لا نستطيع أن ننكر أن الرئيس السيسى هو أحسن واحد بيفاصل فى مصر!..
ربما تكون تلك صفة مميزة من صفات عديدة جعلت ستات مصر بيموتوا فيه!..
أكيد كل سيدة وهى فى السوق تشترى الخضار تتمنى لو معها الرئيس السيسى يفاصل مع الخضرى المفترى فيطرحه أرضا مثلما يفعل فى فصالاته ومفاوضاته!..
أكيد أيضا كنا نتمنى أن يتولى بنفسه ملف المفاوضات مع الإثيوبيين بخصوص سد النهضة.. والله كان روشهم!..
ما علينا، لا داعى لتقليب المواجع يا حمادة، إنت بس اخطف رجلك للكورنيش والتقط لنفسك صورة تذكار مع شط النيل قبل أن يرحل عن دنيانا!..
ما علينا تانى، ربما ليس الفصال وحده هو ما يبرع فيه الرئيس السيسى بل أيضا إلمامه بالتفاصيل.. خلى بالك يا حمادة إن الشيطان يرقد فى التفاصيل.. المدير الناجح دائما هو الذى يلم بكل التفاصيل ولديه القدرة على مواجهة المشاكل بصدره، فلا يختبئ خلف مسؤول آخر أعلى أو أقل منه.. لكن المدير الأنجح هو الذى يتمتع بعلاقة مصارحة مع مرؤوسيه، لذلك كان مهما أن يذكر الرئيس السيسى كل تلك التفاصيل عن تكلفة المياه..
كان مهما تصريحه بأننا فى سباق مع السكن العشوائى، فبالتالى نتفهم تكثيف كل تلك الجهود لبناء إسكانيات جديدة، فلا نبلطج ونطالب بتحويل الإنفاق لجهات أخرى.. كان مهما أيضا أن يشرح لنا تفاصيل التكلفة لنرى بأنفسنا أن هناك وحدات سكنية لابد من طرحها بأسعار مرتفعة للشباب لتطرح بالتوازى معها وحدات أخرى بأسعار أقل من تكلفتها لمحدودى الدخل، فلا يختل التوازن..
المصارحة مهمة حتى نستطيع أن نواجه المشاكل معه ونصبر عليها، لكننا لا نواجه معه المشاكل لأننا نجهل التفاصيل.. المشكلة إذن هى فى خوف الحكومة من المصارحة، مع إنها لو فعلت مثلما قال عبدالحليم لزبيدة ثروت: «افتح قلبك.. اتكلم» لوفرت على نفسها الكثير من الأزمات فى العلاقة بينها وبين الشعب.. لكن الحكومة فين وزبيدة ثروت فين.. خلى بالك يا حمادة إن عدم المصارحة يفسد أى علاقة بين اتنين فما بالك بالعلاقة بين حكومة وشعبها؟..
أخطأت الحكومة عام 2014 عندما لم تروِج لأسعار إسكان الشباب التى طرحتها بأسعار مرتفعة وقتها، ولم تروِج لوجاهة أسعار الوحدات مثلما فعل الرئيس فى حديثه الأخير، فانهالت عليها اللكمات من كل جانب.. أخطأت مرة ثانية عندما لم تروِج لوجاهة قانون الخدمة المدنية فانتظرناها بالليل والدنيا ضلمة عند أول ناصية ورنيناها علقة عدمناها العافية!..
يغيب عن الحكومة أن عدم المصارحة وما ينتج عنها من أزمات فى الشارع ليس فقط يعيق مواجهتنا للمشاكل يدا بيد مع الرئيس، بل أيضا يفسح الطريق للصيد فى الماء العكر، حيث فلان يطرح مبادرة، أو علان يقولك صالحوا الإخوان!..
راقبهم كده يا حمادة.. إنهم لا يعودون للمشهد إلا عندما يكون هناك اعتراض فى الشارع على أمر ما، وآخرها مبادرة المصالحة التى طرحها عمرو حمزاوى عقب مشكلة قانون الخدمة المدنية.. قالك اسمها مبادرة إيه يا حمادة؟.. علاج الانسداد السياسى؟.. إذن هو يشعر أن هناك انسداد سياسى؟.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. والانسداد ده جاله منين؟.. والله كان شاب زى الورد.. لكن ما أعلمه أن الانسداد لا يحتاج مبادرة..
انصحه يا حمادة بالذهاب لدكتور مسالك.. هيرتاح بعدها.. عدم المصارحة يحدف علينا حاجات ما تعرفش جت منين مثل الإخوانى إبراهيم منير الذى تساءل مؤخرا عمن يتوجه إليه فى مصر عندما يريد أن يتكلم، وقالك إن الرئيس انقلابى والحكومة انقلابية والبرلمان انقلابى والشعب انقلابى.. طب دى أحلى حاجة يا حمادة إننا شعب انقلابى.. مش بذمتك وانت صغير كانوا يسألوك تطلع مهندس ولا دكتور فكنت تجيب: أطلع انقلابى؟..
نحن شعب انقلابى بيموت فى رئيسه الانقلابى!.. لكن لاحظ يا حمادة إن كل هذه الأصوات لا يعلو نعيقها إلا عندما يحدث بيننا ما قد تظنه بوادر تضجر عند الشعب من الحال والأحوال...
وهكذا سيظلون.. أى طرف خيط سيجدونه أمامهم سيمسكون به لعله يكون طرفاً لقنبلة موقوتة تفجر المجتمع وتعيد الفوضى مرة أخرى.. يبقى الحل إيه يا فتك؟..
المصارحة بالحال وتفاصيل الأحوال مهمة لسد الثغرات والمنافذ أمام الوقيعة.. عندما تتصارح الحكومة مع الشعب فيصبحان روحين فى زكيبة سنستطيع مواجهة المشاكل مع الرئيس، ولن تجد أى أطراف مغرضة أى أزمة يستغلونها..
ما علينا، قلت لحمزاوى على اسم دكتور مسالك يا حمادة؟.. ادعيله ربنا يفك زنقته!
www.facebook.com/ghada sherif