x

ياسر أيوب ولن يعتذر أحد فى النهاية ياسر أيوب الجمعة 26-02-2016 21:09


يستضيف استاد برج العرب اليوم المباراة الكروية الودية التى تجمع بين منتخبنا القومى ومنتخب بوركينا فاسو الأول.. أو الأوليمبى.. أو منتخب شباب بوركينا فاسو.. فهناك بيننا من أكد أن منتخبنا لن يلعب اليوم أمام منتخب بوركينا الحقيقى بكل نجومه الكبار والمحترفين.. إنما سنواجه منتخبا أوليمبيا أو شبابيا.. وفى المقابل أكد مسؤولو اتحاد كرة القدم أنهم اتفقوا على إقامة هذه المباراة مع مسؤولى اتحاد بوركينا فاسو مباشرة دون أى وسطاء أو وكلاء..

وبالتالى لا مجال هناك لأى تلاعب أو خداع، وأن المنتخب البوركينى سيلعب فى بلادنا بكل نجومه ولاعبيه الكبار.. ودام هذا الجدل طيلة الأيام القليلة الماضية.. ولم يعد أمامنا إلا انتظار بدء مباراة اليوم بالفعل حتى نعرف الحقيقة أو نراها فى برج العرب.. مجرد معرفة أو رؤية لن تؤدى إلى أى شىء أو تغيير حقيقى.. فلو ثبت أن بوركينا لعبت أمامنا بالفعل بشبابها وليس نجومها ومحترفيها، لن يعتذر كل من أكدوا أنهم تعاقدوا على مباراة تلعبها بوركينا بمنتخبها الأول.

ولو ثبت أن بوركينا أرسلت بالفعل منتخبها الأول لن يعتذر الذين بقوا حتى اليوم الأخير يؤكدون أننا سنواجه شباب بوركينا وصغارها وليس نجومها. وبدلا من الاعتذار سيبقى كل فريق يفتش عن أسباب وتفاسير وحكايات وأدلة حقيقية أو ملفقة تؤكد انتصاره على الفريق الآخر. ستنتهى المباراة وسيبقى الجدل قائما دون أى غاية وهدف إلا دوام الخلاف والكلام والاستعراض.. فهكذا أصبحنا نتعامل بهذا المنهج فى كل قضايانا سواء كانت قضايا الوطن والمصير والمستقبل أو حتى مباراة ودية لكرة القدم. ففى كل حكاية أيا كان نوعها وحجمها أو كانت طبيعتها وخطورتها.. نبدأ الكلام ثم الصراخ ثم الجدل ثم السخرية ثم الشتائم.. ليس بقصد البحث عن الحقيقة أو المصلحة العامة.. إنما هى حالة عشق جماعى لهذا الجدل الذى أبدا لا يحسم أى شىء أو ينتهى معه أى خلاف. فلم ولن نحسم على سبيل المثال حكاية ودعوة التبرع اليومى لمصر.. أو قضية وقضبان ازدراء الأديان وحرية الرأى..

وهل كان يناير ثورة أم مؤامرة.. وهل كانت قناة السويس الجديدة ضرورة أم رفاهية.. فلم تعد الحقيقة تعنينا أو الوطن والواقع والمستقبل إنما يعنينا فقط أن ننتصر نحن ويخسر الآخرون.. حتى كرة القدم أيضا لم تشهد حسما لأى قضية.. سواء فضيحة المراهنات الخاصة بالمباريات الودية قبل سنوات لمنتخب مصر التى بقيت حتى الآن دون أى حسم بالبراءة أو الإدانة.. ولا نزال نجهل من هو المذنب الحقيقى فى فضيحة مباراتنا الوهمية مع السنغال فى الإمارات العام الماضى.. ولو تبين أن هناك خللا وتلاعبا أو خطأ وإهمالا فى الاتفاق بشأن مباراة بوركينا فاسو.. لن يحدث أى شىء ولن يجرى أى تحقيق أو محاكمة ومساءلة.. فنحن أصبحنا نعشق النهايات المفتوحة لكل أفلام حياتنا لتبقى كل الاحتمالات ممكنة ويبقى الجميع مرشحين لأدوار البطولة والخيانة فى نفس الوقت، وتبقى خلافاتنا قائمة وتناقضاتنا دائمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية