x

ياسر أيوب الأمير والشيخ ورومانسية العرب ياسر أيوب الأربعاء 24-02-2016 21:34


يختار أهل كرة القدم فى العالم كله صباح الغد فى مدينة زيورخ رئيسا جديدا للفيفا خلفا لجوزيف بلاتر المتهم بالرشوة والفساد.. ينتهى غدا سباق خافت الصوت قليل الصخب والأضواء خاضه خمسة مرشحين..

السويسرى جان إينفانتينو، سكرتير عام الاتحاد الأوروبى، والفرنسى جيروم شامبينى، السكرتير العام المساعد للفيفا سابقا، ومن جنوب أفريقيا رجل الأعمال توكيو سيكسوايل.. واثنان من العرب هما الشيخ البحرينى سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم.. والأمير الأردنى على بن الحسين، نائب رئيس الفيفا سابقا.. الإعلام الأوروبى يتوقع فوز إينفانتينو، بينما يتوقع الإعلام الأفريقى، ومعه الإعلام العربى، فوز الشيخ سلمان.. ولا يهتم الكثيرون بشامبينى، ولا يتوقع أى أحد فوز الجنوب أفريقى توكيو.. أما الأمير الأردنى، على بن الحسين، فهو الذى أود التوقف أمامه الآن بعيدا عن أى فوز لا أتوقعه أو خسارة لا أتمناها..

فالأمير على يبقى هو صاحب الدراما الحقيقية بين الخمسة مرشحين لرئاسة الفيفا غداً.. هو الرومانسى الذى تخيل أن النوايا الطيبة ليست دائما الطريق الأقرب إلى جهنم، وإنما يمكن أن تكون أحيانا الطريق الأقرب لرئاسة الفيفا.. واضطر الأمير على لدفع ثمن باهظ ولايزال سيدفع بقية الأقساط لأنه تخيل أو توهم أن الشياطين كلهم غادروا الفيفا مع بلاتر.. ولم يدرك الأمير، ربما حتى هذه اللحظة، أن بلاتر لم ولن يكون هو الشيطان الأكبر أو الأستاذ الأكبر فى مدسة فساد كرة القدم العالمية.. وكان الأمير هو الذى خاض الانتخابات الأخيرة للفيفا منافساً لبلاتر..

وتخيل الأمير أن أوروبا كلها، بقيادة ميشيل بلاتينى، تقف معه وتسانده احتراما لنزاهته وأخلاقه ومثاليته وبراءته.. ثم اكتشف لاحقا أنه كان مجرد أداة استخدمها بلاتينى انتظارا لسقوط بلاتر لينفرد بعرش كرة القدم.. وكاد بلاتينى ينجح لولا أن بلاتر تقمص فجأة شخصية شمشون، فقرر أن يهدم المعبد فوق الجميع أو أصبح ساحرا أخرج من أكمامه الأرنب الذى أكل بلاتينى وأبعده عن الفيفا وكرة القدم كلها مهانا ومتهما بالرشوة والفساد هو الآخر.. وعاد الأمير يتخيل مرة أخرى أن الظروف كلها تساعده وتطيح بكل منافسيه.. لكنه اكتشف مؤخرا الوجه الحقيقى لأوروبا.. فلم تعد تساند أميرا عربيا، وإنما استعادت وجهها الحقيقى لتتكتل من جديد وراء صاحب بشرة أوروبية تريده رئيسا وكبيرا للكرة العالمية..

وفى مقابل ذلك قررت أفريقيا الوقوف وراء البحرينى الشيخ سلمان.. ليس لأن الهوى الأفريقى أصبح عربيا فجأة..

فالأفارقة فى الانتخابات الماضية كانوا هم أول من خدع وباع وأهان الأمير العربى على بن الحسين، بل وكان معهم بعض العرب أيضا.. وإنما لأن بلاتر ورجاله يريدون الشيخ سلمان رئيسا للفيفا أو هكذا يقال فى أروقة أوروبا.. وتم تكليف رئيس الاتحاد الأفريقى، عيسى حياتو، بتلك المهمة المقدسة وإتمام هذه الصفقة.. وأتمنى، رغم ذلك كله، أن ينجح الشيخ أو ينجح الأمير ويصل أحدهما لرئاسة الفيفا.. فأنا لست أقل رومانسية وسذاجة وبراءة من أى أمير أو شيخ أو أى مواطن عربى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية