x

«زي النهارده».. وفاة الكاتب المسرحي «موليير» 17 فبراير 1673

عمرو دوارة: من أساتذة الكوميديا الراقية في تاريخ المسرح
الأربعاء 17-02-2016 04:57 | كتب: ماهر حسن |
موليير، الكاتب المسرحي الفرنسي. - صورة أرشيفية موليير، الكاتب المسرحي الفرنسي. - صورة أرشيفية تصوير : other

ولد الكاتب المسرحي الفرنسي الرائد، مؤلف مسرحيتي «طرطوف» و«البخيل» جون باتيست بوكلان، وشهرته «موليير»، في باريس في 15 يناير 1622، والذي ينزع مسرحه لروح الكوميديا في باريس في 15 يناير 1622، أما أبوه فكان يعمل مُنَجِدًا للملك لويس الثالث عشر.

امتهن «موليير» حرفة أبيه في بداية أمره، ثم أدخله أبوه ليتعلم ويتتلمذ على يد رهبان الطائفة اليسوعية في كلية كليرمون وكانت لهذه المرحلة بالغ الأثر في تكوين شخصيته، فقد تلقى فيها مبادئ العلوم الأساسية والفلسفة، كما تعلم اللغة اللاتينية فقرأ عن طريقها الأعمال المسرحية التي تم نشرها في وقته، ثم تابع بعدها دراسات في الحقوق قبل أن يقرر التفرغ للمسرح ثم قام بالتعاون مع عائلة «بيجار» وهي من العائلات العريقة في فن التمثيل.

أسس فرقة «المسرح المتألق» في 1643 وفي هذه الفترة اختار لنفسه لقب «موليير» الذي لازمه طيلة حياته، ونظرًا لكثرة المنافسين فضل وفرقته الانسحاب من الساحة ولو مؤقتا ثم قام على مدى الخمسة عشر عاما التالية من 1643 إلى 1658 بقيادة فرقة جديدة من الممثلين المتجولين، وقد أدت هذه الفرقة أولى أعماله الكوميدية، ولاقت عروضها نجاحًا جماهيريًا، بدأ نجمه في الصعود، وقد احتك أثناء هذه المرحلة بأناس من مختلف الطبقات، مما ساعده على رسم شخصيات نصوصه من الداخل، خاصة في مسرحياته الساخرة.

اقتبس «موليير» معظم أعماله الأولى من المسرح الهزلي الإيطالي، والذي كان رائجًا آنذاك وبعد مرحلة التِرحال الدائم في مدن الجنوب الفرنسي قرر الاستقرار سنة 1659 في باريس بعد أن أصبح يتمتع برعاية خاصة من الملك لويس الرابع عشر، وقام بتقديم عدة عروض مسرحية نثرية وشعرية للبلاط الملكي ولجمهور باريس.

كتب أعمالًا متنوعة مثل «كوميديا الباليه، والكوميديا الرَعَوِية (والتي تصور حياة الرعاة في الريف)، والكوميديا البطولية، وغيرها»، وتواصلت مسيرته وقدم آخر أعماله «المريض الوهمي» عام 1673 م، ليفارق الحياة «زي النهارده» في 17 فبراير 1673 بعد ساعات من تقديم العرض الرابع لهذه المسرحية.

ومن أعماله الشهيرة الأخرى «مدرسة الأزواج»، و«دون جوان»، و«الطبيب رغمًا عنه»، و«البورجوازي النبيل»، و«كونتيسة إيسكاربانياس»، و«النسوة الحاذقات»، و«المريض الوهمي».

ويقول الناقد والمخرج المسرحي الدكتور عمرو دوارة، إن الناس في جميع أنحاء العالم يفضلون أن يقولوا عن اللغة الفرنسية بأنها «لغة موليير»، تماما مثلما يقولون عن اللغة الألمانية بأنها «لغة جوته» وعن اللغة الإنجليزية بأنها «لغة شكسبير»، وذلك لأن المسرحي الكبير «موليير» يجسّد بحق عبقرية اللغة الفرنسية مثلما يجسد «جوته» عبقرية اللغة الألمانية، و«شكسبير» عبقرية اللغة الانجليزية، ويعتبر موليير واحد من أهم أساتذة الكوميديا في تاريخ الفن المسرحي الأوروبي ورائد للملهاة في العالم ومؤسس للكوميديا الراقية، كما شارك بالتمثيل في حوالى 95 مسرحية، بينها ما يقرب من واحد وثلاثين مسرحية من تأليفه.

وتتميز مسرحيات بصفة عامة بالبراعة في تصوير الشخصيات وبالقدرة على خلق المواقف الكوميدية وتوظيف المفارقات المثيرة للضحك ويحسب له تمكنه من تحرير اللغة الفرنسية من القوالب الجامدة، ومن الأساليب البلاغية الركيكة التي كانت تكبلها في السابق، لتصبح لغة تتسم بالسلاسة والتدفق وتتواءم مع اللغة الحياتية، ويكفي للدلالة على ذلك أن مسرحياته البديعة مازالت تقدم في المسارح الكبيرة والصغيرة بجميع دول العالم على حد السواء، ولا يزال الناس بمختلف طبقاتهم وأذواقهم يقبلون على مشاهدتها إقبالا منقطع النظير وهو من أعظم الكتاب المسرحيين الذين ظهروا للوجود منذ بدايات المسرح، فهو من العباقرة الذين خلدت أعمالهم بفضل ما تضمنته من عناصر انسانية أساسية وأزلية، تحدت تطورات الأزمان واختلاف الأماكن، وصمدت أمام تنوع العقليات وتقلبات الأذواق، أو بتعبير آخر يمكننا القول بأن أعماله ظلت صالحة لكل زمان ومكان لأنها كانت تعبرعن عالم رحب ومشاعر انسانية عامة بعيدا عن تنول القضايا الآنية والأحداث المعاصرة فقط .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية