عندما تيقن الرئيس السيسى من أن بذور الفكر المتطرف تبدأ بالخطاب الدينى دعا مخلصا لضرورة تعديل الخطاب الدينى لعل وعسى..
عندما تيقن المبدعون والمثقفون أن أئمة التطرف يعطون لأنفسهم حق مصادرة الفكر والرأى دعوا لحرية الرأى والتعبير لعل وعسى..
وعندما رأت بعض الأجهزة الأمنية أن الإعلام ساهم بشكل أساسى فى تشكيل الرأى العام تيقنت أن حماية الدولة تتحقق بأن تبسط نفوذها على بعض الفضائيات لعل وعسى..
قام يا سيدى عمك لعل وعسى ظهر فجأة من كثرة ندائهم عليه، فإذا به يفقد التمييز بين تعديل الخطاب الدينى والشطط، فالتهكم على الأئمة وانتقاد شعيرة دينية ليس من تعديل الخطاب الدينى فى شىء لكنه شطط.. ويعود عمك لعل وعسى فيشط شططاية قوية فيفقد التمييز بين حرية الرأى والإبداع وبين الانحطاط، فينطلق مدافعا عما ارتكبه شابين هايفين من تجاوز فى حق عساكر الأمن المركزى، وأيضا تاه عمك لعل وعسى بين حماية الدولة إعلاميا وبين الشطط، وهذا ما سأناكفك فيه اليوم يا حمادة..
رغم العلاقة الطيبة التى تجمعنى بمعظم الإعلاميين وتقديرى الشديد لهم، إلا أننى أحيانا أراهم يضرون النظام أكثر مما ينفعونه!.. هناك خط رفيع بين أن تتبنى الهجوم فى قضية أنت تؤمن بخطورتها وبين أن تتحول إلى مكنة شتائم وتخوين تحت الطلب!..
لا خلاف على أن ما فعله الشاب الفنان سابقا العميل حاليا أحمد مالك وزميله شادى هو عمل مقزز ومستفز، لكن أن ينطلق عمك لعل وعسى ويتهمهما بالعمالة وأنهما ضمن أدوات مخطط حرب الجيل الرابع فهذا هو الشطط بعينه وقفاه ومناخيره!..
أنا لا أراهما أكثر من شابين تافهين يستحقان العقاب.. العقاب على فكرة ليس بأن تدمر مستقبلهما وتسحقهما، فالدول الراقية لا تتعامل هكذا مع شبابها المتجاوز خصوصا لما يكونوا ولاد ناس.. يجب أن يكون العقاب أولا بجعلهما يقفان تحت المطر فى الشارع يوما كاملا ليشعرا بما كان يتكبده فى ذاك اليوم من سخرا منهم، وثانيا أن يخضعا لما يحدث فى أوروبا وأمريكا من عقوبة تسمى «الخدمة المدنية»..
تلك العقوبة تقضى بها المحاكم على من يرتكبون أفعالا غير مسؤولة غير جنائية مثل هذين الشابين!.. عادة تكون تلك العقوبة حكما على المتهم برفع قمامة الحى الذى يسكن فيه المتهم أو المجنى عليه أو كنس الشوارع، ولا أرى خيرا من العقوبة المدنية أحرى أن توقع على هذين الشابين.. هما بالمختصر شابين متدلعين محتاجين يتكسروا شوية.. تلك الكسرة التى تصنع الرجال، لا الكسرة التى تحولهما إلى كارهين لبلدهما مثل التى يفعلها بهما الإعلام الآن!..
أعرف جيدا والد أحمد مالك، وهو الكابتن طيار مالك بيومى، نقيب الطيارين، وقد تعرفت عليه من خلال دخولنا سويا فى انتخابات مجلس إدارة نادى الجزيرة منذ خمس سنوات، وأعلم جيدا مدى جدعنته ووطنيته ووقوفه أمام حكم الإخوان وتخطيطه للكثير من المسيرات ضدهم، لذلك أصابنى الذهول عندما تطرق الهجوم الإعلامى عليه هو أيضا وفوجئت بعمك لعل وعسى يتهمه بالعمالة!.. بعض الأجهزة الأمنية محتاجة تفرمل نفسها شوية فقد حولت بعض الإعلاميين إلى هبلة ومسكوها طبلة!..
الشطط فى الهجوم الإعلامى على هذين الشابين حولهما إلى بطلين، بعد أن كان الجميع مستفزا من فعلتهما، بل إن أحد الشابين وجدها فرصة ليربط فعلته الشائنة بما يحدث من تجاوزات فردية فى بعض أقسام الشرطة!.. ولم لا يفعل هذا وقد أعطاه هؤلاء الإعلاميون فرصة ذهبية للشهرة السريعة؟!..
الهجوم الإعلامى الأعمى على هذين الشابين جعل العملاء بجد والطابور الخامس بجد يتلقفهما ويهتم بهما، وربما نراهما فى المستقبل يحلان ضيفين ومتحدثين فى ندواتهم المشبوهة!.. إذن قد يكسب العملاء عضوين جديدين فنخسر نحن شابين فى عمر الزهور كان من الممكن إصلاحهما بعد توبتهما..أحيانا السماح يأسر حتى عدوك فما بالنا بشابين كانا سيتفانيان فى أن يثبتا لنا أنهما ليسا بهذا السوء لو كنا فقط ابتعدنا عن المبالغة الإعلامية فى الهجوم عليهما؟!..
أسرتنى بشدة الأغنية التى غناها أحد الضباط ردا على تلك الإهانة.. صوته ملائكى وغناؤه عذب والكلمات فى منتهى الرقى والسمو.. هكذا كان يجب أن تتعامل الدولة، فتوقع العقوبة القانونية عليهما، فتترفع عن الشرشحة الإعلامية، لكن نقول إيه بقى يا حمادة فى عمك لعل وعسى الذى لجأ للشطط حتى فى حماية الدولة.. فكرنى كده يا حمادة الدبة عملت إيه فى صاحبها؟