x

سليمان الحكيم الدولة.. غياب أم غيبوبة؟! سليمان الحكيم السبت 20-02-2016 21:42


لا السجاجيد الحمراء، ولا الطلقات الواحدة والعشرون. ولا قوافل الدراجات البخارية. ولا كل الاحتفالات الإمبراطورية أو غيرها من مظاهر التفخيم والتشريف يمكن أن تقنعنا بوجود دولة راسخة عندنا. فالدولة الراسخة بحق هي التي لا تجفل أو تخضع أمام عصابة مسلحة من أمناء الشرطة تقوم باحتلال الأقسام واحتجاز رؤسائهم كرهائن لحين الرضوخ لمطالبهم كما حدث في الشرقية ودار السلام وغيرها. الدولة الراسخة بحق لا تعجز عن مواجهة حفنة من أمناء الشرطة انتهكوا القانون ومارسوا أعمال البلطجة في مستشفى المطرية. الدولة الراسخة بحق لا تطبق قانون التظاهر على البعض وتستثنى البعض. والدولة الراسخة بحق لا يخدعها مجرد طالب أزهرى أو وزير ائتمنته على أوقاف المسلمين ودينهم. الدولة الراسخة بحق لا تتراخى هكذا في مواجهة إثيوبيا وهى تهدد حياة شعبها في الصميم. الدولة الراسخة بحق تقود ولا تنقاد لغيرها في حروب خارجية. الدولة الراسخة بحق لا ترتعش في مواجهة الفاسدين من مافيا الأراضى أو المتاجرين بأقوات الشعب.

كيف تكون دولتنا راسخة كما يحاول هؤلاء أن يظهروها لنا وهى عاجزة عن تأمين مباراة بين فريقين. بل بدت عاجزة حتى عن تأمين إحدى محطات المترو. وكيف تكون دولة راسخة وهى عاجزة عن توفير زجاجة زيت لأكثر من شهرين في منافذ صرف المواد التموينية للفقراء. بينما لا تبخل عن الصرف ببذخ في مظاهر احتفالية لتوهمنا بوجودها الراسخ على الأرض.

لا يمكن لدولة أن تكون راسخة وهى تقف عرجاء على قدم واحدة يمثلها الرئيس والجيش. دون وجود حقيقى لمؤسسات أخرى. الإعلام يستبيح الأعراض والدولة غائبة. واللصوص يستبيحون الأراضى والدولة غائبة. والجهلة يستبيحون الدين والدولة غائبة. والشرطة تستبيح الكرامة والدولة غائبة. والفاسدون يستبيحون المال العام والدولة غائبة. لقد خرجنا حشودا تزأر في 30 يونيو لاسترداد الدولة والوطن معا. فعدنا بالوطن وفشلنا في استرداد الدولة فهى لاتزال تئن تحت نير سالبيها من الفاسدين في كل مجال. فالأراضى سليبة والإعلام سليب والفنون سليبة. والقوانين سليبة حتى الدين أصبح سليبا. كل مؤسسات الدولة باتت سليبة في قبضة من يملك المال أو النفوذ. أصبح التراخى عنوان أدائها. والتخبط سمة لحركتها. وغياب الرؤية وافتقاد المنهج. يتجلى ذلك بوضوح في تصريحات كبار مسؤوليها التي تنطوى على الخداع والمراوغة فضلا عما تثيره من فكاهة مرة!!

يوما بعد يوم تتزايد مساحة الشعور بالقلق والإحساس بعدم الرضا في أوساط الجماهير لا أقول بسبب غياب الدولة بل غيبوبتها. التي أوقعتها في التراخى مواجهة لغاصبيها ممن يحاولون السعى لإقامة دولة موازية عمادها المال والسلطة.. حذار ففقدان الدولة يا سادة مقدمة مطلوبة لفقدان الوطن!

■ ■ ■

يهتم المؤرخون بالأحداث ويهتم الصحفيون بأبطالها. فإذا وجدت من يهتم بالاثنين معا فأنت الآن أمام شريف عارف. الذي اشتق لنفسه طريقة جديدة في الكتابة الوثائقية. طريقة اسمها «تاريخ التاريخ»!

لقد أكد شريف عارف ذلك في الحلقات التي نشرتها «المصرى اليوم» حول حريق القاهرة. تحية للزميل الشاب لدأبه على تأكيد موهبته حدثا بعد حدث.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية