x

ياسر أيوب هيكل وصالح سليم ودروس الحياة ياسر أيوب الخميس 18-02-2016 21:33


فى جنازة صالح سليم.. قال لى محمد حسنين هيكل إن الناس لا تريد أن تعرف حكايات وأسراراً عن صالح سليم لكنها تريد أن تعرف وتفهم لماذا وكيف أصبح صالح سليم هو صالح سليم.. وأظن أن ما قاله هيكل قبل أربعة عشر عاما لايزال اليوم صالحا للاستخدام.. ويحتاج الناس أن يعرفوا لماذا أصبح هيكل هو هيكل.. بكل قامته وقيمته ونجاحاته وأفكاره وكتاباته.. وهى مهمة أثق أن كثيرين سيقومون بها وفاء والتزاما للأستاذ.. لكننى أود الآن التوقف أمام صالح سليم ومحمد حسنين هيكل معا.. فالنجمان الكبيران ربطت بينهما صداقة عمر وود وتقدير واحترام وكنت كلما التقيت بهيكل حتى رحيله يحكى لى عن صالح سليم.. ولم يكن النجاح الكبير لأى منهما هو دافع وراعى هذه الصداقة الطويلة الرائعة.. فلا صالح كان من القراء الدائمين لهيكل ولم تكن لهيكل أى علاقة بكرة القدم حتى يدرك قيمة ومكانة صالح سليم.. لكن بقى كل منهما شديد الاحترام لمشوار الآخر، وكيف أقام إمبراطوريته الشخصية وأسس مكانته يوما وراء يوم.. وبإمكان أى أحد أن يقف الآن هادئا ويتأمل مشوار هيكل وصالح سليم.. وكيف دام هذا المشوار حتى نهايته حافلا بالنجاحات والانتصار على كل الظروف والحواجز والأسوار.. كيف بنى هيكل أو صالح هذه الإمبراطورية بيديه ونفسه وحرصه واحترامه لنفسه واحترام الكثيرين له.. فليس صحيحا أن صداقة جمال عبدالناصر أو رئاسة تحرير الأهرام هى التى صنعت وأسست وحافظت على إمبراطورية هيكل.. فلا صداقة الرؤساء أو رئاسة التحرير تصنع كل هذا المجد والبريق.. ليس صحيحا أيضا أن رئاسة النادى الأهلى أو اللعب له قبل رئاسته كانت مفاتيح وأسس إمبراطورية صالح سليم.. فكثيرون لعبوا للأهلى أو شاركوا فى إدارته ولم يكونوا مثل صالح سليم.. وأنا لاأزال أشكر الصديق الراقى والمحترم إبراهيم المعلم الذى أتاح لى فرصة أن أكون شاهداً على اللقاء الذى جمع بين هيكل وصالح سليم فى بيت هيكل بعد طول غياب وفراق.. وحكى هيكل عن صالح واحترامه له وإعجابه به.. وحكى صالح أيضا عن اعتزازه بهيكل ونجاحاته ومكانته.. لحظتها لم أملك لا الصبر ولا الصمت.. فقاطعتهما متسائلاً إذا كانت العلاقة بين الرجلين قديمة وحميمة بهذا الشكل.. فلماذا وافق هيكل وهو رئيس تحرير الأهرام أن يبدأ الأستاذ الراحل والرائع نجيب المستكاوى حملة قاسية لإجبار صالح على اعتزال اللعب.. فضحك الاثنان وقال لى هيكل إنه كان يحترم المستكاوى وحريته وحقه فى أن يدير القسم الرياضى بالأهرام وفق ما يراه ويعتقده ولم يكن يتدخل أبدا فيما يكتبه حتى ضد أصدقائه.. أما صالح سليم فقال لى إنه رفض إقحام صداقته لهيكل فى خلاف بينه وبين المستكاوى الذى كان أيضا صديقا عزيزا.. قال الاثنان يومها كلاما كثيرا وحكايات أخرى استمعت إليها وعرفت منها بعض أسباب وتفاسير نجاح هيكل، وأيضا نجاح صالح.. ورحل الاثنان الكبيران وبقيت لنا دروسهما وأسرار وأسباب نجاح واحترام كل منهما.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية