x

هل تشهد سوريا حربًا برية؟ (تقرير)

الثلاثاء 16-02-2016 15:30 | كتب: نيفين العيادي |
أردوغان وبوتين - صورة أرشيفية أردوغان وبوتين - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

تشهد الأزمة السورية تعقيدات كثيرة لاسيما مع حرب التصريحات المستمرة بين أنقرة وموسكو فضلاً عن إعلان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنه من الممكن أن تطلق أنقرة والرياض عملية برية في سوريا ضد تنظيم داعش، الأمر الذي رد عليه الرئيس السوري، بشار الأسد، بأن قرار التدخل بريًا في سوريا لا تمتلكه أنقرة أو الرياض، مضيفًا «الحقيقة عندما نناقش إذا كانت ‫تركيا أو ‫السعودية ستهاجمان فهذا يعني أننا نعطيهما حجمًا كبيرًا وكأنهما دولتان تمتلكان قرارًا وتمتلكان إرادة وتستطيعان أن تغيّرا الخريطة، هما مجرد تابعَين منفّذين حاليًا، الدولتان تقومان بدور البوق بهدف الابتزاز، ولو كان مسموحاً لهما لبدأ الهجوم منذ زمن طويل».

ويثير الأمر الكثير من علامات الاستفهام ولعل أبرزها هل سيشهد العالم حربًا عالمية ثالثة في سوريا لاسيما وأنها قضية متشابكة تتدخل فيها أطرافًا إقليمية ودولية، وفي هذا الصدد، استبعد الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة الدراسات العربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، نشوب حرب برية داخل الأراضي السورية في الفترة الراهنة، قائلاً: «ليس في ذهن السعوديين والأتراك خوض حرب كبرى مع روسيا وإيران والنظام السوري نظرًا لأن تكلفتها كبيرة».

وأضاف «سلامة» أن السعودية وتركيا يريدان كسب أوراق على الأرض، موضحًا أن التدخل الروسي حرم تركيا من تشكيل الأوضاع داخل سوريا فضلاً عن حرمانها من الفوز باحتلال بعض المناطق المجاورة والدفاع عن حدودها المشتركة مع سوريا.

وأشار إلى أن البلدين يريدان من هذه الخطوة عدم خسارة تأييد الجماعات المناصرة لهم في سوريا كالمعارضة والجماعات الجهادية بالإضافة إلى الرغبة في الدخول في جولة جديدة من المفاوضات تكون أكثر جدية، وذكر أن الدولتين تسعيان إلى تجنيد وتجيش أكبر عدد من الدول خاصة وأن بعض دول الخليج اشترطت أن تتولى الولايات المتحدة زعامة العملية العسكرية كما أن تركيا تستهدف تأييد أكبر من حلف الناتو وإشراك قوات عسكرية منه كما أن السعودية تعول على دور التحالف الإسلامي العسكري داخل سوريا.

ومن جانبه، قال الدكتور حسن أبوطالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التدخل البري داخل الأراضي السورية أمرًا صعبًا خلال الفترة الراهنة لأن التدخل يجب أن يكون مدعومًا من قبل الولايات المتحدة ودول التحالف وهذا أمر متعذر حاليًا.

وأوضح «أبوطالب» أن السيطرة الجوية داخل سوريا تصب في صالح موسكو والنظام السوري ومن ثم أي محاولة للتدخل البري ستكون مرصودة من قبل روسيا التي أعلنت أنها ستستهدف أي قوة برية تدخل سوريا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترى أن التدخل التركي البري في مناطق يتواجد بها الأكراد بداية لتقسيم سوريا جغرافيًا ويهدف إلى توريط الناتو، فواشنطن لا ترغب في ذلك، لافتًا إلى أن الهدف من الإعلان التركي السعودي القطري هو الضغط على واشنطن وليست خطة فعلية قابلة للتنفيذ.

وذكر المستشار أن الحرب في سوريا ستستمر من خلال الأدوات المحلية كجماعات المعارضة المسلحة التي تصفها السعودية وتركيا بالمعتدلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية