x

دراسة: انحسار دور الإعلام ساهم في زيادة هجرة الأطفال

الخميس 11-02-2016 23:09 | كتب: جمعة حمد الله |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : رويترز

أعلنت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، صدور الملخص التنفيذي لأول دراسة ميدانية، تم تكليف المركز القومي للدراسات والبحوث الاجتماعية والجنائية بإجرائها حول الهجرة غير الشرعية للأطفال غير المصحوبين، والتي أصبحت «تمثل ظاهرة دخيلة تهدد سلامة وأمن أبنائنا وتجعلهم عرضة لكافة صور الاستغلال».

سعت الدراسة إلى التعرف على أبعاد الظاهرة، ورصد الواقع الاقتصادي والاجتماعي والخدمي للقرى المصدرة لها، بما يساعد على تحديد عوامل الخطر الكامنة في البيئة الحاضنة لهذا السلوك، كما استهدفت استشراف الحلول والآفاق المستقبلية للتعامل معها ومواجهتها.

وتم تحديد عينة الدراسة من الأطفال الذين سبق وأن خاضوا تجربة الهجرة غير الشرعية في الفئة العمرية من 9 إلى 18 سنة، وتم اختيار العينة من المحافظات التي أثبتت الدراسة الميدانية حول الهجرة غير الشرعية للشباب بأنها الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، في ضوء انتشار ثقافة الهجرة غير الشرعية بها، فضلا عن وجود معارف وأقارب وأصدقاء في هذه المحافظات تشجع وتساعد الأطفال على خوض هذه التجربة.

أما بالنسبة للخصائص الديموجرافية والاجتماعية والاقتصادية للأطفال غير المصحوبين، فأظهرت الدراسة أن الغالبية من الذكور في الفئة العمرية من 16 إلى 17 سنة، وبنسبة أقل في الفئة العمرية من 9 إلى 15 سنة.

ولوحظ ارتفاع نسبة التسرب من التعليم فيما بينهم، فضلا عن ضعف المستوى التعليمي للوالدين الذين عادة ما يشتغلون بالقطاع الزراعي أو يمتهنون أعمالا حرفية.

ورغم أن 3/4 عينة الدراسة يعيشون في أسر طبيعية، إلا أن خمس العينة عانوا من سوء معاملة الأهل، ما أدى إلى سعيهم للهجرة، وأظهر المؤشر الإحصائي الذي تم بناءه لقياس المستوى الاقتصادي والاجتماعي لأسر أطفال العينة أن غالبيتهم يأتون من أسر متوسطة. وفي المقابل، أبرز أن ثلث أطفال العينة كانوا يعملون قبيل قيامهم بالهجرة بشكل غير شرعي، وبعضهم خرج إلى سوق العمل منذ سن السادسة.

وفيما يتعلق بمصادر استقاء المعلومات حول الهجرة، أوضح الغالبية العظمى من المبحوثين اعتمادهم على الاتصال الشخصي مع الأصدقاء والأقارب، مشيرين إلى انحسار دور الإعلام الرسمي والهيئات الحكومية، ما أدى إلى انتشار أفكار مغلوطة حول ظروف المعيشة والعمل والأجور في دول المقصد.

وفي إطار السعي للبحث عن حلول للحد من الظاهرة، توصلت الدراسة إلى أن إيجاد فرص عمل، وزيادة بدائل الهجرة بشكل شرعي، وتحسين مستوى المعشة تأتي في مقدمة مطالب الأطفال محل العينة، وذكرت نسبة من الأطفال رغبتها في أن تشعر بإنسانيتها «أحس إني إنسان».

وأوضحت «جبر» أن وزارة الخارجية تتعامل مع هذا الملف بقدر كبير من الاهتمام من خلال سفاراتها وقنصلياتها في الخارج وخاصة في روما وميلانو، وهي تتابع عن كثب جميع حالات الأطفال المصريين التي ترد إليها من الجانب الإيطالي وتحرص على التعاون مع الجهات الأمنية والمجلس القومي للطفولة والأمومة لبحث سبل عودة هؤلاء الأطفال طواعية.

من ناحية أخرى، أشارت السفيرة إلى أن وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج أجرت مؤخرا زيارة ميدانية لمراكز الإيواء في إيطاليا للتعرف على أوضاع الأطفال المصريين بها.

أما عن التعامل المستقبلي مع المشكلة، فأفادت بأن اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية تضع هذا الملف ضمن أولويات عملها في إطار الاستراتيجية المقبلة 2016- 2018 لمكافحة الهجرة غير الشرعية حيث سيتم، بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، العمل على بلورة برامج تعليمية وتنموية تعكس متطلبات وتلبي احتياجات هؤلاء الأطفال وأسرهم بما يضمن لهم حياة كريمة، وذلك إلى جانب حملات التوعية التي ستستمر اللجنة الوطنية في القيام بها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية