تعتزم الكنيسة الإنجيلية إصدار ميثاق شرف بين الكنائس والأزهر، يقضى بمنع الإساءة إلى الآخر، أو التراشق بين الأديان أو بين المذاهب فى الدين الواحد. وأوضح الدكتور القس صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية، أن الميثاق سيتضمن ما سماه «بروتوكولات للتعاون المثمر»، فضلا عن إيضاح للخطوط الحمراء التى يجب ألا يتعداها أحد، مهما كان موقعه وحجمه، منوها بأنه «فى حالة تجاوز هذه الخطوط سيتم عقاب المتجاوز بشدة». وقال البياضى: «أتفق مع البابا شنودة الثالث على رفضنا الهجوم غير المبرر الذى حدث مؤخرا خلال مؤتمر العقيدة بالفيوم من الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، سواء على الطائفة الإنجيلية أو على إخوتنا المسلمين».
وأشار إلى أن لقاءه البابا الأسبوع الماضى كان من أجل مناقشة كيفية «الحفاظ على الوطن، ونسيان ما حدث من احتقان طائفى وضمان عدم تكراره»، لافتا إلى أن «ما قيل قد قيل، ولا يمكن رد الكلمة إلى الفم بعد نطقها، ولكننا نتحدث حاليا عن المستقبل وكيف لا يتكرر فيه ما حدث مؤخرا».
وقال إن «الميثاق سيشدد على أن تهديد السلم العام فى البلد خط أحمر، ولا يجب الاقتراب منه، من أجل خلافات عقائدية موجودة بين أصحاب الدين الواحد».
فى سياق متصل، أعربت السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان، عن انزعاجها «البالغ» بسبب السجال الذى يدور حاليا بين بعض الشخصيات المسلمة والقبطية. وقالت الوزيرة، فى بيان أصدرته اليوم الأحد، إنها تشعر "كمواطنة مصرية أولاً، مؤمنة بوحدة نسيج هذا الشعب وبعنصريه المسلم والمسيحى، بأن ما يجرى حاليا من جدل قد يسىء إلى المصالح العليا للوطن، خاصة ما تبعه من مداخلات بوسائل الإعلام المختلفة".
وأضافت أنه من واجبها أن تناشد جميع الأطراف، خاصة وسائل الإعلام، الامتناع عن الخوض فى عقائد الآخر «بالتفسير، أو التحليل، أو التعليق، أو التشكيك»، منوهة بأن «عقيدة كل منا هى من الأمور شديدة الخصوصية، ولن يقبل أى منا التعرض لها بأى شكل»، مضيفة أن المناقشات والحوارات بين الأديان ليس محلها وسائل الإعلام، و«سيؤدى ذلك إلى زرع بذور الكراهية والفتنة، وشق صفوف الوحدة الوطنية، وهو ما لا يصب فى جانب مصلحة مصر».