x

غادة شريف هل المطلوب وزير صحة بلطجي؟! غادة شريف الإثنين 15-02-2016 21:28


رغم أن قضية كرامة الطبيب مطروحة على الساحة منذ سنوات، إلا أن هذه الآلاف المؤلفة احتشدت هذه المرة تلبية لنداء الدكتور حسين خيرى.. معبود الجماهير.. الذي كان المفروض أن يجدد له عميدا لقصر العينى لكن الدولة فرَطت فيه بغباء، وبلعبة حقيرة من الوزير السابق للتعليم العالى.. والنبى تدعى معايا يا حمادة إن الله يخرب بيت الذي ألغى نظام انتخاب العمداء وجعل التعيين بدلا منه، ففى معظم تلك التعيينات لم يأت على المداور إلا شر البقر!..

قرار نقابة الأطباء بعدم الإضراب لأول مرة في تاريخها، تلك هي مبادئ الدكتور الإنسان حسين خيرى التي لا يخطئها من يعرفه.. كنت قد ناشدته الجمعة الماضية أن يستقيل من النقابة، لكن إصراره على عدم الإضراب أظهر أن وجوده على رأس مجلس النقابة وفر الفرامل التي كانت تفتقدها النقابة من قبل!.. المفاجأة كانت في تعليق وزيرالصحة على الأحداث في مداخلة هاتفية مع خيرى رمضان عشية الجمعة الماضية!.. ما هذا؟!..

الرجل كان متابعا للتحقيقات مع الأطباء منذ ذهبوا لقسم الشرطة أول مرة!.. الرجل اتصل بالنائب العام وطلب منه عدم حجزهما في القسم عندما علم بالشكوى المقدمة ضدهما.. الرجل اتصل بوزيرالداخلية وطلب منه توجيه اعتذار للطبيبين وهو ما تم.. الرجل طلب من رئيس الوزراء استقبال الطبيبين وإرسالهما في رحلة عمرة وقد وافق رئيس الوزراء!.. الرجل طلب من وزير الداخلية سرعة معاقبة الأمناء!.. لماذا إذن لم يطلعنا الوزير بكل هذه التفاصيل أثناء الأزمة؟... يعنى الوزير منذ توليه وجدناه مفرطا في تصريحات استعراضية سحبت من رصيده، وحين وجب أن يتحدث نجده يلتزم الصمت؟!.. لماذا لم يفهمنا حقيقة ما يحدث حتى لا نفترى عليه؟!..

إحنا كمان في الافتراء يا حمادة ما بنتوصاش!.. يبقى الآن السؤال الأهم: لماذا إذن تطالب نقابة الأطباء بإقالة الوزير؟.. ما الذي كان مطلوبا منه أكثر مما فعله؟.. استنى يا حمادة استنى.. المفروض إنه كان يدخل على وزير الداخلية ويسكعه قلمين!.. أو يستناه بره ويعرّفه غلطه!.. أو يستخبى له خلف شجرة ويأخذه مقص حرامية!!..

لقد تناست النقابة أنه ليس من سلطة وزير الصحة أن يحقق العدالة الناجزة، وبالمناسبة، ليس من سلطة النقابة أيضا أن تحقق مع الوزير على أدائه كوزير.. دائما تتصور النقابة أن لها سلطات مطلقة!.. الوزير حتى لو طبيب لا يخضع أداؤه الوزارى لنقابة الأطباء، فهذه سلطة مجلس الشعب، ولا سلطة لها عليه كعضو هيئة تدريس، فهذه سلطة الجامعة.. كذلك الكاتب لو طبيب فلا سلطة للنقابة على ما يكتبه، فهذه سلطة نقابة الصحفيين، أما نقابة الأطباء فلها أن تحقق فقط في مخالفات الممارسة الطبية.. العكس بقى يا حمادة هو الصحيح، فالقانون يعطى لوزير الصحة الحق في تحويل أعضاء مجلس النقابة للنيابة لو أضروا بمستشفيات الوزارة أو المال العام!..

لذلك أرجو من الوزير أن يثبت ولا يهتز أمام شغل اتحاد الطلبة هذا، فقد فعلوها من قبل مع الوزيرة مها الرباط فلم تعرهم اهتماما، لكنهم لا يتعلمون!...

كان غريبا أيضا هذا الاعتراض على البرنامج التدريبى للأطباء!.. إنه أشبه بباكورة لفكرة البورد الأمريكى الذي يضمن تحسين أداء الأطباء، فلماذا ترفضه النقابة إذن؟.. لماذا لم نسمع صوت النقابة أمام ما نقرأه يوميا في بعض الصحف عن مخالفات مهنية لبعض الأطباء مع المرضى؟....

المدهش أنه في نفس البرنامج التليفزيونى عندما استضاف خيرى رمضان منى مينا على التليفون لتعلق على ما قاله الوزير كانت إجاباتها دائما في حتة تانية خالص.. لم تعلق على أن الوزير بالفعل عدَاه العيب، ولم تعلق على أنه بعد أن تم الصلح بين الطرفين وانتهت المشكلة قامت النقابة بإعادة إشعالها بدون مبرر!.. استنى يا حمادة.. هاهو المبرر.. انظر من حضر للتضامن مع الأطباء... كل هذه الذقون... ثم جميلة إسماعيل ومن على شاكلتها!... ثم ممدوح حمزة وسط الحشود يصرح بأن هدفهم هو انتخابات رئاسية مبكرة!!.. آآآآآآآه..

مش تقولوا إن الموضوع سياسة أصلا!!.. وشوف الصدف يا أخى أن ميعاد الحدث يتوافق مع ذكرى رحيل حسن البنا!!.. قلتلى بقى!!.. يا خسارة!. في الوقت الذي فرحنا فيه بقرارات للنقابة أتت في مصلحة المريض لأول مرة في تاريخها بعد ثورة يناير، نفاجأ بأن السم يندس في العسل!.. النقابة تريد وزير صحة بلطجيا وليس رجل دولة!..

بعد كده يا معالى الوزير لو تعدَى أمين على طبيب إبقى زق باب مكتب وزير الداخلية برجلك، وشده من ياقته وقوله: أنا ميمو ياض!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية