قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة لشؤون الهجرة والمصريين في الخارج، إن هيكلة الوزارة الجديدة التى تقدمت بها لرئاسة الوزراء لإقرارها، تنتظر موافقة وزارة التخطيط للعمل بها.
وأكدت الوزيرة ضرورة إيجاد حل جذري لهجرة الأطفال القُصَّر غير الشرعية لإيطاليا، من خلال تنمية المحافظات التي يهاجر منها الأطفال، خاصة المنيا، التي تعتبر المصدر الأول لهجرة الأطفال القصر بسبب حالة الفقر التي يعاني منها الأهالي، رغم أنها محافظة سياحية وتلقب بعروس الصعيد.
وأشارت مكرم إلى أنها زارت المحافظة قبل سفرها لإيطاليا لإقناع الأهالي بعدم الزج بأبنائهم في مراكب وقوارب لأوروبا، نظرا لخطورة الرحلة على حياتهم، وموت البعض والظروف المعيشية السيئة التي يتعرضون لها قبل السفر، وعدم تأقلم بعضهم هناك .
وأضافت الوزيرة، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أنها عرضت فيلما تسجيليا لمخاطر الهجرة غير الشرعية، وطالبت بيت العائلة في المنيا بإقناع الإهالى بعودة أبنائهم الراغبين في ذلك، وأشارت إلى أنها اصطحبت وفدا معها لإيطاليا من وزارة الداخلية والمجلس القومي للطفولة، لأنهما الجهتان المسؤولتان عن القضية مع وزارة الهجرة .
وأوضحت مكرم أن الأطفال يمرون بظروف معيشية صعبة، بداية من الاحتجاز في إحدى الشقق السكنية أو مزارع الدجاج حتى السفر، ويدفع كل طفل من 20 إلى 40 ألف جنيه ثمن الرحلة، حسب المركب والقوارب والمحافظة التي يغادر منها، ما يجعل بعض الأطفال يرغبون في الهروب من مراكز الإيواء للعمل في الأسواق الإيطالية لرد الأموال لأسرهم.
ولفتت الوزيرة إلى أن الرحلة تصل لـ10 أيام، ويأكل الأطفال خلالها الخبز اليابس، وفي أغلب الأوقات يكون مصابا بالعفونة، بالإضافة إلى كوب مياه مع المعاملة السيئة من أصحاب المراكب والقوارب .
وقالت مكرم إن السلطات الإيطالية تتعامل بشكل جيد مع الأطفال القصر، لأنها تقدر قيمة الطفولة، وبمجرد وصولهم تجري الكشوفات الطبية والفحوصات اللازمة عليهم، لافتة إلى أن أغلب الرحلات يكون بها أسرة أو أسرتين وبالتالي يوجد بعض الرُضع.
وعن المخاطر التى يتعرض لها الأطفال، أكدت الوزيرة أن بعض الأطفال يموتون خلال الرحلة، والبعض الآخر يموت نظرا لتناول وجبات فاسدة، ويقوم صاحب القارب بإلقاء الطفل الميت من المركب بعد وفاته، مضيفة أن بعض الرحلات لا نعلم عنها شيئا.
وأوضحت مكرم أن الجانب الإيطالي يشكو من المستوى التعليمي للأطفال، لأنهم يلحقونهم بمدارس ويكتشفون أن أغلبهم لم يستكمل تعليمه في مصر، كما أنهم غير ملمين بالأساسيات التعليمية، بالإضافة إلى محاولات الهرب المستمرة من مراكز الإيواء.
وأشارت الوزيرة إلى أنها استمعت لمشاكل الأطفال، الذين أكدوا أنهم ليس لديهم أوراق ثبويتة، وهو ما طالبت به السفارة المصرية في روما لإنهاء تلك الأوراق، موضحة أنها استمعت لأطفال حاولوا أكثر من مرة الوصول لإيطاليا، ومنهم من فشل سابقا وحذرتهم من الهروب من مراكز الإيواء، خاصة أن بعض الأطفال يهربون للعمل في محطة قطارات بروما، وبعض المجرمين يستغلونهم في العمل بالدعارة والمخدرات، ولفتت إلى أن أعمار الأطفال الهاربين تبدأ من 13 عاما.
وأكدت مكرم أن مسؤولي دار إيواء ميلانو اشتكوا من الأطفال من المشاجرات المستمرة بين القُصَّر المصريين وأعمال العنف التي تحدث بينهم، وعدم احترامهم للإخصائيات الاجتماعيات من الإناث، وعدم احترامهم للمدرسين.