x

مصادر لـ«رويترز»: أحد المحققين في وفاة «ريجيني» أُدين في قضية تعذيب

الثلاثاء 16-02-2016 16:00 | كتب: رويترز |
جوليو ريجيني - صورة أرشيفية جوليو ريجيني - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أفادت مصادر قضائية وأمنية ووثائق قضائية اطلعت عليها «رويترز» أن ضابط شرطة مصريًا كبيرًا من المسؤولين عن التحقيق في وفاة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، أدين سابقًا في قضية تعذيب محتجز وقتله.

كان ريجيني (28 عامًا) اختفى في 25 يناير الماضي في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وعثر على جثته على جانب طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي في الثالث من فبراير الجاري، وقال مسؤولون في مصلحة الطب الشرعي المصرية والنيابة إن الطالب الإيطالي تعرض للتعذيب وقُتل نتيجة لضربه بآلة حادة على مؤخرة رأسه.

وأوضحت المصادر والوثائق القضائية أن خالد شلبي، رئيس الإدارة العامة للمباحث بمحافظة الجيزة، وأحد المسؤولين عن التحقيق في وفاة ريجيني، وثلاثة آخرين اتهموا في عام 2000 بتعذيب محتجز في قسم شرطة بالإسكندرية وقتله.

وتوضح وثيقة من محكمة جنايات الإسكندرية أنه تمت تبرئة شلبي وثلاثة ضباط آخرين في البداية مما نسب إليهم من اتهامات فيما يتعلق بمقتل فريد شوقي أحمد عبدالعال، وأدت إعادة محاكمتهم إلى إدانة شلبي والثلاثة الآخرين في عام 2003 بتهم مخفضة بعدم حماية المعتقل وعدم نقله إلى المستشفى، وذلك حسب منطوق حكم من محكمة جنايات الإسكندرية اطلعت عليه رويترز، فيما حكمت المحكمة على شلبي بالحبس عامًا مع وقف التنفيذ.

وتوضح الوثائق أن الضباط المتهمين قالوا إن «عبدالعال» خبط رأسه في عمود أثناء القبض عليه، وتوفي فيما بعد بسبب الإصابة التي لحقت به.

وقال شلبي ردًا على اتصال هاتفي إنه لم يرتكب أي خطأ، وإنه لا توجد قضايا مقامة ضده، وإنه لا يفهم الصلة بين ذلك وقضية الشاب الإيطالي.

وأفاد مصدر أمني بأن «شلبي» أصبح مدير المباحث في الإسكندرية في عام 2009 ونقل في عام 2013 إلى الجيزة، ثم رُقي إلى منصب رئيس الإدارة العامة للمباحث.

وإدارة المباحث التي يرأسها شلبي هي واحدة من عدة هيئات مشاركة في التحقيق الذي يقوده جهاز الأمن الوطني ويشارك فيه أيضا ضباط أمن إيطاليون.

وفي الرابع من فبراير نقل أحد الموقع الإلكترونية الإخبارية عن «شلبي» قوله إن ريجيني صدمته سيارة ولا توجد أي علامات على أي عمل إجرامي، ولم يرد أبوبكر عبدالكريم، المتحدث باسم وزارة الداخلية، على اتصالات من رويترز، لكن بيانا للوزارة صدر الإثنين نفى تقارير بأن قوات الأمن اعتقلت ريجيني.

غير أن أحمد ناجي، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، قال إن جثة ريجيني عليها آثار لحروق بسجائر وقطع في الأذنين، ولم يُعلن تقرير مصلحة الطب الشرعي المصرية، لكن مصادر في الطب الشرعي والنيابة قالت إن هناك آثار تعذيب على الجثة من بينها كسور في الأضلع وصعق بالكهرباء.

وأظهرت صورة من السيرة الذاتية لريجيني حصلت عليها «رويترز» من صديق أنه كان يتحدث العربية، وأن أبحاثه في رسالة الدكتوراه بجامعة كمبردج البريطانية تركزت على نشاطات الاتحادات العمالية في مصر بعد الإطاحة بمبارك، وقال أصدقاء للإيطالي إن أبحاثه ربما قادته لمقابلة نشطاء نقابيين ومنتقدين لحكومة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.

وتقول جماعات حقوقية إن المصريين كثيرًا ما يحتجزون دون أدلة كافية، بل يتعرض البعض للضرب حتى الموت أحيانًا، بينما تنفي وزارة الداخلية أن التعذيب منهجي وتقول إن أي ادعاءات عن انتهاكات يجري التحقيق فيها، فيما يقول منتقدوها إن التحقيقات ليست وافية دائمًا.

وأعيدت جثة ريجيني إلى روما في السادس من فبراير، حيث أجرت السلطات الإيطالية تشريحا ثانيا للجثة، وقال وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو لقناة سكاي نيوز 24 التليفزيونية الإخبارية، إن التشريح كشف عن «شيء غير إنساني، شيء حيواني».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية