تُعلن فى السابعة مساء السبت، بتوقيت برلين، جوائز الدورة 66 من مهرجان ألمانيا الكبير، حيث تم عرض 18 فيلماً فى مسابقة الأفلام الطويلة، و25 فيلماً فى مسابقة الأفلام القصيرة، ويتم تخصيص جائزة لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول فى كل أقسام المهرجان داخل وخارج المسابقات، وعددها هذا العام 18 فيلماً.
لاتزال هناك أفلام سوف تُعرض بعد موعد كتابة هذه الرسالة، وقد يكون منها ما يستحق الفوز، ولذلك فحديثنا عن أغلب أفلام المسابقة، وليس كل أفلامها.
لايزال الفيلم الإيطالى التسجيلى «نار فى البحر»، إخراج جيان فرانكو روزى، فى المقدمة للفوز بالدب الذهبى (انظر رسالة المهرجان فى «المصرى اليوم» عدد الثلاثاء الماضى)، ولكن هناك فيلماً آخر ينافسه بقوة، وهو الفيلم البريطانى «عبقرية»، إخراج ميشيل جرانداجى، رغم أنه أول فيلم طويل لمخرجه. جاء الفيلم تحفة كلاسيكية وإعلان مولد أستاذ حقيقى، وهو حفيد فنى للمعلم الكبير دافيد لين.
وُلد جرانداجى عام 1962، وأتى إلى السينما من عالم المسرح، حيث يعتبر من أهم مخرجى المسرح فى لندن ونيويورك، ومن عالم الأوبرا، وأحدثها إخراج «دون جيوفانى» فى متروبوليتان نيويورك. وها هو يثرى السينما كما أثرى المسرح والأوبرا.
تدور أحداث الفيلم فى نيويورك عام 1929 عن العلاقة بين ماكس بيركينز، المحرر الأدبى لدار نشر «سكربينر وأولاده»، والروائى توماس وولف، والمعروف أن هذه الدار تميزت بنشر أعمال كبار الأدباء مثل فيتزجيرالد وهيمنجواى. وعنوان الفيلم مستمد من عنوان سيرة بيركينز التى كتبها «أ. سكوت بيرج» بعنوان «ماكس بيركينز: محرر العباقرة»، والتى كتب عنها جون لوجان السيناريو.
يذهب جرانداجى بعيداً فى التعبير عن التشابك بين الإبداع والواقع الاجتماعى والحياة الخاصة، وبين الأديب والمحرر الأدبى، ويثير التأمل حول كنه الموهبة، وماهية الفن. ويذهب عميقاً فى التعبير عن الالتباس بين الحب والغيرة، والنجاح والفشل، والعلاقات الإنسانية المركبة. ويطول الحديث عن هذا الفيلم الذى سيكون على الأرجح من أفلام الأوسكار عام 2017. وليس هناك منافس لكل من كولين فيرث فى دور ماكس، وجود لاو فى دور توماس للفوز بجائزة أحسن ممثل فى برلين اليوم، لأيهما أو كليهما.
أما جائزة أحسن ممثلة فتتنافس عليها إيما تومبسون فى الفيلم الألمانى «وحيداً فى برلين»، إخراج فنسنت بيريز، وهو أفضل الأفلام الألمانية الثلاثة التى عُرضت فى المسابقة، وإيزابيل هوبير فى الفيلم الفرنسى «أشياء قادمة»، إخراج ميا هانسن- لاف، وهو أحسن الأفلام الفرنسية الثلاثة، وكريستين دونست فى الفيلم الأمريكى «خاص بمنتصف الليل»، إخراج جيف نيكولز، وترينى درهولم فى الفيلم السويدى «الحياة الجماعية» إخراج توماس فينتربيرج.
«ذيب» فى كل القارات
من أهم الأخبار التى أُعلنت فى سوق الفيلم الأوروبية التى تقام أثناء مهرجان برلين، والتى بدأت أوروبياً وأصبحت دولية، وإن احتفظت باسمها الأصلى، خبر بيع حقوق الفيلم الأردنى «ذيب»، إخراج ناجى أبونوار، إلى أسواق الولايات المتحدة والبرازيل وأستراليا ونيوزيلندا والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا وبريطانيا والنرويج وبلجيكا وهولندا.
وبالطبع، فإن هذه المبيعات التى أعلنت عنها شركة «فورتيسيمو» التى تُوزع الفيلم فى العالم، جاءت بعد أن رُشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبى الشهر الماضى. وجدير بالذكر أن جوائز الأوسكار هى الجوائز الوحيدة التى تنعكس على السوق بقوة، سواء عند إعلان الترشيحات أم إعلان الفائزين.
«الدوحة» تواصل النجاح
صناديق الخليج لدعم مشروعات الأفلام فى أبوظبى ودبى والدوحة أصبحت حاضرة فى المهرجانات الدولية بالأفلام التى دعمتها، ولكن بينما يدعم صندوقا الإمارات المشروعات العربية، يدعم صندوق الدوحة المشروعات من كل دول العالم.
لم يعلن صندوقا الإمارات عن أفلامهما فى برلين فى نشرات المهرجان، ولكن مؤسسة الدوحة للفيلم التى تأسست عام 2010 أعلنت عن ستة أفلام تُعرض فى مسابقتين وقسمى «البانوراما» و«الملتقى»، كما أعلنت المؤسسة عن ورشة عمل لمناقشة 23 فيلماً طويلاً و11 فيلماً قصيراً فى مراحل مختلفة من الإنتاج تنعقد من 4 إلى 9 مارس المقبل، ويشترك فى مناقشة هذه المشروعات خمسة من كبار السينمائيين فى العالم، وهم الروسى ألكسندر سوكوروف، والأمريكى جيمس شاموس، والتركى نورى بلجى سيلان، واليابانية ناعومى كواسى، وفنان السينما التسجيلية الأمريكى جوشوا أوبنهايمر، والمرشح للفوز بجائزة أوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل هذا العام عن فيلمه «نظرة الصمت».