نحن نعلم تماما أن الحكومة أدرى بمصلحة محدود الدخل، وأنها حرة فيه تفرده وتثنيه وتسلقه وتشويه.. كما نصدق رئيس الوزراء عندما صرح مؤخرا بأن الفقراء في «عينيهم» رغم أن جميع الدلائل تشير إلى أنهم في «حتة تانية خالص»!.. هذا رغم أن هذه الجملة تحديدا سبق أن سمعناها من كل رئيس وزراء من أيام مبارك، فاكر إنت يا حمادة؟.. كانوا أيضا يضعونك في عينيهم والعياذ بالله!.. لكن كل هذا الحب والحنان لا يمنعنا من أن نتساءل: إذا كان البترول انخفض بشكل غير مسبوق، فلماذا إذن ترفع الحكومة سعر البنزين والكهرباء؟.. أليس المفروض يرخصوا؟.. وإذا كان الزعم بأنهم بيلبسوا طاقية هذا لذاك وبالتالى فهم بدأوا يخفضون الدعم ليدعموا الخدمات، فأين هي تلك الخدمات؟.. ألم تزل حوادث القطارات مستمرة بما يفيد أنه لا صيانة تتم؟.. نفس الأمر لرفع سعر تذكرة المترو والقطارات، هل يرفعونها بأمارة الحالة المتردية التي وصلت لها عربات المترو والمزلقانات؟.. ينسحب نفس المنطق على رفع تذاكر أوتوبيس النقل العام، فهل هذا بأمارة تصريح رئيس هيئة الطرق بأن الحكومة تترك الطرق مكسرة لتقليل الحوادث؟.. خلاص يا سيدى، اتركوا الطرق على تكسيرها لكن اتركوا أيضا التذاكر على أسعارها!.. ده حتى المياه سترتفع أسعارها رغم أن تلوثها في ازدياد.. أتارى يا حمادة إن الميكروبات مش ببلاش، فكلما زادت الميكروبات لابد أن يزيد سعر المياه أم أنك هتحمرق؟!.. وإذا كان الدولار يسجل ارتفاعًا تاريخيًا في السوق السوداء وتخطى حاجز الجنيهات التسعة، فلماذا الاحتفاظ بالمجموعة الاقتصادية الموجودة والتى يثبت فشلها تكرارا؟.. لست أدرى بأى وجه يتعشم رئيس الوزراء في تجديد الثقه في الوقت الذي فشل فيه في تقديم أي حل جذرى للمشاكل المتجذرة القديمة مثل غلاء الأسعار، بل إنه أتحفنا بمشاكل جديدة مثل العجز الذي بدأنا نعانيه في سلع تموينية استراتيجية مثل زيت الطعام.. يبدو يا حمادة أنه ظن أنه استطاع يبلفك ويأكل عقلك بالوجبات التي وزعوها في المجمعات، أصله عارفك من يومك غاوى ديليفرى!.. هناك فرق كبير بين أن نتقبل فكرة الوجبات كمسكنات مؤقتة وبين أن نرى برنامجا حكوميا يعتمد على تلك الفكرة العرجاء كحل رئيسى لمشكلة غلاء الأسعار، كده يبقى إحنا نستند على حيطة مايلة، وهكذا تكون خيبة الأمل راكبة تاكسى!..وخلى بالك بقى يا حمادة أن برنامج الحكومة يتفنن في التشطيب على جيبك وتحويلك من مواطن غلبان إلى أشلاء مواطن، لكنه في نفس الوقت لا يقر أي ضرائب تصاعدية ولم يقترب من أصحاب المليارات إلا بالتحسيس والطبطبة والتصالح والتغاضى عن التهرب الضريبى الذي طبقا لتصريح حديث من رئيس مصلحة الضرائب بلغ 100 مليار جنيه عن العام المالى 2014-2015!!.. شريف إسماعيل فشل حتى في تفعيل أي اتفاقية من اتفاقيات المؤتمر الاقتصادى الذي انعقد في مارس الماضى، بل على العكس لقد تسببت البيروقراطية الغبية في تطفيش عدد كبير من عتاة المستثمرين، بينما طارق عامر بمنتهى الاستغفال لنا ولمصادرنا انطلق ينفى «بما يخالف الحقيقة» هروب المستثمرين!.. بل إنه عندما انسحبت شركة جنرال موتورز من السوق المصرى طلع يعايرها بما كسبته من أموال من مصر، ويقولها يا سودة يا كودة يا مرات العسكرى!.. لكن كله كوم وما يحدث في الداخلية كوم تانى، ولست أدرى بأى جرأة يطالب رئيس الوزراء بالتجديد لحكومته بينما كان المفروض أن يستقيل بعد أن بلغت حوادث أمناء الشرطة أشدها في عهده!.. ده احنا لم نستفيق من مقتل سائق الدرب الأحمر إلا وفوجئنا بعدها بيومين بثلاث حوادث مماثلة في المنوفية والخصوص ومستشفى طنطا!!... المدهش أن الحكومة لم تتوقف أمام ظاهرة اشتغال أفراد وضباط الشرطة للبزنس بما يخالف القانون!.. لا يوجد ميكروباص بسائق متهور ولا توك توك يقوده طفل إلا وتجد أن مالك العربة هو أحد أفراد شرطة، وبالتالى صار السائق المتهور أو«المحشش» حماية طبيعية لا يجوز الاقتراب منه!.. أين بقى رئيس الوزراء من كل هذا؟!.. إنه بطىء ولا يتحرك إلا بعد أن يتحرك الرئيس.. إنه حتى لم يلتق بالمحافظين إلا مرتين فقط خلال فترة السبعة أشهر التي تولاها.. لقد فشل شريف إسماعيل في كل شىء وفى أبسط الأشياء، وإذا به بقدرة قادر الآن يحاول إيهامنا بأن برنامجه هيجيب الديب من ذيله!.. هل إلى هذا الحد يراك مغفلا يا حمادة؟.. والنبى ترد عليه كما قال محمود شكوكو: يا حبيبى أنا مش عبيط، أنا اللى جيت شكلى كده!.