ذكرت صحيفة «ليبراسيون» المغربية أن «مصر شكلت عبر تاريخها قلعة للوسطية وقبول الآخر، وكان الأزهر الشريف بها المرجعية العالمية لقيم التعايش والاعتدال»، منوهة بمبادرات وجهود الأزهر في التصدي لثقافة التطرف ونشر الفكر الوسطي من خلال إنشاء مرصد باللغات الأجنبية لرصد ما يكتب عن الإسلام على شبكة المعلومات الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات العالمية والدوريات العلمية وإصدارات مراكز البحوث المهتمة بالشأن الإسلامي، والرد عليها بالأدلة والأسانيد الشرعية والعقلية، وطرحه وثيقة للنقاش على نحو 30 مثقفا وعالما مصريا، لعرض رؤاهم ومقترحاتهم حول آليات وضوابط تجديد الفكر والخطاب الديني.
وأشادت الصحيفة، في مقال نشرته لرئيس المكتب الإعلامي بالرباط، محمد فتوح مصطفى، بالتعاون المصري- المغربي في هذا المجال، والذي شهد طفرة في الفترة الاخيرة، من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية، منها: برتوكول تعاون بين وزارتي الأوقاف بالبلدين بالقاهرة في سبتمبر 2014، برتوكول آخر بين «الرابطة المحمدية للعلماء» و«مكتبة الإسكندرية» في ديسمبر 2015، بجانب تكثيف الزيارات المتبادلة، وتشكيل فريق علمي مصري لجمع تراث المالكية في المملكة وباقي دول المغرب العربي وتحقيقه ودراسته للاستفادة منه في مصر وخارجها.
ودعت الصحيفة إلى تفعيل التعاون المصري- المغربي في هذا المجال عبر إصدار دليل علمي مشترك، بمختلف اللغات، يدحض المفهوم المغلوط لفكرة الخلافة عند الجماعات الإرهابية والمتشددة، على أن ترتكز على نقض المقولات الخاطئة حول تلك الفكرة وتوضيح مخالفتها لصحيح الدين الإسلامي ومقاصده السامية، متضمنا الأحكام الفقهية حولها وما طرأ على المجتمع من تحولات، والتنسيق في الرد على ما ينشر من اراء متشددة أو خاطئة عن الاسلام، من خلال مرصد اعلامي مشترك، يستكمل ما بدأه الازهر الشريف في هذا المجال، وتنسيق خطط واستراتيجيات تطوير المناهج التعليمية وتدريب الدعاة، والاستفادة من التجربة المتميزة للمغرب في هذا المجال، والتي تعد مصدر إشادة وتقدير دولي كبيرين، ووضع استراتيجية مشتركة لإطار العمل الاجتماعي والثقافي، تؤكد التعددية وقبول الآخر من خلال إحياء حركة وبناء منهج اسلامي يتوافق مع ما طرأ على المجتمع من تحولات، وضعا في الاعتبار الاهتمام بتوصيل الرسالة من خلال مختلف وسائل الاعلام، وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت الصحيفة أن المواجهة مع ثقافة التطرف باتت حربا ذات فضاء الكتروني تتركز في منابر ومنصات الاعلام الجديد أو مواقع التواصل الاجتماعي؛ وانتقلت الاستراتيجية الاعلامية للتنظيمات المتطرفة؛ والأشدها راديكالية؛ من مرحلة التواصل المباشر عبر منابر المساجد والمنشورات والمجلات والانشطة الاجتماعية ذات الطابع الخيري؛ والذي صبغ عملها في مراحل سابقة؛ إلى تطوير قدراتها لتضم عناصر تتمتع بمهارات تقنية مكنتها من توظيف اهم مواقع التواصل الاجتماعي؛ خاصة فيسبوك وتويتر ويوتيوب؛ في بث برامج وفيديوهات تروج لافكارها واهدافها بتقنيات عالية؛ وبلغات متعددة؛ ومن خلالها استطاعت استقطاب مئات الشباب عبر العالم؛ واستفادت من كل تطور تقني واعلامي حتى من الالعاب الالكترونية لترويج افكارها؛ وابتكار طرق تقنية لاعادة فتح حساباتها المغلقة؛ والتي تقدرها بعض المصادر بنحو 10 الاف حساب شهريا.