x

خالد البرماوي 5 مبادرات إعلامية بتقولك فيه أمل خالد البرماوي الأربعاء 17-02-2016 21:38


عزيزي المتضرر من حال الإعلام المصري، أولًا: آسف، صريحة، ومباشرة، دون لف أو دوران.
ورغم أنني لست المسؤول، ولكني بشكل أو بآخر، مشارك في صنع أو بقاء هذه المأساة الإعلامية التي نعيشها، وندفع ثمنها جميعًا.

ولكن صدقني، كلنا كذلك يا عزيزي مسؤولون، ليس بنفس الطريقة، ولا بنفس النسبة، طبعًا، ولكننا جميعا جزء من المشكلة، وأيضًا جزء من الحل، على الأقل من يحاول ذلك، هو كذلك.

هو كذلك بعيدا عمن يستطيعون التغيير الحقيقي، لو أرادوا، ولكنهم «يتشطرون» فقط على من يجتهد للجمع بين المهنية والجماهيرية، فتراهم يسنون رماحهم، ويستأسدون، ويحمرون أعينهم على برنامج مثل «ممكن»، للزميل خيري رمضان، بحجة عجيبة، لا تقدم مبررا مهنيا، أو خطأ جنائيا وقع فيه فريق العمل، اللهم إلا عرض وجه نظر- مع اختلافنا معها- حتي مقدم البرنامج اعترض، واعتذر في نفس السياق.

يحدث هذا في الوقت الذي يترك فيه المجال مفتوحا لمن يملأون الفضائيات لكلكة، ليلا ونهارًا، ويسيئون لنا ولعلاقتنا بالعالم، ويعرضون الخزعبلات والأكاذيب، ويستبيحون الأعراض، وينتهكون الخصوصيات، ويحرضون على العنف والكراهية، والقتل الجماعي خارج مظلة القانون؛ هؤلاء ترك لهم الحبل على غارب، دون محاسبة، أو حتى تذمر!

******

المهم يا عزيزي، دعك من كل هذا، ودعنا كذلك نصدق الحكمة التي تقول «إنه لولا الشروخ ما دخل النور حياتنا»، وإليك خمسة مبادرات إعلامية تقول إن هناك أملا، يحاول بنشاط أن يتسلل بين الشروخ، رغم عتمة الأجواء، وسوء وعشوائية إدارة الأوضاع، هذه الآمال تحتاج فقط منا أن نصدقها ونشجعها قدر الإمكان.

قبل عامين بالتمام والكمال، اجتمع مجموعة من الحالمين بإعلام مثالي، من شباب الجامعات والمدارس، نعم سمعت صح، مدارس، بل إن أحدهم عمره 9 سنوات فقط.

يجمعهم الرغبة في أن يكونوا جزءاً من مشهد إعلامي أفضل في المستقبل، هؤلاء الشباب الصغار في سنهم، الكبار في أحلامهم، كونوا مجموعة تعرف باسم«ميديا توبيا»، وبدأت جهودهم، بمعسكرات تدريب، وورش عمل، وندوات ولقاءات مع من يتوسمون فيهم المهنية والاحترافية.

هذه المجموعة الواعدة احتفلت قبل أيام بذكرى تأسيسها، بدعم وإشراف من والدهم الروحي، الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، وهو ليس وحده، فهناك الكثير من الشخصيات الإعلامية التي رحبت بالفكرة وساعدتها، مثل الأستاذ حمدي قنديل، الذي شارك الاحتفال بكلمات خالدة مشجعة، وشاركهم أيضا الزملاء من المصري اليوم، الذين ساهموا في جزء كبير من تدريبهم، وغيرهم الكثير من الإعلاميين الشرفاء.

هل اكتفوا بذلك؟ طبعا لأ، بقولك شباب، فأطلقوا موقعا ناشئا، اسمه Mediatopia.co، صحيح لسه تجريبي، لكنه خطوة على الطريق، تقول لسه فيه أمل.

******

حقيقة يجب أن نعترف بها، رغبا في إصلاحها، وهي أن الكثير من الزملاء من شباب الصحفيين، لديهم مشكلة عويصة مع اللغة العربية، لذا لم يجد الزميل حسام مصطفي إبراهيم، العاشق للغة العربية، مفرا من أن يطلق مبادرة «اكتب صح» والتي بدأت بجهد فردي، ثم انضم لها الكثير من الزملاء المتطوعين، وهي تعمل بشكل مجاني من خلال صفحة على فيس بوك، والآن من خلال موقع إليكترونيektebsa7.com.

الجميل في ما يقدمه حسام، أنه يجمع بين الحس الكوميدي، والمعرفة العميقة، ولكن المبسطة باللغة العربية، فتراه يطلق مبادرات كثيرا هنا وهناك، ومسابقات وألغاز لجعل التعرف على قواعد اللغة محببة، هذا غير استخدام الفيديو والإنفوجرافيك للتيسير، علاوة على باب يومي، يرصد أشهر أخطاء الصحف والمواقع المصرية، رغبة في التصويب وليس التشهير.. هذه أيضا مبادرة واعدة تحتاج كل دعم وتأييد.

******

بعيدًا عن القاهرة، هناك مجموعة من الشباب السكندري المحب للإعلام، قرروا أن يكونوا جزءاً من الحل، فبدأوا بجهود تطوعية، لتأسيس «منتدى الإسكندرية الإعلامي» غير الهادف للربح، ليكون مكاناً مفتوحا يتحدث فيه الجميع عن مشكلات المهنة وتحدياتها ومستقبلها، يجمعون فيه إعلاميين مهتمين من كل مكان، أغلبهم من الإسكندرية طبعًا، ولكن الكثير منهم من كل أنحاء مصر، ومن الخارج أيضًا.

بعد شهرين ينظمون الدورة الرابعة لمنتداهم «المحندق» في إمكاناته، ولكن العظيم في تأثيره للمجتمع السكندري، هؤلاء الشباب يسعون بما يملكون من أفكار وروح المبادرة وحماس وعزيمة الشباب أن يخلقوا لأنفسهم طاقة نور، تقودهم لمستقبل إعلامي أفضل في الإسكندرية، زادهم وسندهم الوحيد أنه فيه أمل.

******

جزء كبير من مشكلات صناعة الصحافة المصرية، أنها لما تنوع روافدها، ولم تهتم كثيرا بالصحافة الإقليمية، ولا بصحافة الخدمات، أو بالصحافة الشعبية، لهذا اعتبرت تجربة مطبوعة «منطقتي.. وسط البلد» الأسبوعية، فريدة ورائدة، وأيضا جريئة، فمن الذي يفكر في إصدار مطبوعة متخصصة، تغطي أخبار وفعاليات منطقة مساحتها لا تتجاوز 3 كيلو متر مربع!

الفكرة جاءت للزميل المبدع طارق عطية وفريق عمله، قبل ثلاث سنوات، وبدأت تتطور وتنمو وسط ألف مشكلة، أبسطها مشكلات مادية.. الآن، وبعد ثلاثة سنوات، أصبحنا أمام مطبوعة ناجحة مكتملة الأركان، لديها أخبارها الحصرية، وأجندة فعاليات متكاملة لمنطقة وسط البلد، وأيضا حوارات وتقارير وتحقيقات تحذر من المخاطر الكثير التي تهدد صورة مصر.

مؤخرا انتقلت «منطقتي» لملعب جديد، أوسع بكثير، بعد أن تعاقدت معها «المصري اليوم» لتضمينها في عدد الجمعة، لتصل لشريحة أكبر بكثير، بهدف تقديم نموذج إيجابي، للون جديد تفتقده الصحافة المصرية، أملا في أن ينتشر ويستمر ويتوغل.

******

في بلد تعيش ثقافة يوم بيوم، يمكننا أن نصف من يفكروا لأبعد من عام بالمتفائلين، ولكن من يفكر لأكثر من أربعة أعوام.. الحالمين ربما يكون الوصف الأقرب.

ولكن ما المشكلة في الحلم، بالعكس، وسط الكوابيس يتعاظم دور الأحلام.. لذا اجتمع مجموعة من الإعلاميين، لتطوير رؤية ذاتية تطوعية لواقع الإعلام المصري في عام 2020، كيف سيكون من ناحية التشريعات والقوانين، وأنظمة الملكية، وآليات الرقابة الذاتية، والمعايير المهنية وسبل التطوير والتدريب، حقوق وواجبات الصحفي، علاقته بالمجتمع والدولة، مستقبل الصناعة نفسها، نماذج الربحية الجديدة لضمان الاستمرار والاستقلالية، إلخ

العشرات من الأفكار تدور في تلك العقول الآن، بمبادرة كريمة من النادي الإعلامي المصري-الدنماركي، الأمر ليس بسيطاً أبدا، وبه عشرات التحديات والعقبات، ولكن فكرة أن يجلس مجموعة من المتخصصين، ليفكروا بهدوء وحماس، ويحلموا بالمستقبل، بتجرد منزوع من المنفعة الذاتية، إلا رغبة في تخليص الثوب الإعلامي مما علق بها من عطب وعطن وقرف، وسعيا لتأكيد فكرة «لسه الأماني ممكنة».

للتواصل مع الكاتب:

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية