجوده.. ولكل من يدخل مكانا لأول مرة لا أستطيع أن أمنع نفسى من أن أقول له: ادخل برجلك اليمين.. مع أنى لو فكرت لحظة لقلت: طب مالها الشمال؟ إيه الفرق؟ لست أدرى.. وإن سقط براز عصفور على أحد سأقول له: «حيجيلك لَبْس جديد»، ما العلاقة؟ لست أدرى.. مثل مثلا قناعة من تمسك بوكيه العروسة عندما ترميه أنها ستتزوج قريبا أو اقرصيها فى ركبتها تحصليها فى جمعتها.. اقتنعوا أو لا تقتنعوا واتركوا كل شيء لله والقدر.. وتعقدوا حياتكم فلا مانع من أمور تجعل للتفاصيل الحياتية اليومية نكهة.